استبشر مشجعو المنتخب المغربي خيرا بوقوعه في مواجهة بنين في دور ال16 بكأس الأمم الأفريقية، غير أن بنين لم تعد ذلك الفريق الذي كان يفترسه أسود الأطلس في السابق. فهل تحدث المفاجأة؟ وكيف يمكن للمنتخب المغربي الفوز؟ تنطلق غذا الجمعة مباريات دور ال16 بالنسخة 32 من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي تستضيفها مصر حتى 19 من الشهر الجاري.
وتبدأ المواجهات الثمانية بلقاء منتخب المغرب مع بنين على إستاد السلام في السادسة مساء بتوقيت القاهرة.
وربما يظن المتتبعون للكرة الأفريقية أن المباراة ستكون سهلة بالنسبة للمنتخب المغربي، الذي أنهى مرحلة المجموعات على صدارة مجموعته بالعلامة الكاملة، ودون أن تستقبل شباكه أهدافا. غير أن الخبير الرياضي المغربي منصف اليازغي يعتقد أن تلك المباراة "ليست نزهة".
ويشير في حوار مع DW عربية إلى أنه يجب أيضا "النظر بعين الاعتبار" إلى منتخب بنين، الذي لم يخسر أيا من مبارياته الثلاث في دور المجموعات "ولعب مباراتين كبيرتين أمام غانا والكاميرون؛ أي قوتين كرويتين أفريقيتين من الطراز الرفيع".
اليازغي يقول إن الأمر التبس عليه خلال مشاهدة مباراة غاناوبنين في دور المجموعات والتي أدى فيها منتخب بنين مباراة هجومية هدد خلالها مرمى غانا بشكل قوي.
ولأن أقمصة البلدين تتشابه "اعتقدت أن من يهاجم طبعا هو منتخب غانا"، يقول اليازغي. ومعنى ذلك أن بنين لديها منتخب جيد. ويؤكد اليازغي أنه لم يعد هناك ما يسمى بمنتخبات صغرى، فمدغشقر احتل قمة مجموعته وأرسل رسالة مفادها أن المنتخبات الصغرى قد تخلق المفاجأة على حساب من يعتقد نفسه سيد القارة.
مفتاح الفوز للمنتخب الوطني المغربي
بيد أن تاريخ مواجهات المغرب وبنين هو في صالح المغرب تماما، الذي كان يفوز بنتائج كبيرة، منها مثلا فوزه عام 1993 في تصفيات كأس العالم بنتيجة 5-0، وفوزه عام 2004 في كأس أمم أفريقيا بنتيجة 4-0.
وأشار اليازغي إلى أن لجوء بنين للدفاع قد يحرج المغرب، وأوضح: "يجب أن تؤخذ مباراة بنين بالحيطة والحذر اللازمين، خصوصا وأن المنتخب المغربي واجه صعوبة في المباراة الأولى أمام ناميبيا، التي التزمت بالدفاع مما أحرج المنتخب المغربي"، حسب اليازغي.
ويرى اليازغي أن مفتاح فوز المغرب بتلك يتمثل في تسجيل هدف مبكر، مضيفا: "عندها سيتخلى منتخب بنين عن الدفاع ويهاجم، والمنتخب المغربي يجيد اللعب أمام الفرق التي تهاجم لأنه ستكون هناك مساحات مفتوحة أمامه خصوصا وأن هناك لاعبين مغاربة يجيدون الهجمات المضادة مثل النصيري وزياش، بل وحتى مبارك بوصوفة".
عامل السن وأجواء مصر الصيفية
من تابع مباريات المغرب الثلاث الأخيرة يرى أن هناك تذبذبا في الأداء، مع أن تشكيلة الفريق تلعب مع بعضها منذ سنتين تقريبا، وخاضت كأس العالم بروسيا معا، ويفترض أن ذلك مصدر قوة وتجانس.
ويرى اليازغي أن أداء لاعبي المغرب في مبارياته الثلاث بأمم أفريقيا، حتى الآن، يبدو متذبذبا، مرجعا ذلك إلى سببين أولهما تقدم بعض اللاعبين في السن، أما السبب الثاني لهذا التذبذب فهو تأثير الحرارة الشديدة في مصر (في هذا الوقت من السنة).
وأكد أنه مع توالي المباريات "سيجد المغرب طريقته المعهودة في الملعب"، معربا عن أمله في تأقلم اللاعبين مع هذه الأجواء، لاسيما أنهم متواجدون في مصر منذ 10 أيام.
ويكرر اليازغي ما قاله المدرب السابق بادو زكي الذي بلغ النهائي في بطولة تونس 2004، والذي صرح بأن الأمور في مصر 2019 متشابهة مع تونس 2004، واختتم: "على جيل بنعطية أن يستغل الفرصة ويذهب بعيدا في هذه البطولة".