انطلقت «مرسم» في سنة 1975 كرواق للفنون المعاصرة، باحتضانه للفنانين التشكيليين من مختلف الأنحاء والمدارس. في أروقتها في كل من البيضاء والرباط. إلى جانب هذا النشاط، يعتبر مرسم أول معمل للفنون الطباعية على صعيد شمال إفريقيا بمختلف التقنيات ليراكم ما يفوق 400 عمل (طبع حجري: «Lihographie»، نحث عن الخشب أو الحديد «Gravure» وسيريكرافيا «Sérigraphie» طباعة على الحرير) في بداية الثمانينيات فتحت مرسم نشاطها في مجال النشر الأدبي مع الحفاظ على النشاطات السالفة، لتراكم في هذا المجال ما بين 200 و500 عنوان، ما بين القصة والقصة القصيرة وكتب الأطفال والدراسات والمسرح والشعر والحقائب الفنية، حيث تعد أول ناشر للشعر في المغرب بمعدل 40 ديوانا لأسماء بارزة كعبد اللطيف اللعبي، وفاتحة مرشد، وحسن نجمي، مع تبني ترجمة الأعمال الشعرية من العربية إلى الفرنسية ومن الفرنسية إلى العربية. كما هو الشأن بالنسبة لديوان «زهور الألم» الذي قام بترجمته مصطفى القصيري الذي ودعنا إلى دار البقاء هذا الشهر. مجال الترجمة لم يقتصر على الشعر، بل امتد إلى مجالات الدراسات التاريخية، كما هو الشأن بالنسبة لمؤلف من جزءين تحت عنوان «يهود الأندلس والمغرب» لحاييم الزعفراني، وهو يهودي مغربي كان عضوا في أكاديمية المملكة. وقام بترجمة العمل الدكتور احمد شحلان. هذه الترجمة حصلت على جائزة المغرب للكتاب منذ أربع سنوات. لتحصل عليها هذه السنة عن مؤلف: «السحر والدين في شمال إفريقيا الشمالية «لفريد الزاهي، الذي سبق أن ترجم أيضا وعن نفس الدار «الخيار الخلاق في تصور ابن عربي» الذي فاز بجائزة الأطلس الكبير. ومن الأعمال المهمة التي قامت الدار بترجمتها «القصائد الغنائية لنزار قباني» التي اشتغل عليها المرحوم مصطفى القصري صحبة ابنه عبد الكريم، إضافة إلى «الرياح البنية» لحسن نجمي، ترجمة عبد الرحمان طنكول.. ترجمة الشعر العربي والمغربي لدعم ازدواجية اللغة ليس الهم الوحيد الذي ظل يشغل الدار، كما يقول رشيد الشرايبي، بل يطال أيضا القصص الموجهة للأطفال وكتابات الأطفال. هذا المجهود النادر راكم وخلال أربع سنوات 35 عملا بالدارجة المغربية واللغة العربية والفرنسية، حيث خاضت مرسم تجارب مع مجموعة من الأسماء، كالطيب لعلج، وفاطمة لمرنيسي، وعبد اللطيف اللعبي، وجوسلين اللعبي، ومليكة العاصمي، إذ توجهت جهودهم للنهوض بأدب الطفل باستعمال الأدب الشعبي من أجل تدوينه وتقديمه للأطفال. ونذكر من هذه الأعمال «البرتقالة الزرقاء» لعبد اللطيف اللعبي الفائزة بجائزة القارئ الصغير من جمعية الأطلس الكبير و«Saida et les voleurs du solie»، وحكايات مراكشية، وهي حكايات كانت ترويها نساء كبيرات في السن من مدينة مراكش كلالة زبيدة العذراء، وقد أعدتها مليكة العاصمة وسلمى المعداني وفرنسوا جوار، إضافة إلى «كلشي من العيالات» التي روتها للا زبيدة العذراء وللاحفيظة الهاشمي، إلى غيرها من الأعمال التي قامت الدار بتسجيلها في أقراص مدمجة مصاحبة بالموسيقى والتمويج حتى تحفز الطفل على القراءة والاستماع، من الإنجازات الهامة أيضا للدار، إضافة إلى الحقائب الفنية، استطاعت تجميع أعمال فنانين تشكيلين معاصرين كالهبولي، وبنائي نبيلي، المليجي إلخ. ومن الأعمال الفنية السيكرافية، نذكر أعمال بلكاهية، لبيض، بن يسف الشعيبية، صدوق، الميلودي، السبني، بناني... انشغالات الدار في حضورها للمعرض الدولي للكتاب هو الترويج لمنتجها الثقافي والتربوي، أما الجانب المهني المتعلق بعقد الاتفاقات وشراء الحقوق، فيقول عنه رشيد الشرايبي إنه يظل الغائب الأكبر في هذه التظاهرة، مع استثناءات قليلة، وأن التعاقدات في «قليل من الأحيان تكون تجارية فقط، وحبذا لو تم هذا في حدود بلدان شمال إفريقيا بتبنيها المتبادل لحقوق التأليف لكتاب مغاربيين كخطوة أولى في أفق تعميمها على الصعيد على العربي.