تأكد رسميا عَقْدُ الحوار الوطني الداخلي لحزب العدالة والتنمية، بعد الاجتماع المقبل للأمانة العامة ل"المصباح"، حيث أعلن سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب، في المؤتمر الجهوي للحزب بالرباط، أن "الأمانة العامة المقبلة ستتداول وتصادق على الحوار ومنهجيته التي ستكون بسيطة ونهائية". وكان العثماني قد وعد، مباشرة بعد انتخابه أمينا عاما في المؤتمر الثامن للحزب، بتنظيم حوار داخلي من أجل رأب الصدع الذي جرى بين "صقور البيجيدي"، بعد إعفاء عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة. "البيجيدي" كان قد شهد، طيلة ولاية سعد الدين العثماني، مسلسا من الشد والجذب بين تيار ما سمي ب"الاستوزار" وبين تيار بنكيران، آخر محطاتها كانتانتخابات المؤتمرات الجهوية التي زكت العديد من الأوجه المحسوبة على الأمين العام السابق على رأس التنظيمات الجهوية للحزب. مصدر من داخل المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أكد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الحزب يعيش خلافا ونقاشا داخليا، لكن آليةالحوار الوطني ليست بالجديدة؛ فقد سبق أن طبقت سنة 2007، وهي التي أقرت بأطروحة النضال الديمقراطي، ويؤمل منها الآن أن تخرج بأطروحةجديدة تخص مرحلة ما بعد إعفاء عبد الإله بنكيران". وأضاف المصدر ذاته أن "الدعوة إلى الحوار لا علاقة لها بأمور خارجية، هي محاولة من أجل إيجاد صيغة للنقاش الحاد والاختلاف الحاصل علىمستوى القواعد. أما الحزب فيبقى متشبثا بقيادته المتمثلة في الدكتور سعد الدين العثماني". من جهته، قال عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، إن "هناك أمورا عالقة بين قيادات حزب العدالة والتنمية، تتجاوز مسألةإرضاء الخواطر؛ فالتيار الرافض للاشتغال مع الأحرار والاتحاد الاشتراكي يرى أن الحزب أصبح باهتا ولا يمكنه أن يستعيد صورته السابقة، إلا عبرمواجهته لتيار آخر". وأضاف العلام، في تصريح لهسبريس، أن "الحوار قائم وسط حزب العدالة والتنمية دائما، والدليل هو السجال الدائم على مواقع التواصل الاجتماعي بينالقواعد؛ لكن الحوار يقتضي تواصل الأقطاب، التي وصلت حد مقاطعة السلام في الاجتماعات، لعلها تجد صيغة توافقية ترفع للمجلس الوطني ثم الأمانة العامة، وربما تكون لها جدوى". وأورد المتحدث ذاته أنه "لا يمكن الجزم في مخرجات الحوار في ظل غياب أرضية وتصور قبلي يخص منطلقات الحوار، وفي واقع نزوح تنظيماتموازية مثل شبيبة الحزب والكتاب الجهويين نحو تيار عبد الإله بنكيران". وختم العلام تصريحه بأن "العثماني لا يملك تصورا لمرحلة ما بعد 2021، همه الوحيد هو أن تمر الولاية الحكومية الحالية دون تصدعات، والعمل على عدم بروز المشاكل الداخلية التي تقلقه في كل تحركاته الجهوية والوطنية، حيث تصادفه دائما أسئلة التخلي عن بنكيران، كما يحس بأنه منبوذ ولا يجد متعاطفين داخل الحزب". *صحافي متدرب