الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
تفاصيل عرض حكومي جديد يُنهي 11 شهرا من المقاطعة في كليات الطب
"الوسيط" يعلن تسوية أزمة طلبة الطب
بورصة البيضاء تستهل التداول بأداء إيجابي
"أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر
توقيف 62 شخصا جراء اعتداءات بأمستردام
كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة
مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش
غياب زياش عن لائحة المنتخب الوطني تثير فضول الجمهور المغربي من جديد
مؤسسة وسيط المملكة تعلن نجاح مبادرة التسوية التي قادتها بين الإدارة وطلبة كليات الطب والصيدلة
وزارة التربية الوطنية تجري عملية التحقق الخارجي في مقاربة "طارل" في 362 مؤسسة
الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"
طواف الشمال يجوب أقاليم جهة طنجة بمشاركة نخبة من المتسابقين المغاربة والأجانب
ضمنهم مغاربة.. الشرطة الهولندية توقف 62 شخصا بأمستردام
مجلة إسبانية: 49 عاما من التقدم والتنمية في الصحراء المغربية
بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار
الجولة ال10 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مبارتين
الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف
جمعية هيئات المحامين تقرر استمرار المقاطعة وتلتقي غدا الوزير وهبي وبرلمانيين
ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة
كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟
الملكية بين "نخبة فرنسا" والنخبة الوطنية الجديدة
تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها
طوفان الأقصى ومأزق العمل السياسي..
توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة
متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان
رضوان الحسيني: المغرب بلد رائد في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال
كيوسك الجمعة | تفاصيل مشروع قانون نقل مهام "كنوبس" إلى الضمان الاجتماعي
تحليل اقتصادي: نقص الشفافية وتأخر القرارات وتعقيد الإجراءات البيروقراطية تُضعف التجارة في المغرب
إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط
المدير العام لوكالة التنمية الفرنسية في زيارة إلى العيون والداخلة لإطلاق استثمارات في الصحراء المغربية
حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء
طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة
"الخارجية" تعلن استراتيجية 2025 من أجل "دبلوماسية استباقية"... 7 محاور و5 إمكانات متاحة (تقرير)
خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان
المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح
هذه لائحة 26 لاعبا الذين استدعاهم الركراكي لمباراتي الغابون وليسوتو
إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها
الشبري نائبا لرئيس الجمع العام السنوي لإيكوموس في البرازيل
غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق
جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة
"المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة
قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"
طنجة .. مناظرة تناقش التدبير الحكماتي للممتلكات الجماعية كمدخل للتنمية
الأمازيغية تبصم في مهرجان السينما والهجرة ب"إيقاعات تمازغا" و"بوقساس بوتفوناست"
هذه حقيقة الربط الجوي للداخلة بمدريد
1000 صيدلية تفتح أبوابها للكشف المبكر والمجاني عن مرض السكري
الرباط تستضيف أول ورشة إقليمية حول الرعاية التلطيفية للأطفال
ياسين بونو يجاور كبار متحف أساطير كرة القدم في مدريد
وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية
ندوة وطنية بمدينة الصويرة حول الصحراء المغربية
بنسعيد يزور مواقع ثقافية بإقليمي العيون وطرفاية
خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد
سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية
برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة
كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها
مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
عندما أنزلت أمريكا قواتها بالمغرب وجعلته قاعدة لتحرير أوربا
شكلت عملية االمشعلب بالسواحل المغربية رأس حربة للقضاء على النازية
يوسف منصف
نشر في
المساء
يوم 21 - 12 - 2014
سميت في البداية «عملية الجمباز»، قبل استبدال اسمها لدواع احترازية، هي الغزو الأنجلو-أمريكي لشمال إفريقيا الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية وتمت في 8 نوفمبر سنة 1942.
جاء سياقها، على إثر قيام الاتحاد السوفياتي بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للقيام بعمليات في أوربا وفتح جبهة قتال ثانية، بهدف تخفيف الضغط الذي تفرضه القوات الألمانية على الجنود السوفيات. بينما فضل القادة الأمريكيون عملية المطرقة الثقيلة Operation Sledgehammer التي كانت تقضي بإنزال في أوربا المحتلة في أقرب وقت ممكن.
حينها، آمن القادة البريطانيون بأن القيام بذلك ستكون نهايته وخيمة، فتم اقتراح هجوم على شمال إفريقيا بدل ذلك، الذي سيطهرها-لاحقا- من قوى دول المحور ويزيد من السيطرة البحرية على البحر الأبيض المتوسط، ويساعد في التحضير لغزو جنوب أوربا في 1943، وفي البدء شك الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بأن العملية الإفريقية قد تلغي غزو جنوب أوربا في 1943 لكنه وافق وساند رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل.
خطط التحالف الأنجلو-أمريكي لاكتساح الشمال الغربي من إفريقيا ( المغرب، الجزائر وتونس ) أي المناطق التي كانت تخضع لسيطرة حكومة فيشي الفرنسية. مع وجود الكثير من شمال غرب إفريقيا تحت سيطرة الحلفاء، إذ سمح هذا الغزو بالضغط ومحاصرة القوات النازية في شمال إفريقيا، وكذا قوات فيشي الفرنسية التي كانت مؤلفة من حوالي 125000 جندي وكذلك مدفعية ساحلية، و 210 دبابة، لكنها غير مطورة وحوالي 500 طائرة نصفهاDewoitine D.520 تكافئ العديد من الطائرات الأمريكية والبريطانية، إضافة إلى ذلك كانت هناك حوالي 10 سفن حربية و11 غواصة في الدار البيضاء. واعتقد الحلفاء أن قوات فيشي الفرنسية لن تقاتلهم، بسبب معلومة تلقوها من القنصل الأمريكي روبرت دانييل مورفي في الجزائر العاصمة.
كان الفرنسيون حلفاء سابقين للولايات المتحدة الأمريكية، فتم إعطاء تعليمات للجنود الأمريكان بعدم إطلاق النار إلا إذا أطلقت عليهم أولا. لكن خيمت شكوك بأن القوات البحرية لحكومة فيشي الفرنسية قد تحمل ضغينة بسبب ما قام به البريطانييون في المرسى الكبير سنة 1940 .
لقد كان تقييم تعاطف القوات الفرنسية في شمال إفريقيا ضروريا، وتم وضع خطط لضمان تعاونهم بدلا من المقاومة. وجاء الدعم الألماني لفيشي على شكل دعم جوي، من بضع طائرات القوات الجوية الألمانية المقنبلة، التي أخذت مهمة قنبلة الأهداف البحرية ضد المرافئ التابعة للحلفاء على طول الشريط الساحلي لشمال إفريقيا.
أمام هذه الأوضاع المتسارعة والمفصلية، هدف الحلفاء إلى التقدم بسرعة شرقا تجاه تونس ومهاجمة القوات الألمانية من الخلف، ليتم تعيين الجنرال آيزنهاور قائدا للعملية، وجعل مقر قيادته في جبل طارق. وكان القائد البحري للقوات الحملة الأميرال السير أندرو كانينغهام ونائبه كان نائب الأميرال السير برترام رامساي الذي خطط للغزو البري.
توقف «المساء» على صفحات الملف التالي عقارب هذا الزمن التاريخي البطيء بتعبير المؤرخ فرديناند برودل لتنقل وقائع هذه اللحظات التاريخية العصيبة، التي دار جزء منها على أرض مغربية وشارك خلالها المغاربة بشجاعة قل نظيرها.
الفرنسيون الموالون لافيشيب يدمرون أسطول البحر الأبيض النازي
قامت القوات الأمريكية والبريطانية بهذه الحملة بقيادة الجنرال الأمريكي دوايت د. أيزنهاور. نزلت ثلاث من قوات العملية بالقرب من شواطئ الدار البيضاء على الساحل الأطلسي المغربي، وبالقرب من وهران غرب الجزائر وقرب الجزائر العاصمة أي أكثر من 250 ميلاً شرق الجزائر.
رغم مبادرة قوات فيشي الفرنسية بالمقاومة فإنّ عملية الانقلاب التي قامت بها المقاومة الفرنسية بالجزائر في 8 نوفمبر شلت الفيلق التاسع عشر الفرنسي قبل نزول الحلفاء. كلّف الجنرال مارك كلارك، نائب أيزنهاور، الأدميرال جون فرنسوا دارلان وهو المبعوث الأعلى لفيشي بشمال إفريقيا والجنرال ألفونس جوان، قائد قوات فيشي المسلحة الفرنسية بشمال إفريقيا لأمر القوات الفرنسية بوقف المقاومة المسلحة في وهران والمغرب في 10 و11 نوفمبر. ومقابل تعاونه بقي دارلان مؤقتاً على رأس الإدارة الفرنسية عندما انضمت القوات الفرنسية بشمال إفريقيا إلى الحلفاء.
تسبب نزول الحلفاء في احتلال ألمانيا للمناطق الفرنسية غير المحتلة وانسحاب القوات الألمانية من تونس. لتفادي وقوع أسطول البحر الأبيض المتوسط بأيدي الألمان قام الموالون لحكومة فيشي من الفرنسيين بتدميره وكان ذلك بميناء تولون في 27 نوفمبر سنة 1942. ومع نهاية شهر نوفمبر عبر الحلفاء الحدود التونسية من الجهة الشمالية الغربية.
محمد الخامس.. رفيق التحرير
رغم وجود المغرب تحت وطأة الحماية الفرنسية والاستعمار الإسباني في الوقت الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الثانية في أوربا، كان المغفور له محمد الخامس يتوفر على جيش كبير من المغاربة الغيورين على وطنهم، والذين كانوا يناضلون من أجل استقلال المغرب من الاستعمار. فعندما احتل الألمان فرنسا في شهر يونيو 1940 فرح بعض المغاربة لهزيمتها، وطالبوا بمحالفة ألمانيا بالقول المأثور « عدو العدو صديق» ، وكان المغفور له محمد الخامس قد فضل الوقوف إلى جانب الحلفاء الملتزمين بالديمقراطية التي كان مؤيدا لها، وكان ضد كل أنواع الظلم والديكتاتورية. والكثير من المغاربة يتذكرون مؤتمر أنفا الذي عقد في يناير سنة 1943 بالدار البيضاء والذي حضره كل من محمد الخامس وبجانبه ابنه ولي عهده المولى الحسن الثاني والرئيس الأمريكي فراكلين روزسفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون شورشيل، الذين اجتمعوا لتوحيد الخطة العسكرية ضد دول المحور ألمانيا وإيطاليا واليابان، وكانت ألمانيا أكبرهم شأنا وأشدهم قوة وعلى رأسهم النازي الألماني « هتلر».
ولدلك اتخذ نوغيس المقيم العام الفرنسي بالمغرب موقفا معاديا لدخول المغرب إلى الحرب بجانب الحلفاء لخضوعه لحكومة فيشي بباريس الخاضعة بدورها لألمانيا.
كرد فعل، قامت القوات الفرنسية الموالية لحكومة فيشي بمقاومة الحلفاء عند نزولهم في الشواطئ المغربية في 8 نوفمبر 1942، إذ حاول المقيم العام نوغيس نقل السلطان وحكومته إلى مكناس.
ونتيجة لذلك نشأ خلاف بين السلطان محمد الخامس والجنرال نوغيس بسبب ذلك التصرف، ورفض الملك أن يبتعد عن عاصمة البلاد ومقر حكومته، فكان موقف المغرب منطقيا مع خطة التضامن مع فرنسا -الحرة- ضد النازية
وكان لنزول القوات الأمريكية والإنجليزية دورا فعالا في إيقاف الزحف الألماني والإيطالي وتوغلهما في السواحل الشمالية لإفريقيا.
تبعا لكل الأحداث والمساهمة الفعلية التاريخية، يبرز أن مشاركة المغاربة في الحرب العالمية ليس ضربا من الخيال، حيث تم الاعتراف بهذا الدور العظيم والبطولي الذي قام به المغاربة بموافقة المغفور له محمد الخامس طوال الحرب الثانية من 1940 إلى 1945، فوشح صدره الجنرال ديغول يوم احتفال فرنسا بالاستقلال في 20 يونيو 1945، وذلك في ساحة الإيليزي بباريس بوسام رفيق التحرير. وبهذه المناسبة ألقى الجنرال ديغول كلمة قال فيها: «جلالة الملك محمد الخامس، إنني أقدم في شخصكم جزيل الشكر للشعب المغربي الباسل إثر عزيمتكم القوية ومساعدتكم لنا، فلولاكم يا صاحب الجلالة ولولا جيشكم الشجاع لما حررت بلدنا من النازية والفاشية». وبعد يومين من هذا التاريخ، أي في 22 يونيو 1945 قام المغفور له محمد الخامس بزيارة الجنود المغاربة الذين دخلوا المنايا وشكرهم على الأعمال البطولية والشجاعة الفائقة التي بذلوها طوال الحرب العالمية الثانية، وتمنى أن يكون الوقت قد حان للحصول على استقلال بلدهم كما وعده الحلفاء. ومازال بعض قدماء المحاربين المغاربة الذين شاركوا في هذه الحرب على قيد الحياة في مختلف المدن والقرى المغربية. كما تمت المشاركة في مراسم الاعتراف الرسمي بدور بلادنا في الحرب العالمية الثانية بالمملكة الهولندية وإحياء الذكرى 68 لمعركة جومبلو ببلجيكا والإشراف على لقاءات تواصلية مع قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المقيمين بكل من هولندا وبلجيكا من 14 إلى 18 ماي 2008.
هكذا شل الحلفاء أزيد من مليون جندي ألماني وإيطالي خلال العمليات العسكرية بشمال إفريقيا
استمرت عمليات الحملات العسكرية للحرب العالمية الثانية بشمال إفريقيا طيلة الفترة الممتدة ما بين 13 شتنبر من سنة 1940 حتى غاية 13 ماي سنة 1943. وكانت فصول ومعارك هذه الحملة استراتيجية أكثر منها تكتيكية، ذات أهداف مهمة لكل من الحلفاء الغربيين وقوات المحور معا. إذ كان هدف قوات المحور يتمثل في منع الحلفاء من المرور إلى مخزون النفط بالشرق الأوسط وتأمين زيادة وصول قوات المحور إلى منافذ البترول وقطع وصول المواد والموارد البشرية إلى بريطانيا من مستعمراتها بآسيا وإفريقيا.
إضافة إلى ذلك وبعد الهزيمة الشنعاء بغرب أوربا في ربيع 1940 وفرت الحملة الشمال إفريقية للحلفاء فرصة ذهبية لفتح جبهة جديدة ضد المحور، وبعد غزو الاتحاد السوفيتي من قبل ألمانيا في يونيو/حزيران 1941 تم تخفيف الضخط الألماني على جبهة شمال إفريقيا.
هكذا، كان للحملة الشمال إفريقية ثلاث مراحل: حملة الصحراء الغربية (غرب مصر وشرق ليبيا)، عملية المشعل (الجزائر والمغرب)، والحملة التونسية.
خلال الحملة الشمال إفريقية تكبّد الألمان والإيطاليون 620 ألف ضحية، في حين خسرت دول الكومنويلث البريطانية 220 ألف رجل. وصل عدد الضحايا الأمريكان في تونس وحدها إلى أكثر من 18.500. فنصر الحلفاء في شمال إفريقيا شلّ حوالي 900 ألف من القوات الألمانية والإيطالية، وفتح جبهة ثانية ضد المحور، وسمح باحتلال جزيرة صقلية وغالب الأراضي الإيطالية في صيف 1943، وأبعد الخطر المتأتي من قوات المحور على حقول النفط بالشرق الأوسط وخطوط التزويد البريطاني لآسيا وإفريقيا. اكتسى هذا النصر أهمية حاسمة أثناء الحرب العالمية الثانية.
عندما احتجت الجماهير الشعبية بسبب تعاون دار لاند وروزفلت
لم تتحسن ظروف اليهود في المغرب والجزائر وتونس حتى بعد هبوط الحلفاء في شمال إفريقيا في تشرين الثاني 1942، فبعد عملية الإنزال قام الحاخام الجزائري موريس ييسينبيث واللجنة اليهودية الجزائرية بالدراسات الاجتماعية لاستعادة حقوق اليهود. بالرغم من أن السلطات الفرنسية أعلنت-في وقت سابق- بأنه لا القيادة العسكرية الأمريكية ولا القيادة المسلمة تفضل إلغاء القوانين التمييزية. وفي دجنبر من سنة 1942 اعتقلت شرطة الدرك بناءا على أوامر السلطات الجزائرية الفرنسية المشتبه فيهم المشاركين في الانقلاب العسكري في الجزائر وأرسلوهم إلى سجون في جنوب الجزائر. وقد فشلت سلطات فيشي أيضاً في الإفراج عن عدد كبير من الأجانب اللاجئين اليهود والمحجوزين في المعتقلات كسجناء سياسيين أو داخل معتقلات العمل القسري.
لقد ثبت أن الإدارة الفرنسية في الجزائر كانت غير مستعدة لمخالفة التدابير المعادية للسامية لدى النظام الفيشي. لذلك تحول يهود شمال إفريقيا إلى الاستعانة بالرأي العام كما استعانوا بالمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة والصحف الأمريكية، كما ازداد الضغط من أجل الإلغاء الفوري لجميع القوانين التمييزية التي رسمها نظام فيشي والإفراج عن السجناء بسبب معارضة أو مخالفة هذه القوانين، وذلك عقب الاحتجاج الشديد من قبل الجماهير الشعبية على الحلفاء ضد تعاونهم مع فرانسوا دارلان والرئيس روزفلت في 17 نوفمبر 1942. وكانت افتتاحيات الصحف مثل نيويورك تايمز تدعو إلى إلغاء القوانين العنصرية ودعم ديغول واستدعاء مستشار روزفلت الخاص لشمال إفريقيا روبرت مورفي الذي ارتبط اسمه بعدم الوفاء بالوعود لدعم «الديغوليين» في شمال إفريقيا.
في 14 مارس سنة 1943، قام الجنرال هنري جيرو الذي تولى منصب المفوض لشمال إفريقيا الفرنسي بعد اغتيال دارلان عشية عيد الميلاد في عام 1942، برفض نظام فيشي رسمياً وممارساته العنصرية، وإلغاء التشريعات التمييزية التي قال عنها جيرو بأنها قد فرضت من قبل ألمانيا النازية على فرنسا. وحافظ جيرو على إبطال مفعول مرسوم كريمييوك بدعوى أنه غير منصف ويفرق بين المواطنين المسلمين واليهود. وقد استغرق عدة أشهر وكسب الكثير من دعم المؤتمر اليهودي العالمي والمؤتمر اليهودي الأمريكي واللجنة الفرنسية للتحرير الوطني، ليصل الجنرال ديغول إلى الجزائر قبل أن تتم إعادة العمل بمرسوم كريمييوك في 20 أكتوبر 1943.
لم تتم استعادة الحقوق المدنية اليهودية فوراً في تونس والمغرب كما هو الشأن بالجزائر. إذ جرت الاعتداءات والاعتقالات المستمرة لليهود في المغرب بعد هبوط الحلفاء، حتى ألغيت القوانين العنصرية أخيراً في مارس من سنة 1943 وانتهت في ماي سنة 1943 في تونس. على الرغم من أن اليهود الإيطاليين واجهوا بعض التمييز.
خلال الحرب العالمية الثانية عانى يهود فرنسا في مستعمرات شمال إفريقيا من التمييز القانوني والسياسي والاقتصادي، وكذا من بعض حالات السخرة والسجن والإضرار بالمصالح المادية المباشرة. حيث أن معاداة السامية في المجتمع الاستعماري الفرنسي وفرت بيئة ملائمة لتنفيذ القوانين المعادية لليهود من جانب سلطات فيشي الفرنسية، لأن الألمان فشلوا في تثبيت السيطرة الفعلية على معظم أنحاء المنطقة، ولأن النقل العسكري عبر البحر الأبيض المتوسط كان مستحيلاً بسبب التفوق البحري الساحق للحلفاء. فيهود شمال إفريقيا وحتى من هم في تونس التي أضحت لفترة وجيزة تحت الاحتلال الألماني المباشر تم ترحيلهم إلى معسكرات الاعتقال بأوربا.
كان يهود شمال إفريقيا الذين تم ترحيلهم، يعيشون في فرنسا عندما اندلعت الحرب. ونتيجة لهذا المزيج الفريد من العوامل السياسية والعسكرية والاستراتيجية والجغرافية فيهود شمال إفريقيا لم يتم البطش بهم بشكل ممنهج وكذلك فإن سلطات المحور لم تصادر ممتلكاتهم وتعتقلهم مثلما فعلت أوربا باليهود أثناء المحرقة.
المساهمة الفعالة للمغاربة في حملة تحرير أوربا من قبضة النازية
بما أن المغرب كان يرزح تحت الاحتلال الفرنسي، فقد ساهم إلى جانب الحلفاء لتحرير أوربا، وخاصة فرنسا الحرة من الديكتاتوريات الفاشية الايطالية والنازية، وتتجلى أسباب تلك المشاركة في ما يلي:
دعوة السلطان محمد بن يوسف-محمد الخامس- الشعب المغربي إلى مؤازرة فرنسا ماديا وعسكريا مباشرة بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية يوم 03شتنبر 1939.
وذلك أنه خلال الحرب وقفت البلدان العربية بجانب الحلفاء في مواجهة دول المحور، وقد كانت من بين هذه الدول العربية تونس والمغرب وموريتانيا التي كانت تحت نير الاستعمار الفرنسي. هذا فيما اعتبرت فرنسا الجزائر أرضا فرنسية، وبموجب هذا فرضت فرنسا على الدول العربية التي كانت تسيطر عليها دخول الحرب إلى جانبها، ولذلك جندت شباب العرب في جيشها وظلت فرنسا إلى ما بعد سقوطها بيد الألمان تسيطر على مستعمراتها.
وقد شارك المغرب في الحرب العالمية الثانية لكونه قاعدة استراتيجة مهمة لانطلاق العمليات العسكرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط لصد الجيوش الألمانية والإيطالية عن غزو كل من شمال إفريقيا وغرب أوربا خاصة فرنسا وانجلترا، وفي هذا الإطار أنزلت قوات الحلفاء بالسواحل المغربية بالدار البيضاء والمهدية يوم 8 نونبر 1942، إلى جانب استضافة المغرب للقاء أنفا التاريخي في يناير 1943 كمساندة دبلوماسية للحلفاء...
عملية المشعل التي عصفت بالإحداثيات الاستعمارية بشمال إفريقيا
في سنة 1940 كانت كل البلدان الخمسة الممتدة على الساحل الشمال إفريقي. وهي مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب تئن تحت وضع استعماري وإن اختلفت تعبيراته القانونية. فقد سبق وأن أسست بريطانيا رسمياً نظام الحماية على مصر سنة 1914، ورغم منح مصر الاستقلال الشكلي تحت حكم السلطان فؤاد الأول سنة 1922، فقد حافظت بريطانيا على سيطرتها على سياسة مصر الخارجية والدفاع العسكري. كما قامت بريطانيا باحتلال سواحل قناة السويس. وتمت إعادة المصادقة على المراقبة البريطانية لمصر في معاهدة 1936 الإنجليزية المصرية. وانتزعت إيطاليا بقوة السلاح كل من مقاطعات صبراطة وطرابلس وفزان من الأتراك سنة1911 وأعادت تسمية المستعمرة الموحدة ليبيا سنة 1934.
وأسست فرنسا نظام الحماية رسمياً على تونس ابتداء من سنة 1881 حيث كان الحاكم التونسي مراقباً من قبل المقيم العام الفرنسي. كما أصبح المغرب محمية فرنسية بموجب معاهدة فاس سنة 1912 سبقها تغلغل عسكري منذ سنة 1907، في وضعية مشابهة تماماًً لتونس، حيث كان المقيم العام الفرنسي يراقب السلطان وسائر حكومته الشريفة. أما بالنسبة للجزائر فقد بدأت فرنسا احتلالها سنة 1830. وفي 1940 تحولت الجزائر رسمياً إلى جزء من فرنسا تُحكم مباشرة من قبل الحاكم العام. ومع سقوط فرنسا وتأسيس حكومة فيشي سنة 1940 أصبحت مستعمرات شمال إفريقيا الفرنسية تحت سيطرة فيشي.
اليهود في شمال إفريقيا: القمع والمقاومة
كان يهود شمال إفريقيا محظوظين نسبياً بسبب بعدهم عن محتشدات الاعتقال الألمانية في أوربا الشرقية والوسطى، وهذا ما مكنهم من تفادي مصير اليهود الآخرين في أوربا. فقد كانوا محظوظين أيضا لأنهم لم يعيشوا تحت السيطرة الألمانية المباشرة. إذ لم يحتل الألمان أبدا المغرب أو الجزائر. رغم أنهم احتلوا لوقت قصير تونس من نوفمبر سنة 1942 إلى ماي سنة 1943، وهذا بعد إنزال الحلفاء في المغرب والجزائر. إذ لم يتسن للألمان الوقت الكافي ولم تكن لهم الإمكانيات الضرورية لإخضاع يهود تونس بشكل منظم إلى سياسة ألمانيا المتبعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها المباشرة في أوربا.
ومع ذلك استمر الهجوم على اليهود وممتلكاتهم من قبل معادي السامية المحليين في أوربا وأبناء المسلمين. وقد حدث هذا قبل الحرب في البلدان الثلاثة (المغرب والجزائر وتونس) واستمرت دون أن تعيقها سلطات فيشي.
أنشأت قبل الحرب العالمية الثانية الحكومة الفرنسية محتشدات في منطقة «البيريني» لتوقيف الجمهوريين الإسبان الذين كافحوا ضد متمردي «فرانكو» الفاشيين في الحرب الأهلية الإسبانية والأشخاص المتهمين أو المحكوم عليهم بجرائم سياسية واللاجئين اليهود الذين لجؤوا من ألمانيا النازية إلى فرنسا.
بعد توقيع الهدنة مع ألمانيا أرسلت سلطات فيشي الأجانب بمن فيهم اليهود الذين تطوعوا وقاتلوا في الجيش الفرنسي ضد الألمان عام 1940 والأجانب اللاجئين منهم إلى محتشدات العمل في الجزائر والمغرب. وعند وصولهم حصل اللاجئون اليهود على مساعدات من اللجان المحلية اليهودية وأخرى من لجنة التوزيع المشتركة، وكذلك من HICEM ومساعدات من منظمة الهجرة اليهودية الدولية. كما حاولت هذه المنظمات أن تحصل لهم على تأشيرات، وأن تنظم لهم السفر إلى الولايات المتحدة.
أرسلت إدارة فيشي اللاجئين اليهود الآخرين إلى محتشدات في جنوب المغرب والجزائر بهدف العمل القصري لإنشاء خط سكة الحديد عبر الصحراء. كان هنالك ما يقارب ثلاثين معتقلا مثل «حجرات مجايل» و»بوعرفة» في المغرب و»بروغية و»دلفة» و»بديو» في الجزائر. وكانت ظروف اليهود الذين يعملون في سكة الحديد والذين كان عددهم أكثر من 4 آلاف عامل، بالغة القسوة.
كان الحلفاء يخططون لإقامة جبهة ثانية في شمال إفريقيا منذ شتنبر من سنة 1942. دعت عملية «تورتش» (المشعل) القوات الأمريكية والبريطانية تحت قيادة الجنرال دوايت د. أيزنهاور إلى الهبوط على شواطئ المغرب والجزائر والاستيلاء على الدار البيضاء ووهران والجزائر. وكان الرئيس الأمريكي فرانكلين د. روزفلت يريد من إدارة فيشي الموجودة في شمال إفريقيا أن تغير جبهة تحالفها وأن تقاتل مع الحلفاء ضد الألمان والإيطاليين. لذلك عارض الرئيس الأمريكي التنسيق مع القوات الفرنسية الحرة بقيادة جنرال شارل ديغول. وفي 8 نونبر سنة 1942 وقعت عملية إنزال ناجحة للحلفاء في الجزائر والمغرب. وقد لاقت مقاومة شديدة في البداية من قبل قوات فيشي لكنها دخلت الدار البيضاء يوم 11 نوفمبر.
أما في الجزائر، فقد قامت قوات المقاومة بانقلاب في الجزائر العاصمة وتمكنت من تحييد الفيلق التاسع عشر للجيش الفرنسي. إذ تم انقلاب الجزائر بقيادة اليهودي برنارد كارسنتي والدكتور خوسيه ابوولكير و»اللجنة الخماسية» ومؤيدي فيشي الذين كانوا معاديين للألمان. وكان ضمن 377 مشاركاً في الانقلاب 315 يهودياً. ورغم أن المسؤولين الأمريكيين قد وعدوا بأسلحة إلى قادة المقاومة إلا أن القيادة العامة للعملية لم تف بوعدها، وتفاوض المسؤولون الأمريكيون العاملون تحت أوامر روزفلت على صفقة مع الأدميرال دارلان جان فرانسوا المبعوث السامي الفيشي لشمال إفريقيا، وذلك لوقف مقاومة فيشي لإنزال الحلفاء بين 10 و11 نوفمبر سنة 1942. إن قائدي مقاومة «دوغول» في شمال إفريقيا قد ضحوا بالصفقة ولم يتحصلوا على السلطة.
بعد هبوط الحلفاء في الجزائر والمغرب احتل الألمان على الفور تونس. وفي 23 نوفمبر سنة 1942، اعتقل «موزيز بورغيل»، رئيس الجالية اليهودية في تونس من قبل الألمان وكان معه عدد آخر من اليهود البارزين. وجاءت مقاومة الاضطهاد الألماني ليهود تونس من قبل المتعاطف مع فيشي المقيم العام الأدميرال أستيفا ورئيس بلدية تونس، وكذلك شيخ المدينة عزيز جلولي وأيضا الإيطاليين الذين طالبوا بإجراءات ضد يهود تونس باستثناء هؤلاء اليهود الذين هم من أصل إيطالي.
وفي أوائل دجنبر من السنة نفسها، طالب الألمان بورغيل والحاخام خايم بلاشي بحل المؤسسات الاجتماعية اليهودية وأمروا كبير حاخامات اليهود بتوفير عمال لقوات المحور. في هذا الوقت كان الألمان قد أبلغوا سلطات تونس وفيشي بأنهم لم يعد بإمكانهم أن يتدخلوا في تعامل ألمانيا مع اليهود في تونس. وبعد يومين قدم زعماء اليهود قائمة من 2.500 يهودي، حضر منهم128 فقط للعمل. وبعد ذلك قام الألمان بعملية تفتيش في الحي اليهودي في تونس وتم إرسال هؤلاء اليهود المأسورين إلى محتشد في «شايلوس» قرب المدينة، وفي الوقت نفسه اعتقلت قوات الأمن الخاصة مائة شخصية يهودية بارزة في المجتمع التونسي من أجل إرغامهم على تقديم مجموعة من اليهود للقيام بأعمال السخرة. داخل معتقلات العمل القسري.
وكان هنالك نحو 5 آلاف رجل تونسي يهودي مجند في ما يقارب أربعين محتشد اعتقال ومناطق سخرة قريبة من خطوط الجبهة. يدير هذه المحتشدات الألمان والإيطاليون، وأهم هذه المحتشدات محتشد الميناء العسكري في بنزرت الذي كان تحت السيطرة الألمانية. وكانت الأوضاع في المحتشدات مرعبة سيما تلك التي يديرها الألمان. أنشأ يهود مشهورون لجاناً لتحسين حياة المعتقلين وقاموا بتصنيف العمال المرضى ومساعدتهم على الهروب. وقد أصبح ذلك أسهل تدريجياً بسبب أن انهيار الانضباط في المحتشدات، فالمحور المنعقد في تونس كان قد ضعف شيئا ما..
واصلت النازية اضطهاد يهود تونس رغم أن الضربات الجوية والبرية للحلفاء قد أنهكتهم في ربيع سنة 1943. وعلى سبيل المثال، فقد فرض الألمان غرامات على الجالية اليهودية التونسية بدعوى تعويض الضحايا المدنيين بسبب قصف الحلفاء. وفي مارس 1943 قام مناهضو الوجود اليهودي من المعمرين اليمينيين بالسطو على منازل اليهود ومحلاتهم ونددوا بعشرين عضو من المقاومة ضد فيشي، وكان بعضهم من يهود السلطات الألمانية، قبل أن يعمد الألمان إلى اعتقال هؤلاء وبعثت بهم إلى محتشدات الاعتقال في أوربا.
المغاربة في الحملة على إيطاليا وتحرير أوربا
إن فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية جندت الشباب من دول المغرب العربي (الجزائر - المغرب - تونس) ومن دول إفريقيا جنوب الصحراء وخصوصا السنغال ( أغلب المجندين كانوا مسلمين-). والقوات المغربية التي شاركت في الحملة على إيطاليا بين 11 ديسمبر 1943 و 22 يوليوز 1944 تتكون من:
- 75000 جندي مغربي يغيرون على روما
- 23000 من الرماة من بينهم 10000 من فرقة المشاة المغربية الثانية و13000 من الفرقة الجبلية الرابعة.
- 2000 من جنود المدفعية. لم يدفع بالقوات المغربية قط في جبل كاسينو لكن اتجهوا 20 كلم شمالا ثم جنوبا.
- فرقة المشاة المغربية الثانية:-10000 من المغاربة و 6904 من الفرنسيين.
- الوحدات: أفواج الرماة المغاربة الرابع والخامس والثامن( قدموا من مناطق تازة -مكناس-وجدة) والفوج الثالت والستون من جنود المدفعية والفوج الثالث من الخيالة المغاربة. كان وصولهم إلى مدينة نابلس اليوم 21 نونير 1943 بعدما عبروا البحر عبورا سريعا من بنزرت إلى بانيولي ثم تقدموا 80 كلم إلى الشمال الغربي.
في منطقة ابروز abruzzes :
-الهجوم في وسط إيطاليا شمال جبل كاسينو في كتلة ابروز في يو 11 ديسمبر 1943.
-الفوج الرابع من الرماة المغاربة: الغارة على سان ميشيل في 15-16 ديسمبر 1943. الاستيلاء على جبل كاسال (1225 متر) وعلى جوانب جبل سان كروس (1044 متر) في 12-13 يناير 1944 ثم اجتياز وادي رابيدو الأعلى.
-الفوج الخامس من الرماة المغاربة. الاستيلاء على جبل بانتانو (1100 متر) . الفوج الثامن من الرماة المغاربة. القتال في la cluse وسان ميشيل. الاستيلاء على la mainrde في 26-28 ديسمبر 1943. ومن تم استولوا على la costa san pietro في فاتح يناير 1944 .
معركة كاريكليانو الشهيرة :
- وقعت على بعد 20 كلم جنوبي جبل كاسينو. الفوج الرابع من الرماة المغاربة يهاجم ليلا جبال اورونس غربي جبل كاريكليانو بدون أعداد المدفعية 11-12ماي 1944. هجوم ليلي ثان مع مساندة النيران 12-13 ماي 1944 تصدع خط غوستاف ثم ينتهي الكفاح الضاري على بعد 15 كلم من المنطلق. وبذلك يفتح طريق روما. وفي 16 ماي تتقهقر فرقة المشاة المغربية فيأتيها المدد لتسد ما ضاع منها ثم تستأنف العمليات يوم 18 ماي.
الحملة على سيين:
- قامت الفرقة بحراسة الجانب الأيمن من المحور روما-سيين-فلورنسا وذلك غربي بحيرة طراسيمين وشاركت فرقة المشاة المغربية الثانية في عملية المحاصرة - كحركة الكماشة- وبدالك اقتحمت سيين بدون اطلاق ولو قنبلة واحدة. ثم توقفت العملية في باغيبونسي يوم 22 يوليوز 1944 في منتصف الطريق بين سيين وفلورنسا .
مصطفى قاديري *: قامت فرنسا بتزوير وثائق االكومب على أساس أنها شرطة أهلية بغية توهيم الضباط الألمان
- العديد من المغاربة، سيما المؤرخين والباحثين يؤكدون على أن ميلاد الحركة الوطنية المطالبة بالاستقلال سجل مع الظهير البربري سنة 1930 بالرغم من أن وثيقة المطالبة بالاستقلال لم تحرر حتى يناير سنة 1944، هل يمكنكم وضعنا في السياق الزمني لتلك الوثيقة التاريخية؟
أولا ينبغي الإشارة إلى أن ما يسمى ب»الظهير البربري» هو أكذوبة تاريخية باعتراف جريدة «العلم» الناطقة بلسان حزب الاستقلال الذي يمثل جانبا من الحركة الوطنية، ومن هنا نتساءل بكل مشروعية عن الجذور الحقيقية لبروز الحركة الوطنية عند النخب المدينية الحضرية التي تعاونت مع الاستعمار منذ دخوله في 1912 بل وقبل ذلك...
هذه النخب المسؤولة بطريقة مباشرة عن الحماية، هي التي ستقدم نفسها كمحررة في زمن تاريخي لاحق، وهذا فيه نوع من التطاول على التاريخ.
ثانيا، مازالت بعض البرامج المدرسية تتضمن مايسمى ب «الظهير البربري»، الذي يعتبر نوعا من المغالطة، فيجب تصحيحه، فعدد كبير من المؤرخين متفقين اليوم على أن ذلك الظهير المعني لا يحمل اسم «البربري»، ومابين سنتي 1930 و 1944، نعرف جيدا تعاقب مجموعة من المقيمين العامين بالمغرب، فبعد رحيل ليوطي سنة 1925، تعاقب على الإقامة العامة مقيمون مدنيون، و في سنة 1936 بوصول الجبهة الشعبية بفرنسا، وما يسمى باليسار التي حاولت أن تتعاون معه الحركة الوطنية التي برزت في الثلاثينيات، سترسل عسكريا من جديد كمقيم عام وهو نوغيس الذي يعتبر من تلامذة ليوطي، سبق له أن شارك في معارك «التهدئة» بكل من مراكش وواويزغت وأزيلال..وكذلك في معارك حرب الريف ضد محمد بن عبد الكريم الخطابي.
عينته حكومة الجبهة الشعبية، كمقيم عام لتبدأ معه مجددا «سياسة العصا» في تدبير الحماية بالمغرب، ومكث حتى يونيو من سنة 1943، وهو تاريخ فراره بعد إنزال الحلفاء، فبين تاريخ الإنزال الأنجلو أمريكي في نوفمبر وبين تاريخ فراره في التاريخ المذكور جرت العديد من الأحداث... حتى يناير سنة 1944 لنسمع بوثيقة المطالبة بالاستقلال.
- هل وثيقة المطالبة بالاستقلال ارتبطت بسياسة العصا التي انتهجها نوغيس طيلة عمله بالمغرب؟
وثيقة المطالبة بالاستقلال ارتبطت أساسا بالإنزال الأنجلو أمريكي على السواحل المغربية وشمال إفريقيا، وبالأفكار الأمريكية الجديدة، إذ يجب التذكير في السياق ذاته بأن أول من صاغ بيانا في هذا الاتجاه بتاريخ يناير سنة 1943 هو عباس الجزائري، وهو المسمى «بيان من أجل الشعب الجزائري» الذي طالب من خلاله بالمساواة بين السكان «الأهالي» والأوربيين المقيمين على أرض الجزائر، وهذا البيان سيؤثر على مجرى الأحداث بالمغرب كذلك، حيث أن السفير الأمريكي «مورفي» بالجزائر كان يقوم بدور فعال بالجزائر التي كانت تعيش تناقضات بين كل من الموالين لنظام فيشي، وبين الموالين للجنرال «جيرو» الذي كان أول رئيس –مؤقت- للجمهورية المحررة قبل حسم الصراعات لصالح الدوغوليين...
- سيتم إنزال قوات التحالف الأنجلو أميركي في نوفمبر من سنة 1942على السواحل المغربية، ما هي محددات الأوضاع السياسية والاجتماعية بالمغرب آنذاك؟
بعد هزيمة فرنسا في سنة 1940 أمام القوات النازية، وتوقيعها الاستسلام على يد الماريشال بيتان، طرح المشكل داخل المستعمرات، هل يجب أن تستمر في أعمال المقاومة؟ أم أنها يجب أن تخضع لنظام فيشي..؟ وبعد أخذ ورد سوف تخضع لنظام فيشي، حيث عين نوغيس قائدا عاما للقوات الفرنسية في شمال إفريقيا كلها، الذي حاول رد الاعتبار لفرنسا، فبمجيء الإنزال الأنجلو أمريكي قاومه نوغيس. فالقوات الأمريكية التي نزلت بآسفي وفضالة (المحمدية) والمهدية (قنيطرة)، تعرضت لقصف دفاعي من لدن الجيش الفرنسي فدامت المعارك ليومين أو ثلاثة. وفي النهاية استسلم نوغيس لأنه كان مترددا ولم يكن يعرف هل الأمريكيون غزاة ضد مصالح فرنسا، أم مع مصالحها؟ حيث سيتم اعتقال كل المتعاونين مع الأمريكيين وعلى رأسهم الجنرال «ديتوار» أول الديغوليين بالمغرب، وحبس مجموعة كبيرة من الضباط الموالين لدوغول، الذي سبق وأن خاطب نوغيس من انجلترا للانضمام إليه واقتراحه قائدا عاما للقوات الفرنسية، وهو الأمر الذي رفضه نوغيس قبل أن تدور عليه الدوائر...
عند دخول الأمريكان إلى المغرب، حطموا جزءا كبير من البحرية الفرنسية، قبل أن يخضع لهم وبقي حتى يونيو من سنة 1943 في مناورات بين الأجنحة الفرنسية المتصارعة، قبل فراره إلى البرتغال والحكم عليه غيابيا بالخيانة سنة 1945، قبل أن يعفى عنه خلال الخمسينيات...
- هل من دور يذكر للحركة الوطنية إبان هذه الأحداث المفصلية؟
يقال بأن عددا من الوطنيين المغاربة حاولوا الاتصال أولا بألمانيا، واتهم آنذاك بلافريج بهذه التهمة التي سينفى لأجلها بكورسيكا، إلا أن سياق الانفتاح الذي ستنهجه في وقت لاحق فرنسا، مع قادة الحركة الوطنية بكل من الجزائر وتونس والمغرب ستجعله يخرج سالما من هذه التهمة،
خلدت أغنية السلاوي جزءا من هذه الأحداث عن هؤلاء «القوم الجداد اللي سميتهوم الماريكان» وعن «العيالات اللي زاغو» وأرادوا أن يخرجوا لرؤية الأمريكان، حيث تشكل هذه القصيدة من أروع ما يكون حول التحول الذي طال المجتمع، فإلى غاية هذا التاريخ كان المغاربة يظنون بأن فرنسا هي أقوى دولة في العالم، فإذا بها تنهزم ويقدم قوم آخرون أقوى من الفرنسيين...
بعد مؤتمر أنفا الذي حضره محمد الخامس إلى جانب كل من تشرشل وروزفلت، سيصدر حزب الشورى والاستقلال بيانا بالمناسبة، والوطنيون بتطوان أصدروا كذلك بيانا لهم. لكن التاريخ الرسمي للمغرب لم يذكر إلا وثيقة المطالبة بالاستقلال الصادرة في 11 يناير سنة 1944، ويبقى التساؤل قائما، مفاده هل كانت فرنسا مستقلة حتى نطلب منها الاستقلال؟ إذ كانت باريس لازالت تحت الاحتلال الألماني، ولم تكن تملك من القوة لتفرض شروطها على المغرب خصوصا وأن سوريا ولبنان قامتا بإعلان استقلالهما من طرف واحد، ولم تتمكن فرنسا من الاعتراض لأنها لم تكن لها من الإمكانيات لفعل ذلك...
يذكر أيضا، بأن الجيش الفرنسي كان مشكلا أساسا من المغاربة، الذين قادوا الحروب الأولى بتونس في تلك الفترة، وكذا إنزال صقلية قام به مغاربة إلى جانب الجزائريين، لأن إعادة تكوين الجيش الفرنسي الذي كان قد حل من طرف ألمانيا النازية في المستعمرات، كان يتطلب وقتا لإعادة تنظيمه، والتشكيلات التي كانت متوفرة آنذاك هي قوات «الكوم» التي قامت فرنسا بتزوير وثائقها على أساس أنها شرطة أهلية، بغية توهيم الضباط الألمان الذين قدموا لمراقبة شروط الاستسلام الفرنسي بالمغرب، فهذه القوات هي التي ستشكل النواة لما سيسمى بالجيش الفرنسي وبفضله اعتبرت فرنسا دولة رابحة ومشاركة في الحرب العالمية الثانية...
- اجتهدت فرنسا في إقناع الإنجليز بأن مكوث الحلفاء بالمغرب وشمال إفريقيا من شأنه أن يؤلب عليها الرأي العام المغربي بسبب موقف إنجلترا الداعم للحركة الصهيونية بفلسطين، إلى أي حد يصدق هذا؟
أنا لا أتفق مع هذه الرواية، إذ تظل القضية الفلسطينية بمثابة المشجب الذي نعلق عليه كل ما لا نجد له تفسيرا، والحادث أن تبلور الأحداث المتسارعة التي أشرت لها سابقا، كان بسبب الموقف الحازم للأمريكان وخاصة موقف روزفلت من المستعمرات، إذ كان يرفض رفضا قاطعا الإبقاء على الاستعمار المباشر بحجة امتداد المصالح الاقتصادية، في الوقت الذي كان بالإمكان إعادة ترتيبها دونما الحاجة إلى استعمار مباشر..
فالجنرال الفرنسي جوان هو من قام في تونس بخلع الباي المنصف وتعويضه بالباي جاي، بذريعة أنه موالي للألمان والحقيقة أنه كان يوالي الأقوى.
* أستاذ باحث
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
محمد كنبيب في حوار مع يومية «لوماتان» المغربية . .نظرات المؤرّخ محمد كنبيبْ حولَ مؤتمر آنفا
سلطان بمدغشقر
مؤتمر أنفا : محطة بارزة في مسيرة المغرب الطويلة من أجل الحصول على الاستقلال
مؤتمر أنفا.. محطة بارزة أكدت للعالم الأهمية الاستراتيجية للمغرب
مؤتمر أنفا.. محطة بارزة أكدت للعالم أهمية الاستراتيجية التي يحظى بها المغرب
أبلغ عن إشهار غير لائق