أعرب الطيب البكوش، الأمين العام للاتحاد المغرب العربي، عن أسفه لحالة الانقسام العميق الموجودة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الذي لم يجتمع رؤساء دوله منذ عام 1994، على الرغم من أنه حدث منذ ذلك الحين تغيير في رؤساء أو الأنظمة الملكية في كافة هذه البلدان. وتأسف البكوش، على أنه بالمقارنة مع التكتلات الأخرى في إفريقيا وبقية أنحاء العالم، فإن حجم التبادل التجاري بين أعضاء المنظمة الإفريقية التي تحتضن الرباط مقر أمانتها العامة "من بين الأضعف في العالم"، مشيرا إلى أن "الخسائر فادحة للجميع، وعندما أقول فادحة، تكون فادحة حقا"، مشيرا إلى أن هذا الجمود أمر "مفزع". وأوضح أن من بين العقبات التي تعيق عمل الاتحاد هي اللوائح الداخلية، التي لا تسمح بالموافقة على أي قرار إذا لم يكن هناك إجماع؛ أي أنه "إذا اعترضت دولة ما، فإنها توقف كل شيء". واعتبر الأمين العام للاتحاد المغاربي أن "الحل الأمثل للنزاع حول الصحراء ينبغي أن يكون مغاربيا"؛ لكنه يقر بأن سيكون صعبا، لأن "الصراع في يد الأممالمتحدة، ومن الأفضل أن يستمر ذلك". وفي اقتراحه لإعادة تنشيط الاتحاد المغاربي، يقترح البكوش عقد القمة السابعة لرؤساء الدول في فبراير المقبل، بمناسبة الذكرى الثلاثين، لإدخال الإصلاحات اللازمة للتغلب على المأزق الحالي. كما وصف مبادرة الملك محمد السادس لتطبيع العلاقات بين بلاده والجزائر من خلال آلية ثنائية بأنها محترمة، على الرغم من أن الجزائر ردت عليها بشكل غير مباشر، باقتراح أن يتم حل المشكلات متعددة الأطراف أولا. ويجري البكوش، وزير الخارجية التونسي الأسبق، اتصالات مع كافة الدول الأعضاء لعقد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد -أكدت 4 دول حضورها إلا أن المغرب لم يرد حتى الآن- قبيل قمة الرؤساء. وتأسف البكوش لعدم التنسيق بين البلدان المغاربية، وخاصة بين المغرب والجزائر، في مسائل أكثر إلحاحا، مثل مكافحة الإرهاب والسيطرة على الهجرة غير القانونية. وفيما يتعلق بالأزمة في ليبيا، أكد عدم وجود موقف إقليمي مشترك، وأشار إلى أن الأطراف الليبية قد تعتمد على مبادرة مغاربية بدلا من المبادرات القادمة من الخارج.