دفعت تطورات الأزمة السياسية المتسارعة في فنزويلا، المغرب يوم 30 يناير، إلى الإعلان عن "دعمه"، لخوان غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي، الذي أعلن نفسه "رئيسا للبلاد بالنيابة" بعد أزمة الرئيس نيكولاس مادورو. وبذلك تكون المملكة المغربية أول دولة عربية وإفريقية تعبر عن تأييدها لزعيم المعارضة الفنزويلية، وترحب بالتدابير التي اتخذها ضد تيار "تشافيز" و"مادورو" الداعم لجبهة البوليساريو. أيام قليلة، على الخطوة المغربية، جاء الدور على دول أوروبية، من بينها إسبانيا وفرنسا وبريطانيا، التي أعلنت، الاثنين، رسميا بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو كرئيس بالوكالة بعدما رفض الرئيس نيكولاس مادورو الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية ضمن المهلة التي حددتها دول أوروبية له من أجل ذلك.
ويرى مراقبون، أن موقف المغرب من أزمة فنزويلا، يرتبط بشكل كبير بقضية الصحراء المغربية، إذ أن نيكولاس مادورو، يدعم جبهة "البوليساريو"، ويقدم لها مساعدات على كافة المستويات، إلى أنها شهدت تراجعا كبيرا، عقب الأزمة التي تضرب كراكاس، على كافة المستويات.
كما أن موقف المغرب، يأتي مباشرة بعد تصريح المستشار في الشؤون الخارجية بالبرلمان الفنزويلي، مانويل أفيندانو، وهو عضو حزب "فولونتاد بوبولار" (الإرادة الشعبية) الذي ينتمي إليه "الرئيس بالنيابة" خوان غوايدو، قال فيه إن غوايدو يريد "إصلاح الأضرار التي لحقت بالعلاقات الثنائية [بين المغرب وفنزويلا] من أجل تعزيزها بشكل أكبر". وتحدث المستشار عن غوايدو في إطار "إعادة إرساء العلاقات مع المغرب".
الرد المغربي الأول، لم يقتصر فقط، على بلاغ لوزارة الخارجية المغربية، بل تبعه، تأكيد مصطفى الخلفي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن الموقف الذي تبناه المغرب في ما يخص الأحداث في فنزويلا يستند إلى القضية الوطنية.
وأوضح الخلفي أن "المغرب إزاء هذا الأمر يعتمد استمرارية في مواقفه منذ مدة”، وفق ما أفاد خلال ندوة صحافية تلت الاجتماع الأسبوعي للحكومة، الخميس.
وفي هذا الصدد، اعتبر محمد شقير الباحث والمحلل السياسي، أن موقف المغرب، تجاه فنزويلا، هو "الترقب"، ومتابعة تطورات الوضع السياسي في هذه البلاد، الداعمة لجبهة البوليساريو.
وأضاف في تصريح ل"الأيام24"، أن أزمة فنزويلا، مرتبطة، ببعدين داخلي وخارجي، فعلى مستوى الداخلي، أعتقد أن فنزويلا كانت معروفة من الأنصار الرئيسيين لجبهة البوليساريو، من خلال التحالف مع الجزائر، بشكل لا يضاهي جنوب إفريقيا في القارة الإفريقية، وبالتالي كان موقف النظام الفنزويلي بزعامة هوغو تشافيز، ومن بعده مادورو، هو مناصرة البوليساريو خاصة أن إعلام الجزائر والبوليساريو، كان حقق صيت كبير داخل أمريكا اللاتينية بما فيها فنزويلا، وبالتالي كان المغرب كان عنده موقف الخاص من كراكاس".
وأعرب عن اعتقاده "أن ما يجري حاليا في فنزويلا يحاول المغرب أن يأخذ منه موقف خاصة أن رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو الذي أعلن نفسه "رئيسا (للبلاد) بالنيابة"، هو الذي حرك هذه المسألة من خلال البيان المشترك بين مساعد غوايدو، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، وبالتالي المغرب ممكن أن يستغل هذه الفرصة لمقايضة القوى المعارضة في هذا الإطار، بحيث في حالة وصولهم للسلطة، سيلعبون دورا كبيرا في صالح الرباط".
"أما على المستوى البعد الدولي، الذي تتزعمه الولاياتالمتحدة، التي تعمل على حشد أنصارها في العالم، لتأييد موقفها من فنزويلا"-يضيف المحلل السياسي، "فأعتقد أن موقف المغرب في هذا الإطار يحاول أن يعكس هذا التحالف من خلال أن يدعم موقف أمريكا في أزمة فنزويلا، إذن المسألة لها بعدين داخلي ودولي".
وتشهد فنزويلا توترا متصاعدا، إثر إعلان رئيس الجمعية الوطنية خوان غوايدو، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، وسارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بزعيم المعارضة رئيسا انتقاليا، وتبعته كندا، كولومبيا، بيرو، الإكوادور، باراغواي، البرازيل، تشيلي، بنما، الأرجنتين، كوستاريكا، غواتيمالا وجورجيا ثم بريطانيا.
وأيدت كل من روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو، الذي أدى قبل أيام اليمين الدستورية رئيسا لفترة جديدة من 6 سنوات.
وعقب ذلك، أعلن الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، متهما إياها بتدبير محاولة انقلاب ضده.