قال مدير أرشيف المغرب، جامع بيضا، إن السلطان محمد بن يوسف أو الملك محمد الخامس، ساهم دائما في حماية اليهود من النازية باعتبارهم أبناء هذا البلد، وذلك من خلال الرفض القاطع لقوانين حكومة “فيشي” الألمانية التي كانت تسعى إلى تجميع اليهود المغاربة وتسليمهم إلى “ألمانيا النازية” آنذاك. مشيرا إلى أن بناء الحجج على “الأرشيف مسألة في غاية الأهمية، لأنها تشكل الجسر المتين مع الماضي وحقائقه وتحمي الذاكرة من التلف، كما تمنحنا القدرة على التعرف على ماضينا”. وأوضح بيضا، خلال اللقاء الذي نظمته جمعية “ميمونة” بشراكة مع مركز الأممالمتحدة للإعلام بالرباط أمس الأحد الماضي، أنه من خلال أرشيف 1947 فإن الملك محمد الخامس كان له دور كبير في حماية اليهود ويجب التعريف بهذا الدور من جيل لآخر. من جهته أكد فتحي الدبابي، مدير مركز الأممالمتحدة للإعلام أن قصة الهولوكوست في شمال إفريقيا مختلفة تماما عن أوروبا، وبما أننا نلحظ اليوم عودة لمعاداة السامية anti-Semitisms، لذلك تسعى الأممالمتحدة إلى كسر الحواجز لخلق تواصل إنساني يتجاوز الحدود. أما المهدي بودرة، رئيس جمعية “ميمونة”، فقد أعرب من جهته على أن تكريم المرحوم الملك محمد الخامس ليس اختيارا عبثيا، نظرا للأدوار السامية التي قام بها العاهل المغربي الراحل، لحماية اليهود. وأوضح أن الجمعية عازمة على خلق فضاء للتفكير حول موضوع الهولوكوست الذي يعد موضوعا مهما في تاريخ المغرب”. وخلال اللقاء، تم عرض فيلم وثائقي غني لروبير ستالوف، طرح فيه الباحث الأمريكي سؤالا ربط بين مأساة الهولوكوست ومأساة أحداث 11 شتنبر بأمريكا، هذا السؤال قاده إلى رحلة بحث عميقة سافر من خلالها إلى العالم الإسلامي ليتعرف على الكيفية التي عامل المسلمون بها اليهود خلال حقبة النازية، خاصة بعد أن قررت مجموعة من العائلات اليهودية العودة إلى أمريكا وأن تترك البلدان العربية بعد أحداث 2011. وجاء في الفيلم الوثائقي، أن روبير انطلق من خلال مبدأ أن العديد من العرب يجهلون حقيقة الهولوكوست، ليتساءل هل كان هناك عرب أنقدوا اليهود خلال المحرقة؟ روبير بعد سفره إلى تونس، وجد أن هناك رجلا يدعى “علي السقاط” أنقذ 60 يهوديا من النازية، ليطرح سؤال “لماذا لم يتطرق الإعلام لقضية اليهودي والعربي اليوم، ولم يتحدث عن هذا البطل؟”؛ مفسرا أن الأمر يرتبط بالدرجة الأولى بالسياسة، وأن الهولوكوست لا يخص فقط الأوروبيين، فهناك عرب ساهموا في حماية الألمان من المد النازي، منهم علي السقاط، وخالد عبد الوهاب وآخرون..