سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في استقباله من طرف رئيس مجلس النواب : الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب بكوش يعتبر الخطاب الملكي آلية عملية مشتركة لتجاوز الخلافات الجزائرية المغربية
الحبيب المالكي: حان الوقت لانطلاق القطار المغاربي وزمن العولمة يتطلب الاندماج الاقتصادي على أساس التعاون
تنزيلا للخطاب الملكي، وإعمالا بروح مضامينه في تكسير حاجز الصمت الذي يسود العلاقات المغربية الجزائرية، دعا الحبيب المالكي، أمس الاثنين 12/11/2018 بمقر مجلس النواب، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب الكوش، لتبادل الرأي حول مختلف القضايا العالقة في المسيرة المغاربية، والبحث في كل ما من شأنه أن يدفع بهذه المسيرة، وتجنب العقبات والصعاب. وفي هذا الصدد أكد الطيب بكوش الأمين العام لأمانة اتحاد المغرب العربي التي يوجد مقرها بالرباط، في ندوة صحفية عقب هذا اللقاء الذي احتضنته مؤسسة البرلمان المغربي، أن أمانة الاتحاد فتحت مسلسل التشاور مع رئاسة مجلس النواب في لقاءات سابقة، مقدمة للطرف المغربي ماتقوم به الأمانة العامة من مجهودات تصب في هذا الاتجاه. وتوقف الجانبان عند الخطاب الملكي الأخير باعتباره حلقة هامة واستراتيجية في تاريخ هذه العلاقات، واعتبر الطيب بكوش أن خطاب العاهل المغربي هو خطاب قدم فيه جلالته مقترحات عملية لتجاوز الخلافات بين الجزائر والمغرب، وهو خطاب لا يعبر فقط عن حسن النوايا بل هو خطاب يقدم مقترحات عملية ممثلة في آلية الحوار الثنائي في جميع المجالات. واعتبر الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، تجاوز الخلافات والعقبات بين الجارتين الكبيرتين من شأنه أن يعطي دفعة قوية للاتحاد المغاربي، خاصة ونحن في هذه السنة نحتفل بالذكرى الستين لاجتماع طنجة الذي كان قد أكد على المغرب الكبير، كما يصادف الخطاب الملكي الهام والعملي ،على بعد أسابيع، الذكرى الثلاثين لإنشاء اتحاد المغرب العربي بمراكش. وأكد بكوش أن هاتين المناسبتين ستعرفا احتفالا مختلفا بإعطاء نفس قوي لتحريك مسيرة الاتحاد بنسق مختلف وبوضع اليد في اليد من أجل التنمية المشتركة والتقدم بالشعوب المغاربية نحو الأمام، مشيرا إلى أن كلفة تجميد المغرب العربي هي كلفة باهظة على المستوى التنموي في كافة واجهاته. وقال بكوش إن التكامل الموجود بين البلدان المغاربية الخمسة هو تكامل من شأنه أن يدفع بالتنمية في كافة الأوطان المغاربية، بلغة ومنطق رابح -رابح. وفي كلمته أكد رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، أن الخطاب الملكي هو تذكير بالمواقف الثابتة للمملكة المغربية الهادفة دائما إلى تطبيع العلاقات الجزائرية المغربية، مذكرا في الندوة الصحفية المشتركة مع الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي بالإجماع الدولي حول هذا الخطاب، الذي تطبعه حكمة سياسية كبيرة وبعد نظر، واعتبر رئيس مجلس النواب أن الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالته بمناسبة المسيرة الخضراء هو إجراء عملي وآلية مشتركة لحل المشاكل العالقة بين المغرب والجزائر، والتي من شأن حلها جعل العلاقات الثنائية بين البلدين وبين كافة أقطار المغرب العربي نموذجية. وتأسف المالكي كون المغرب يتحاور يوميا مع أوروبا في الوقت الذي يغيب فيه الحوار بيننا وبين الجارة الجزائر، الشيء الذي جعل القطار المغربي يعرف جمودا وتوقفا، مضيفا أنه حان الوقت لانطلاق هذا القطار، لأن العولمة تفرض اندماجا اقتصاديا إقليميا وجهويا . وقال بلاغ توصلت به الجريدة من مجلس النواب إنه « في سياق الدينامية التي أطلقها خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 43 للمسيرة الخضراء، أجرى الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، يوم الاثنين 12 نونبر 2018 بمقر المجلس، مباحثات مع الطيب البكوش الأمين العام لاتحاد المغرب العربي. وبهذه المناسبة، ثمن الأمين العام لاتحاد المغرب العربي مبادرة جلالة الملك لتجاوز الخلافات بين المغرب والجزائر، وقال «إن المبادرة الملكية ليست فقط تعبيرا عن حسن النوايا وإنما تتميز بتقديم مقترحات عملية للحوار الثنائي بين البلدين الجارين»، معربا عن الأمل في «أن تستجيب جميع الأطراف من أجل أن تتجسد هذه المبادرة على أرض الواقع وأن تكون النتائج في مستوى آمال الشعوب». وأوضح البكوش أن التقارب المغربي-الجزائري سيعطي دفعة قوية لاتحاد المغرب العربي، مشيرا إلى أن الفترة الحالية تصادف الاحتفال بالذكرى 30 لإنشاء الاتحاد والذكرى 60 لإعلان طنجة الذي دعا إلى بناء منطقة مغاربية ديمقراطية ومتضامنة. وأضاف أن كلفة غياب الاتحاد المغاربي كبيرة جدا تضيع على دول المنطقة فرصا للتنمية ولتشغيل الشباب، و»أن جميع دول المغرب العربي الخمس وبدون استثناء ستكون رابحة في إطار الاتحاد المغاربي». من جهته، أكد رئيس مجلس النواب أن خطاب جلالة الملك عبر بوضوح عن مواقف المملكة المغربية وعن رغبتها في تطبيع علاقاتها مع الجزائر، وسجل أن الجميع أشاد بحكمة جلالة الملك وبعد نظره، خاصة أن المغرب والجزائر يجمعهما التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والعديد من القواسم المشتركة. وأعرب المالكي عن أسفه لتوقف العمل المغاربي المشترك وقال إنه «حان الوقت لانطلاق القطار المغاربي خاصة وأن زمن العولمة يتطلب الاندماج الاقتصادي على أساس التعاون»، لافتا النظر إلى أن» الدول المغاربية، كما تتحاور مع أوروبا بانتظام عليها أن تتحاور في ما بينها أولا».