يعهد هواة تربية واقتناء الصقور في السعودية بطيورهم إلى المرابط فترات تصل إلى ستة أشهر كل عام قبل بداية موسم الصيد. تضم المرابط غرفا مجهزة جدرانها بمواد عازلة ومزودة بمنظومة لتبريد الهواء وأرضها مغطاة بالرمال.
وتخضع الصقور خلال مدة "الربطة" إلى فحص بيطري دوري وتحلل عينات من دمائها وتطعم ضد مرض الصرع الذي يصيب بعض الطيور إذا تعرضت لإجهاد زائد.
وقال ناصر العجمي الذي يملك مربطا للصقور بمنطقة القصيم "ربطة الطير هي مرحلة تبديل الريش. تكون عندنا في الصيف.. واحد أبريل تبدأ إلى آخر اكتوبر أو بداية أكتوبر. في الفتره هذه نربط الطيور عندنا ونكشف (بيطريا) عليها قبل الربطة. نعالجها إذا فيها أمراض أو شي. نعالجها ونهتم في علفها.. نظافة الطير.. نظافة محله.. نظافة مكانه.. إلين (إلى أن) ييجي يستلمه صاحبه. بيصفي (يكتمل تغير) إن شاء الله ريشه."
وتبلغ تكلفة ربط الصقر سبعة أشهر في عهدة صقار خبير 2500 ريال سعودي (665 دولار).
وترتبط هواية تربية الصقور واستخدامها في الصيد والقنص تقليديا بالصحراء وهي شائعة على نطاق واسع في دول الخليج العربية.
وكانت القبائل في شبه الجزيرة العربية تستخدم الصقور في الصيد شتاء في الصحراء قبل مئات السنين إلى أن صارت تربية الطيور الجارحة مثل الصقر والبازي والشاهين تقليدا عربيا يرثه الأبناء عن الآباء والأجداد.
وقال هاو قديم للصيد بالصقور يدعى محمد العريني أثناء رحلة صيد مع أصدقائه في الصحراء "المقانيص هواية قديمة من تراث الآباء والأجداد (من) قبل. بعدهم جاء الأبناء وسيأتي من بعدنا احنا أبناؤنا إن شاء الله تعالى. وهواية القنص هواية جميلة ومحبوبة لدى كثير من الناس. يتعاني (يبذل جهدا) ويروح ويقنص في مسافات بعيدة وقريبة وما يحسب لذلك حساب."
عبد السلام الشريدة واحد من أشهر هواة الصيد وتربية الصقور في منطقة القصيم. وذكر الشريدة أن إعداد الصقر للقنص يحتاج إلى تدريب ولياقة.
وقال "غروب الشمس وقت دعوة الطير وتدريبه وتجهيزه للياقة للهدد (للصيد). يعني قبل مغيب الشمس.. استعدادا للمقناص. عشان يكون الطير لما يطرد الحبارى (يهاجم طائر الحباري) أو الطريدة يكون فيه لياقة. طبعا هذا للياقة. التدريب.. الطير اللي مش متدرب نعوده على الحبارى.. نشتري له حبارى أو نعزل له حبارى عشان يفكها يتعلم عليها. الطير هذا جاهز للحباري. ذابح تقريبا 15 حبارة. لكن جالس أنا الحين أعطيه لياقة."
يصل ثمن الصقر الذي يربيه الشريدة إلى 120 ألف ريال سعودي (32 ألف دولار). وتصل سرعة هبوط الصقر المدرب للانقضاض على الفريسة إلى 320 كيلومتر في الساعة.