وجد الأمين العام للاتحاد المغاربي، التونسي الطيب البكوش، مبادرة الملك محمد السادس لفتح حوار جدي وصريح مع الجارة الجزائر، فرصة من أجل إحياء الاتحاد، حيث اقترح على الملك أن يستضيف المغرب القمة السابعة للاتحاد المغاربي. وذكرت صحيفة “جون أفريك” المهتمة بشؤون بلدان إفريقيا، أن الاتحاد المغاربي يعتمد على مبادرة الملك من أجل إحياء الوحدة المغاربية التي تقوضها التوترات المختلفة بين دول المنطقة، مضيفة أنه ولهذا الغرض اقترح الطيب البكوش، الأمين العام للاتحاد، على الملك محمد السادس أن يستضيف المغرب القمة السابعة. وكان الملك محمد السادس، قد أكد في خطابه الذي وجهه يوم سادس نونبر بمناسبة المسيرة الخضراء، استعداد المملكة المغربية ل "حوار مباشر وصريح" مع الجزائر، مقترحا إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، وذلك من أجل تجاوز "الخلافات الظرفية" التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين. وفي هذا السياق، نوه الأمين العام للاتحاد المغاربي، في برقية موجه للملك بمناسبة عيد الاستقلال، بتمسك الملك بالمثل المغاربية، وحرصه على توفير كل الظروف الملائمة لبناء الصرح المغاربي، وفاء للمناضلين من أجل الاستقلال، داعيا الله العلي القدير أن يوفق مساعي الملك نحو تحقيق تطلعات أبناء المغرب العربي في التنمية الشاملة المستدامة بفضل التضامن والتكامل والأمان. وكان البكوش، قد أكد أن من شأن تجاوز جميع العقبات والخلافات بين البلدين الجارين، المغرب والجزائر، أن يعطي دفعة قوية للاتحاد، مبرزا، في لقاء مع الصحافة عقب مباحثات مع رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، أن مبادرة الملك محمد السادس، المتعلقة بالدعوة إلى إحداث آلية للحوار مع الجزائر، “تتميز بكونها ليست مجرد تعبير عن حسن نوايا وإنما تقدم مقترحات عملية، وهي آلية الحوار الثنائي في جميع المجالات لتجاوز جميع الخلافات”. وأعرب عن الأمل في أن تستجيب جميع الأطراف لهذه المبادرة، “وأن يتجسد ذلك على أرض الواقع لأنه سيعطي دفعا جديدا لاتحاد المغرب العربي”، وأن تكون النتائج في مستوى آمال الشعوب المغاربية، معتبرا أن التكامل الموجود بين البلدان المغاربية الخمسة من شأنه أن يدفع بالتنمية وأن يكون مربحا للجميع بدون استثناء. وبعد أن أشار إلى حلول الذكرى الستين لاجتماع طنجة الذي كان الأول في الدفع بفكرة المغرب العربي الكبير، وكذا الذكرى الثلاثين لإنشاء اتحاد المغرب العربي في مراكش، عبر البكوش عن الأمل في أن تكون هذه المناسبة مؤشرا على إعطاء دفعة قوية لتحريك مسيرة الاتحاد بنسق أسرع وتجاوز جميع الخلافات، مؤكدا أن كلفة “اللامغرب عربي هي كلفة باهظة على جميع المستويات، خاصة من حيث التنمية ومناصب الشغل المفقودة للشباب”. وتأسست منظمة الاتحاد المغاربي أو الاتحاد المغرب العربي بتاريخ 17 فبراير 1989، تضم خمسة أعضاء، هم: ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا وذلك في مدينة مراكش بالمغرب، في حين تعد تونس الدولة الوحيدة من بين الدول الأعضاء التي قامت بدسترة الاتحاد في دستورها كما يلي: «الجمهورية التونسية جزء من المغرب العربي، تعمل على تحقيق وحدته وتتخذ كافة التدابير لتجسيمها» -الفصل 5 – دستور تونس 2014. إلى ذلك أعربت عدة دول عربية، في بيانات منفصلة، عن ترحيبها وإشادتها بالمبادرة التي أعلن عنها الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى ال43 للمسيرة الخضراء، بشأن فتح حوار مباشر وصريح مع الجارة الجزائر واستحداث آلية مشتركة للحوار والتشاور، في حين اعتبرت الجزائر بحسب ما نقله موقع TSA عربي المقرب من دوائر القرار بالجارة الشقيقة، عن مصدر مأذون قوله إنه "بالنسبة للجزائر، فإن دعوة الملك المغربي محمد السادس، لإجراء حوار مباشر بين الجزائر والرباط "لا حدث".