استبشر مشجعو المنتخب المغربي خيرا بوقوعه في مواجهة بنين في دور ال16 بكأس الأمم الأفريقية، غير أن بنين لم تعد ذلك الفريق الذي كان يفترسه أسود الأطلس في السابق. فهل تصنع المفاجأة؟ وكيف يمكن للمنتخب المغربي الفوز؟ تنطلق الجمعة (5 يوليوز) مباريات دور ال16 بالنسخة 32 من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي تستضيفها مصر حتى ال19 من الشهر الجاري. وتبدأ المواجهات الثمانية بلقاء منتخب المغرب مع بنين على استاد السلام في السادسة مساء بتوقيت القاهرة. وربما يظن المتتبعون للكرة الأفريقية أن المباراة ستكون سهلة بالنسبة للمنتخب المغربي، الذي أنهى مرحلة المجموعات على صدارة مجموعته بالعلامة الكاملة ودون أن تستقبل شباكه أهدافا. غير أن الخبير الرياضي المغربي منصف اليازغي يعتقد أن تلك المباراة « ليست نزهة ». ويشير في حوار مع دوتش فيليه عربية إلى أنه يجب أيضا « النظر بعين الاعتبار » إلى منتخب بنين، الذي لم يخسر أيا من مبارياته الثلاث في دور المجموعات « ولعب مباراتين كبيرتين أمام غانا والكاميرون؛ أي قوتين كرويتين أفريقيتين من الطراز الرفيع ». اليازغي يقول إن الأمر التبس عليه خلال مشاهدة مباراة غاناوبنين في دور المجموعات والتي أدى فيها منتخب بنين مباراة هجومية هدد خلالها مرمى غانا بشكل قوي. ولأن أقمصة البلدين تتشابه « اعتقدت أن من يهاجم طبعا هو منتخب غانا »، يقول اليازغي. ومعنى ذلك أن بنين لديها منتخب جيد. ويؤكد اليازغي أنه لم يعد هناك ما تسمى بمنتخبات صغرى، فمدغشقر احتل قمة مجموعته وأرسل رسالة مفادها أن المنتخبات الصغرى قد تخلق المفاجأة على حساب من يعتقد نفسه سيد القارة. مفتاح الفوز لمنتخب المغرب بيد أن تاريخ مواجهات المغرب وبنين هو في صالح المغرب تماما، الذي كان يفوز بنتائج كبيرة، منها مثلا فوزه عام 1993 في تصفيات كأس العالم بنتيجة 5- صفر، وفوزه عام 2004 في كأس أمم أفريقيا بنتيجة 4 صفر. غير أن الأمور الآن تغيرت عن الماضي، ورغم أن البعض يقول إن بنين منتخب ضعيف مقارنة بجنوب أفريقيا وكوت ديفوار اللذين تغلب عليهما منتخب المغرب في مرحلة المجموعات « إلا أنه يجب أن تؤخذ مباراة بنين بالحيطة والحذر اللازمين، خصوصا وأن المنتخب المغربي واجه صعوبة في المباراة الأولى أمام ناميبيا، التي التزمت بالدفاع مما أحرج المنتخب المغربي »، حسب اليازغي. فإذا التزمت بنين الدفاع أيضا، فربما تصعب الأمر هي الأخرى على المغرب. ويعتقد اليازغي أن مفتاح الفوز بتلك المباراة لأسود أطلس يتمثل في تسجيل هدف مبكر في أقرب وقت « عندها سيتخلى منتخب بنين عن الدفاع ويهاجم، والمنتخب المغربي يجيد اللعب أمام الفرق التي تهاجم لأنه ستكون هناك مساحات مفتوحة أمامه خصوصا وأن هناك لاعبين مغاربة يجيدون القيام بهجمات مضادة مثل النصيري وزياش، بل وحتى مبارك بوصوفة ». عامل السن وأجواء مصر الصيفية من تابع مباريات المغرب الثلاثة الأخيرة يرى أن هناك تذبذبا في الأداء، مع أن تشكيلة الفريق تلعب مع بعضها منذ سنتين تقريبا، وخاضت كأس العالم بروسيا معا، ويفترض أن ذلك مصدر قوة وتجانس. ويرى اليازغي أن لاعبي المغرب متقدمون في السن، وأن هناك محاولة للتغطية على هذا بالخبرة والتجربة، التي يراهن عليها الفرنسي هيرفيه رونار مدرب الفريق. أما السبب الثاني لهذا التذبذب فهو أن أغلب اللاعبين يلعبون في أجواء باردة في أوروبا، وأجواء الحرارة الشديدة في مصر (في هذا الوقت من السنة)، أثرت على أداء اللاعبين في المباريات الثلاثة الأولى. « لكن مع توالي المباريات سيدور المحرك المغربي ويجد المغرب طريقته المعهودة في الملعب »، يوضح اليازغي.والآن اللاعبون متواجدون في مصر منذ عشرة أيام وعليهم أن يتأقلموا مع طقس مصر. والآن اللاعبون متواجدون في مصر منذ عشرة أيام وعليهم أن يتأقلموا مع طقس مصر، لكن رغم الحر إلا أن هناك أشياء أخرى متطورة في مصر، مقارنة مع بلاد أفريقية أخرى مثل جودة الفنادق ويكرر اليازغي ما قاله المدرب السابق بادو زكي الذي بلغ النهائي في بطولة تونس 2004، والذي صرح أن الأمور في مصر 2019 متشابهة مع تونس 2004 ويقول اليازغي « على جيل بن عطية أن يستغل الفرصة ويذهب بعيدا في هذه البطولة » أيضا. صلاح شرارة