تم أخيرا تكريم عميد الصيد بالصقور الوطني السيد قدور المقصوري المعروف باسم «سي قدور»من قبل جمعية صقاري القواسم أولاد فرج ، وكانت هذه الالتفاتة الخاصة في حق هذا الخازن الكبير لأسرار فنون الصيد بالصقر بدافع التقدير الكبير الذي يتمتع به سي قدور الذي تجاوز سنه قرنا من الزمان، و أيضا تقديرا لنشاطاته والتزامه الثابت لهذا التقليد القديم في أرض دكالة و تحديدا داخل قبيلة القواسم نواحي أولاد فرج طيلة عقود ، والذي أصبح اليوم تراثا عالميا يتهدده الزوال في كثير من البلدان في جميع أنحاء العالم ، وبالأخص بدول المغرب العربي . وقد قام عميد الصقارة في هذه المناسبة بإهداء صقره لأحد الصقارة الصغار بالمنطقة. وسي قدور ينتمي لأسرة عريقة بالقواسم معروف ببشاشته وطيبوبته ، وهو يقصد من خلال هديته هاته تسليم المشعل للأجيال المقبلة التي يبقى عليها حماية تراث الأجداد وتكريس تقاليده، مثلما فعلت الأجيال السابقة بفضل المدافع القوي للصقارة. ويتمتع عميد الصقارة اليوم بالصحة الجيدة مما يمكنه من القيام بشؤونه الخاصة بمفرده إلا من بعض المساعدات القليلة من قبل زوجته الثالثة ، «تزوج ثلاث مرات دون أن يرزق بالدرية»، و توفيت الأولى والثانية و تبني ولدا في الأربعين من عمره رزق بأبناء ، يعيشون في كنفه ، يحضنهم جميعا ويرعاهم ، و بالرغم من تقدمه في السن . لم يتخلف سي قدور عن أداء واجباته الدينية من صلاة وصوم ،وهو من المعمرين القلائل الذين لا زالوا يعيشون حياة حافلة بالعطاء والحركة، حيث يحتل الصيد بالصقور جانباً مهماً من حياته وهي الرياضة المفضلة كما هو معلوم لدى سكان مركز القواسم بالرغم من أنها رياضة فردية تكلف الكثير ، وينتمي السي قدورإلى جمعية الصيد بالصقور لزاوية مولاي الطاهر بالقواسم ، ويعتبر من الأعضاء النشيطين فيها والمتحمسين لاستمرارية هذه الجمعية بالرغم من مجموعة الاكراهات المادية التي تعتري سيرها ، ولم يمنعه تقدمه في السن من المشاركة في مختلف التظاهرات الرسمية للصقر بل ويلح على القيام بدوره فيها . للإشارة فإن مناسبة التكريم كانت جد مؤثرة وقد نظمت خلال الاجتماع السنوي العادي لجمعية صقاري أولاد فرج والذي تناول جدول أعماله عدة نقاط ضمنها التقرير السنوي لأنشطة الجمعية و نقاش المشاريع المخطط لها من قبل أعضاء الجمعية لتأكيد وضعها بوصفها ضامنة الحفاظ على الصيد بالصقور في المغرب ، وفي الترويج للسياحة القروية في المنطقة. وقد أعلن رئيس الجمعية محمد غزواني اسم الرئيس الجديد الشرفي في شخص سيدي محمد المهدي العلوي. كما استعرض أهم أنشطة الموسم الماضي ، التي تميزت بسلسلة من الأحداث واللقاءات بما في ذلك المشاركة في الطبعة الأولى من معرض الحصان الذي عقد في بالجديدة في أكتوبر 2008 حيث كان لأعضاء الجمعية شرف تقديم عرضهم لجلالة الملك محمد السادس الذي ترأس افتتاح واختتام هذا الحدث الاستثنائي. و شاركت الجمعية في ثلاث طبعات للمهرجانات بمدينة الداخلة كما أنها أشرفت على تنظيم قافلة الصيد التقليدي، بالتعاون مع الاتحاد الوطني للصيد التقليدي، وقد حضر هذا النشاط صيادون من فرنسا وإسبانيا والتي انطلقت من الجديدة ، وفي سياق الحملة التي ركزت على تعزيز الصيد بالصقور وحماية السلوقي الأصيل المغربي حضرت الجمعية الاجتماع الدولي للصيد المنعقد بقصر المؤتمرات في مراكش، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. كما استحوذت الجمعية على اهتمام أعداد المجموعات السياحية المغاربة والأجانب، وخاصة السفراء المعتمدون في المغرب الذين قاموا بجولة بالجديدة رفقة عامل الإقليم، كما ناقشت الجمعية كيفية إجراء مشاورات مع مختلف المسؤولين والشركاء ومسؤولي القطاع الخاص بشأن إعادة إصلاح الطرق من والى منطقة القواسم التي هي في حالة سيئة، وبناء قاعة لاستقبال الزوار مجهزة قادرة على استيعاب العروض، بالإضافة إلى إنشاء مركز التوثيق لحفظ تاريخ الصيد بالصقور في المغرب خصوصا في دكالة، وهناك مشاريع أخرى ذات الصلة لصنع أقفاص لعش الصقور، بالإضافة إلى تشييد هياكل على جهة واحدة لتربية الحمام والسمان لتلبية الاحتياجات الغذائية للصقور.