لم يتأخر الرد الأمريكي طويلا على الخارجية والبرلمان الجزائريين اللذان أعربا عن أسفهما لتجديد إدارة دونالد ترامب دعمها لمغربية الصحراء، وجاء الجواب في محادثات مهمة عقدتها الخارجية الأمريكية مساء أمس الخميس، مع ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية قبيل اجتماع مجلس الأمن المزمع عقده في 14 أبريل الجاري.
خلال هذا الاجتماع، أبلغت ليزا كينا، المسؤولة الرفيعة للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية، المبعوث الأممي إلى الصحراء، بأن مبادرة المغرب للحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، هي الحل الوحيد لحل ملف الصحراء، مما سيشكل منعطفا جديدا في ملف النزاع المفتعل على بعد أيام من انعقاد مجلس الأمن حيث سيقدم الأمين العام ومبعوثه وممثله إحاطات تخص مجريات الأحداث خلال الستة أشهر التي تلت قرار مجلس الأمن الأخير، الذي مدد مهمة "المينورسو" في الصحراء لمدة سنة.
وعمدت المسؤولة الأمريكية إلى نشر هذا التأكيد الجديد على حسابها الرسمي على منصة "X"، مرفوقا بصورة تجمعها بالمبعوث الأممي ستيفان دي ميسورا، وهي الخطوة التي قد تفسر على أنها رسالة مباشرة إلى الجزائر التي باتت تواجه اليوم عزلة حقيقية، بأن واشنطن الملتزمة بالاتفاق الثلاثي حسمت موقفها ولا مجال للعودة إلى الوراء، منتصرة بذلك للمغرب في قضيته العادلة.
ويرى مراقبون أن نهاية الأزمة بين الجزائر وفرنسا، إضافة إلى التحركات الأمريكية والمفاوضات الجارية بخصوص تطورات ملف الصحراء، تشي بأن هذا النزاع الذي عمر لعقود طويلة يمضي نحو الحل النهائي في ظل ما باتت تحظى به مبادرة الحكم الذاتي من دعم دولي متزايد.