حالة من الغموض، تلف مستقبل العلاقات القوية التي تجمع النظام الجزائري، بنظام الرئيس الفنزويلي الحالي، في ظل ضبابية المشهد بين الرئيس اليساري نيكولاس مادرو، الذي يرفض التنحي عن السلطة، ويحظى بدعم الصين وروسيا، وغريمه في المعارضة خوان غوايدو، الرئيس المؤقت لفنزويلا، المدعوم من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحلفاءها. غموض موقف الجزائر الرسمي، تجاه الأزمة السياسية في فنزويلا معقل جبهة البوليساريو، رغم أنه معروف مسبقا، إلى أن (الجزائر)، في موقف ترقب، لما ستؤول إليه الأوضاع في حالة تنحي حليفها مادورو، عن السلطة، لصالح زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، والذي يرأس الجمعية الوطنية الفنزويلية (البرلمان) التي تعتبر المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة. ويرى مراقبون، أن الجزائر تتخوف، من سيناريو "خطير" يبدأ بفقدان حليف قوي في فنزويلا، أسدى الكثير من الخدمات لنظام بوتفليقة، خاصة فيما يتعلق بدعم جبهة البوليساريو، وتكريس مبدأ العداوة تجاه المغرب، وينتهي ربما بسحب كراكاس اعترافها بجبهة "البوليساريو" في حالة وصول غواديو إلى السلطة. وفي ذات السياق، يرى تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، "أن العلاقات ما بين الجزائر والبوليساريو ونظام مادورو، هي وطيدة، لدرجة أن مادرو يعترف بالجبهة ويقيم علاقات قوية ويدعمهم بكل الوسائل لكن أكثر من هذا، فنزويلا كانت تتوفر منذ عهد الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، على إشعاع قوي في منطقة أمريكا اللاتينية وتؤثر على البلدان المجاورة، فيما يتعلق بهذا الموضوع". وأضاف الحسيني، "أن انسحاب مادور من السلطة أو انتصار غواديو عليه، سيكون انتصارا كبيرا للمغرب في ملف الوحدة الترابية للمملكة، نظرا لأهمية فنزويلا في منطقتها، ولكون المغرب تضرر كثير من مواقف المتطرفة لنظام مادرو". واعتبر أن "فنزويلا، في عهد مادور لا تكتفي بتعكير الأجواء في أروقة المحافل الدولية، وبالتالي أي تغيير في النظام سيكون لصالح المغرب لكل تأكيد". وكان المغرب قرر في العام 2009، إغلاق سفارته في العاصمة الفنزويلية كاراكاس ونقلها إلى جمهورية الدومينيكان، وذلك بسبب ما وصفته المملكة حينها ب“العداء المتصاعد للسلطات الفنزويلية إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية“. ومع وصول مادورو للحكم خلفًا للراحل هيغو تشافيز، تدهورت العلاقات بين الرباط وكاراكاس بشكل كبير، ووصل الأمر إلى حد تبادل الاتهامات في اجتماعات الأممالمتحدة بنيويورك بين سفراء البلدين.