بعد أن جمدت تطبيق الضريبة على أسعار المحروقات، التي كانت وراء التحركات في شوارع باريس، واصلت الحكومة الفرنسية التراجع الأربعاء واعدة بمراجعة الإصلاحات الخلافية حول الضريبة على الثروة، على أمل منع تكرار ما حصل السبت الماضي من أعمال عنف خلال تظاهرات السترات الصفراء. ويبدو أن إعلان رئيس الحكومة إدوار فيليب عن سلسلة من التنازلات بشأن أسعار الوقود والضريبة على الكربون، لم يقنع غالبية المتظاهرين بالخروج من الشارع. ويرى مراقبون، أنه إدراكا من السلطات الفرنسية بضرورة توقيف هذه التظاهرات العنيفة، لجأت إلى تجميد الزيادة على ضريبة أسعار المحروقات مدة ستة أشهر في محاولة لتهدئة الاحتجاجات التي تحولت إلى أسوأ أزمة يواجهها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وفي هذا الصدد، يرى، المحلل السياسي، محمد شقير، في تصريح ل"الأيام24"، أن مسألة الاحتجاجات العنيفة، التي عرفتها باريس، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقعت فيها تطورات خطيرة، وظهر أن السلطات الفرنسية أدركت حجم وأبعاد الانتفاضة أو الاحتجاجات، وأن هذه التظاهرات ستستمر إذ لم يتم اتخاذ أي قرار ينهي هذه التطورات". وأضاف شقير، "أن قرار السلطات الفرنسية، هو نوع من الاستجابة لمطالب المتظاهرين، وفي نفس الوقت الحد، من انتشار هذه الاحتجاجات العنيفة، إذ لم يتم الاستجابة معها فربما الأمور تتطور إلى أخطر من هذا". وأكد المحلل السياسي، في سياق، تعليقه، على قرار السلطات الفرنسية، بخصوص تجميد الضريبة، على أسعار المحروقات، "أن السلطات الفرنسية من خلال هذا القرار تحاول إعادة السيطرة على الشارع، بعدما ظهر أن الاجراءات الأمنية لم تعطي النتيجة المنتظرة، نظرا بأنها استمرار هذه التظاهرات". ومنذ انطلاق هذه الاحتجاجات العنيفة، في باريس، في السابع عشر من نونبر الماضي قتل أربعة اشخاص وأصيب المئات، فيما تخشى الحكومة الفرنسية، توسع الغضب إلى قطاعات أخرى. ودعا وزير الداخلية كريستوف كاستانر مساء الثلاثاء "السترات الصفراء العقلانيين" إلى التخلي عن الدعوة إلى تجمع جديد في باريس السبت المقبل، مؤكدا عزمه على تعزيز قوات الشرطة في حال أصروا على ذلك. و ظهرت حركة "السترات الصفراء"، نسبة إلى السترات التي يرتديها المحتجون، على وسائل التواصل الاجتماعي في أكتوبر بعد أشهر من الغضب المتزايد إزاء رفع أسعار الوقود. وتحولت الحركة بسرعة إلى احتجاجات واسعة ضد ارتفاع كلفة المعيشة خصوصا في البلدات الريفية والصغيرة التي يتهم سكانها ماكرون بتمثيل النخبة الباريسية دون فهم معاناتهم اخر كل شهر لسد احتياجاتهم.