يرى المؤرخ الفرنسي جورج بنسوسان بوسمان أن ما يجري تداوله من "أسطورة إنقاذ السلطان محمد الخامس لليهود المغاربة إبان الحرب العالمية الثانية" أطروحة عارية من الصحة بل استعمل السلطات اليهود في مواجهة حكومة فيتشي ولأسباب اقتصادية وسياسية. وفي حوار مع موقع "إيغاليتي وريكونسيلياسيون" الفرنسي اليوم، يؤكد هذا المؤرخ المولود في المغرب والمختص في اليهود الأوروبيين أن القرار إبان الحماية كان في يد المقيم العام الفرنسي، ويتابع أن السلطان لم يعارض قرارات حكومة فيتشي الخاصة باليهود سنتي 1940 و1421 التي تنص على حرمان اليهود في فرنسا والمستعمرات ومن ضمنها المغرب ممارسة العديد من المهن بل صادق عليها السلطان بظهير شريف. ويبرز أن السلطان تدّخل لحماية اليهود في المجال الاقتصادي "خوفا على المخزن الاقتصادي". ويتابع أن السلطان في لحظة معينة واجه حكومة فيتشي ليؤكد أن اليهود المغاربة هم من مواطنيه ولا يحق لفرنسا التدخل فيهم، ولكنه لم يقدم على قرار سياسي يترجم هذه الإرادة. ويؤكد هذا المؤرخ أن الملك محمد الخامس "التقى مرة واحدة اليهود بعد قرارات فيتشي وكان ذلك بشكل غير رسمي في ربيع 1942 ولم يتخذ قرارات تحميهم علانية". ويتابع أن الأطروحة التاريخية القائلة بأن السلطان محمد الخامس واجه فرض النجمة السداسية الصفراء على ملابس اليهود، وهو قرار نازي، ليس صحيحا لأن النجمة الصفراء في ملابس اليهود جرى تطبيقها في الأراضي التي كانت تحت السيطرة الألمانية وجرى تطبيقها فقط في منطقة صفاقص التونسية التي سيطر عليها الألمان لمدة ستة أشهر ولم تطبق في المغرب أو الجزائر حتى يواجهها السلطان. وفي المقابل يؤكد أن السلطان تضامن مع اليهود المغاربة عندما أقدمت فرنسا على منحهم 50% فقط من المواد الغذائية مقارنة مع المغاربة المسلمين، وقتها زار السلطان بعض الأحياء اليهودية "الملاح" وتأسف لهذه السياسة التمييزية وبقي هذا الموقف عالقا في ذاكرة اليهود الذين عند انتقالهم الى سرائيل سيتعرضون للتهميش والاحتقار من طرف يهود أوروبا، واعتبروا أن عيشهم في المغرب كان أقل ضرر. وهذه أول مرة يقدم فيها مؤرخ فرنسي يهتم باليهود أطروحة تحاول التقليل من مساعدة السلطان محمد الخامس لليهود المغاربة في مواجهة قرارات حكومة فيتشي الفرنسية التي كانت عميلة لألمانيا النازية. --- المصدر: موقع ألف بوست