إدمون دوطي السحر والدين في إفريقيا الشمالية ترجمة فريد الزاهي السحر والدين في إفريقيا الشمالية، كتاب لإدمون دوطي، صدرت ترجمته عن منشورات مرسم بالرباط، وهو مؤلف ضخم قام بترجمته فريد الزاهي، الذي سبق أن قدم للقارئ العربي كتابات لجاك دريدا، وعبد الكبير الخطيبي، وجوليا كريستيفا، وريجيس دوبري، ومشيل مافيزولي، وهنري كوربان... يعتبر هذا الكتاب أول دراسة شاملة من وجهة نظر إثنوغرافية وسوسيولوجية للسحر ببلدان شمال إفريقيا. فقد نشر سنة 1908، في وقت كانت الدراسات السوسيولوجية والأنثربولوجية عن البلدان العربية والإفريقية لا تزال خاضعة للإثنوغرافيا العرقية الخاضعة للنظرة الاستعمارية ومقاصدها. وهو يتناول هذه الظاهرة بالتقصي والبحث بالرجوع إلى المصادر العربية والإسلامية وإلى البحث الميداني، ويعيد النظر في رأي شائع آنذاك، مفاده أن السحر ظاهرة مخصوصة بغرب العالم العربي، ليؤكد أن السحر ظاهرة تشمل مجمل العالم العربي، وأن مرجعياته المكتوبة مشرقية ومغربية في الآن نفسه. كما ينفلت الكاتب بذكاء وقاد من كل الأحكام الجاهزة التي كانت سائدة حينها عن العرب والإسلام، بالنظر إلى معرفته العميقة بالنصوص المرجعية الإسلامية وتاريخ العرب، وإحاطته بالإسلام الشعبي أيضا، الذي ألف عنه كتابا مونوغرافيا ذا أهمية خاصة. يشكل هذا المصنف من ثم مرجعا أساسيا يلقي الضوء على هذا المجال في مرحلة تاريخية كانت فيها هذه الممارسات لا تزال حية في صورتها العتيقة. وقد تطرق فيه الباحث لأصول السحر وطرائقه وأساليبه ومراسيمه، مقسما إياه إلى سحر تعاطفي يبتغى منه التأثير على الآخر والطبيعة وتطويعه للرغبات الباطنة للشخص أو الجماعة، وإلى سحر أسود الغرض منه الإيذاء. وفيما وراء هذا التقسيم ينطلق المؤلف من نظرة تعتبر السحر والدين ذوي علاقة متينة ترتبط في عمومها بغموض المقدس والتباسه. كما شمل الكتاب ظواهر عديدة كالكرنفال وسلطان الطلبة، وهي ممارسات ذات علاقة وطيدة بالسحر، وتشكل من ثم مجالا يمكن أن يستفيد منه كل الباحثين في الظواهر ماقبل المسرحية بإفريقيا الشمالية. ففي الوقت الذي أصبحت فيه اليوم ظواهر العودة للروحانيات الصوفية منها والدينية، يلاحظ المرء تفشيا كبيرا للتعاطي للسحر في أيامنا هذه، لا في البلدان الإسلامية فقط بل في أوروبا. وهي ظاهرة تجعل من ترجمة هذا الكتاب ذات هدف مزدوج: تمكين القارئ العربي من مصادر لا تزال ذات راهنية كبيرة من جهة، والمساهمة في تسليط الضوء على أحد الموضوعات الأكثر هامشية واستغلاقا في متخيل الإنسان العربي ومعيشه اليومي. ............................................... إدمون دوطي (1867- 1926): عالم اجتماع فرنسي ومستعرب، ينتمي لمدرسة مارسيل موس السوسيولوجية. اشتغل بالجزائر أستاذا لحضارات المغرب العربي بالمدرسة العليا لآداب بمدينة الجزائر منذ نهاية الفرن التاسع عشر. وأنجز العديد من البعثات البحثية بالمغرب منذ ذلك الوقت، أسفرت عن مؤلفات أصبحت مرجعية في هذا المضمار. كما نشر العديد من البحوث المتفرقة في المجلات المعروفة آنذاك عن عوائد وثقافة المغرب. من مؤلفاته: - ملاحظات عن الإسلام المغاربي: الأولياء، باريس، 1900. - مراكش، باريس 1905. - بين القبائل، باريس، 1914.