أطلق سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، يوم الأحد بالرباط، حوارا داخليا في حزبه لتجاوز الخلافات بين أعضائه. وعقد العثماني أول اجتماع من نوعه بهذا الخصوص بالرباط، من أجل توحيد الرؤى بعد سلسلة من الخلافات، منذ إعفاء عبد الإله ابن كيران الأمين العام السابق للحزب من مهمة تشكيل الحكومة. فهل سينجح "حوار" العثماني، في رأب الصدع، وتضميد الجراح بعد "الشرخ" الذي أحدثه إبعاد زعيم البيجيدي عن الساحة السياسية، وسط معارضة داخلية قوية، على الرغم من أن العثماني لفت إلى أن أهداف الحوار، تتمثل في تجاوز بعض الاختلافات والاختلالات داخل الحزب.
رشيد لزرق المختص في الشؤون الحزبية، يرى في حديث ل"الأيام24"، بأن ما يظهر من حمم الصراع، بين التيار البراغماتي الذي يتزعمه سعد الدين العثماني، و التيار الذي يتزعمه بنكيران، لن يجعل المهمة سهلة أمام العثماني، مبرزا أنه يجب تغليب مصلحة الوطن بالابتعاد عن كل ما يمكن أن يشوش على أداء الحكومة الذي يقودها الحزب بالإضافة إلى وحدة الصف.
وأوضح المتحدث، أن التياران قد يتفقان على الأهداف، ويحاولان تجاوز المحددات من عقبات، ومشاكل، وصعاب، مؤكدا أنه كلما كانت هذه العقبات شديدة فرض التيار المزايد بزعامة بنكيران صوته بصفة أكثر، بالنظر لإحساسه باستحالة الوصول إليها، وأنه مهما بذل من جهد فإنه لن يصل إليها.
و من هنا يوضح لزرق، فإنه يتم البحث عن وسائل أخرى جديدة غير مرئية أو منظورة حاليا تمكنه من تحقيق هذه الأهداف في المستقبل، وهذا ما قد يعيق مهمة العثماني الذي يحاول مواجهة المشاكل الداخلية بحزبه بكل الطرق الممكنة.