بدأت اليوم، جولة جديدة من المفاوضات بدعوة من المبعوث الأممي هورست كولر بجنيف، من أجل تقريب وجهات النظر وإيجاد حل للنزاع حول الصحراء المغربية بناء على قرار مجلس الأمن2440 بمشاركة الأطراف الأربعة ( المغرب والجزائروموريتانيا والبوليساريو). ويقود الوفد المغربي المشارك في المائدة، ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وعمر هلال الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة بنيويورك إلى جانب كل من سيدي حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة- وادي الذهب، وفاطمة العدلي الفاعلة الجمعوية وعضو المجلس البلدي للسمارة.
وتتجه الأنظار إلى جلسات المائدة المستديرة المنعقدة خلال هاذين اليومين، أملا في التوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف المشاركة لبناء أرضية لمفاوضات جديدة تصل إلى حل سياسي متوافق عليه.
نوفل البعمري المحلل السياسي المتخصص في قضية الصحراء، قال في تصريح ل"الأيام24"، أنه الجلسة الأولى من جنيف 2 المشكلة للمائدة المستديرة انطلقت اليوم وتجمع مختلف أطراف النزاع وهم المغرب الجزائرموريتانيا ثم تنظيم البوليساريو، مبرزا أنها جولة تحاول الأممالمتحدة أن تكون مناسبة للتقدم في العملية السياسية و الوصول لعناصر حل سياسي دائم و متوافق بشأنه، والوصول لمفاوضات على أرضية قرار مجلس الأمن 2440 الصادر في اكتوبر الماضي الذي حدد من هم أطراف النزاع، و أكد على خلق دينامية سياسية بروح جديدة و على حل واقعي.
وأوضح المحلل السياسي، أنه إذا كانت الجولة الأولى من المائدة المستديرة قد فتحت المجال أمام عناصر إعادة بناء الثقة خاصة منها استئناف تبادل الزيارات التي اوقفتها جبهة البوليساريو بفعل رفض العديد من الأسر التي تزور الصحراء العودة للمخيمات، فإنه على مستوى هذه الجولة من الصعب الرهان عليها في ما يتعلق بإحداث تقدم على المستوى السياسي لاعتبارات متعلقة بالظرفية المضطربة التي يشهدها أهم طرف وهي الجزائر.
وأكد المتحدث، أن الجزائر تعيش على وقع انتفاضة شعبية عارمة ضد النظام الجزائري القائم الذي يحاول استغلال اي ظرف خارجي لإجهاض عملية الانتقال السلمي السلس على السلطة وتسليمها للمدنيين، مبرزا أن ما يزيد من حجم هذا الاتجاه هو تعيين لعمامرة وزيرا لخارجية الجزائر الذي يعتبر من صقور بقايا مرحلة بومدين التي تعتمد على عنصر العداء و الحقد اتجاه كل ما هو مغربي، و يبنون استراتيجيتهم على التهديد الخارجي ويخصّون بالذكر المغرب.
وبالتالي، يؤكد المحلل السياسي في حديثه للموقع، فإن هذه الجولة رغم الضغوط الأمريكية و إلحاح الأممالمتحدة على ضرورة التقدم في العملية السياسية فإنه من الصعب الرهان عليها، و قد يؤجل الدخول لمفاوضات جدية على قاعدة الحل السياسي الواقعي.
وخلص البعمري بالقول بأن أقصى ما يمكن التوصل إليه هو تعزيز العنصر الإنساني في الملف مع تأجيل النقاش السياسي في ظل تصلب موقف الجزائر و تهربها من مسؤوليتها اتجاه النزاع باعتبارها الطرف الأصلي فيه و ليس البوليساريو.