في ما يأتي أبرز تطو رات قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي ق تل في قنصلية بلاده في اسطنبول، من اختفائه إلى ردود الفعل وأولى العقوبات الأميركية خلال ثلاثة أسابيع من أزمة كبيرة. وكان خاشقجي يقيم في الولاياتالمتحدة منذ 2017 ويكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية وينتقد سياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. قرابة الساعة 10,15 ت غ من الثاني من أكتوبر، دخل جمال خاشقجي مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول، بحسب صور التقطتها كاميرات مراقبة ونشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، بهدف الحصول على وثيقة لزواجه المقبل. ورافقته خطيبته خديجة جنكيز التي انتظرته خارج القنصلية. في الثالث من /أكتوبر، قالت الرئاسة التركية إن خاشقجي لا يزال في القنصلية. في الخامس من أكتوبر، صر ح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوكالة "بلومبرغ" أن خاشقجي دخل فعلا القنصلية ولكن ه خرج منها بعد وقت قصير. في السادس من أكتوبر، قال مصدر قريب من الحكومة التركي ة إن الشرطة تعتقد أن "الصحافي ق تل في القنصلية على يد فريق أتى خص يصا إلى اسطنبول وغادر في اليوم ذاته". ونفت السلطات السعودية ذلك. أك دت صحيفة حكومية تركية نقلا عن تسجيلات صوتية من داخل القنصلية السعودية، أن الصحافي تعر ض للتعذيب قبل "تقطيع أوصاله". وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن أحد المشتبه بهم في المشاركة بقتل خاشقجي ينتمي إلى محيط الأمير محمد بن سلمان، في حين أن ثلاثة آخرين ملحقون بالجهاز الأمني لولي العهد. وقال ترامب إن خاشقجي ميت على الأرجح، مهد دا الرياض بتداعيات "خطيرة جدا" إذا ثبتت مسؤوليتها عن مقتله. وكان المحق قون فت شوا قبل ذلك القنصلية السعودية ومكان إقامة القنصل. وبالتزامن مع الإعلان، أمر الملك سلمان بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري والمستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني ومسؤولين آخرين اثنين في جهاز الاستخبارات من مناصبهم، كما تم توقيف 18 سعوديا على ذم ة القضية. بعد أن اعتبر الرئيس الأميركي الرواية السعودية "جديرة بالثقة"، و"خطوة أولى مهم ة"، عاد في 21 أكتوبر وتحد ث في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" عن "أكاذيب" في روايات الرياض عن خاشقجي. وتصاعدت الضغوط الغربية المشك كة بالرواية السعودية والمطالبة بجلاء كل الحقيقة. واستقبل العاهل السعودي وولي عهده صلاح خاشقجي، الابن البكر لجمال خاشقجي، وسهل خاشقجي، شقيق الصحافي. في اليوم ذاته، طالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن تتم محاكمة المشتبه بهم ال18 في بلاده. ووصف الرئيس التركي جريمة قتل خاشقجي ب"الوحشية"، داعيا الى معاقبة كل الأشخاص الضالعين فيها "من المنف ذين إلى الذين أعطوا الأوامر". من جهته، أك د مجلس الوزراء السعودي على ضرورة محاسبة "المقص ر كائنا من كان" في مقتل خاشقجي، مشد دا على عزم الرياض على "ألا تقف الاجراءات عند محاسبة المقص رين والمسؤولين المباشرين لتشمل الإجراءات التصحيحية في ذلك". ند د ترامب بما وصفه "أسوأ عملية تست ر" قام بها السعوديون في قضية خاشقجي، معتبرا أن ها "إخفاق تام"، بينما بدأت الولاياتالمتحدة إجراءات إلغاء تأشيرات دخول 21 سعوديا يشتبه بتور طهم في هذه القضية. وبينما لا تزال جث ة خاشقجي مفقودة، ذكرت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمي ة أن السلطات السعودية لم تسمح للمحق قين الأتراك بتفتيش بئر يقع في حديقة القنصلية السعودية في اسطنبول. وقال الامير محمد تعليقا على قضية خاشقجي "الحادث (...) مؤلم جدا لجميع السعوديين، خاصة لانني مواطن سعودي، واعتقد انه مؤلم لأي انسان موجود في العالم، وحادث بشع غير مبرر تماما ". في اليوم نفسه أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن صلاح خاشقجي، الابن البكر للصحافي القتيل، غادر السعودية مع عائلته بعدما رفعت الحكومة حظر السفر الذي كان مفروضا عليه.