الطفل راشد، إماراتي في العاشرة من عمره، هو أصغر صقاري المهرجان العالمي للصقارة الذي تحتضنه مدينة العين بالمنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي، إحدى الإمارات العربية المتحدة السبع. أثار راشد فضول واهتمام زوار المهرجان والمشاركين فيه، فهو بالكاد يستطيع رفع الصقر الجارح فوق يديه النحيلتين وقامته الصغيرة. الصقارة في أسرته "قضية عائلية" توارثتها الأجيال أبا عن جد، وبكل اعتزاز وفخر يقدم للزوار صقره الذي أطلق عليه اسم "عنيد" لعناده وصعوبة ترويضه مقارنة بطيوره الأخرى. صقر من فئة "طير جير" تصل قيمته إلى 25 ألف درهم إماراتي، هدية من عمه الذي تلقاه بدوره كهدية من شيخ من شيوخ الأسرة الحاكمة في أبوظبي حيث يعتني بصقورها (العائلة المالكة). وفي وقت يحلم فيه الأطفال في سنه بأن يصبحوا أطباء أو مهندسين أو طيارين يحلم راشد بأن يكون "راعي صقور مشهور، يمثل الإمارات في المسابقات الدولية". يتحدث عن الصقور التي تملأ بيته وكأنها ألعاب صغيرة يلهو بها بعد الدراسة، ألفها منذ صغره حيث كان يرافق جده وأبوه في الصحراء لصيد الحبارى والكراويل. في البيت الكبير الذي يسكنه بيت آخر لا يقل مساحة مخصص للصقور ال 11 التي يملكها والده، صقور بعضها نادر تصل قيمتها إلى 35 ألف درهم حوالي 7000يورو. تحظى برعاية واهتمام كبيرين من قبل عائلة راشد التي تخصص لها ميزانية للأكل والشرب والرعاية والترويض تساعده في ذلك جمعيات إماراتية وهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث. بإصرار وثقة في النفس يقدم راشد لزوار خيمة عائلته بالمهرجان عادات وتقاليد بدو الصحراء وكرمهم، ويحكي لهم كيف كان يرافق جده المتوفى ووالده للمبيت في الصحراء طيلة أيام لترويض الصقور وتدريبها على الصيد وبعد ذلك عودته إلى المدرسة ليحكي لرفاقه – الذين يحسدونه أحيانا - مغامراته مع حيوانات بعضها متوحش تفوقه قوة وحجما وكيف تمكن من اصطيادها والتفوق عليها. ويشارك راشد في مسابقات للصيد يحضرها نحو 800 صقار يمثلون 80 دولة من الهواة والمحترفين. وتأتي دورة هذا العام بعد 35 سنة عن المهرجان الأول الذي أشرف على تنظيمه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات الذي يعد من أكبر هواة الصقارة في العالم. -------------- ** موفدة فرانس 24 الخاصة إلى الإمارات العربية المتحدة