في ظل الانفتاح الدبلوماسي الذي شهدته ولاية الرئيس الحالي، راوول كاسترو، من بينها إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بعد قطيعة دامت 37 عاما، بسبب دعم هافانا لجبهة البوليساريو، تم أمس الأربعاء، اختيار ميغيل دياز-كانيل (57 سنة) المسؤول الثاني في السلطة الكوبية، مرشحاً وحيداً لخلافة الرئيس المنتهية ولايته راوول ، الأمر الذي يفسح في المجال لعملية انتقال تاريخي في كوبا. ويتوقع انتخابه رسمياً رئيساً لمجلس الدولة وللبلاد اليوم الخميس، بعد تصويت أعضاء البرلمان، الأمر الذي سيطوي صفحة ستة عقود من الحكم الحصري للأخوين كاسترو. ومنذ ثورة 1959، لم تشهد كوبا سوى انتقال حقيقي واحد على مستوى الرئاسة. وكان ذلك في 2006، عندما سلم فيديل كاسترو، المريض، السلطة إلى أخيه الأصغر بعد حكم من دون منازع استمر أكثر من 40 سنة. وكان راوول كاسترو بدأ إصلاحات كان متعذراً تصورها في زمن سابق، مثل فتح الاقتصاد لصغار المستثمرين وخصوصا بدء تقارب تاريخي مشهود مع الولاياتالمتحدة العدو السابق في زمن الحرب الباردة. ففي 2015 أعاد البلدان علاقاتهما الديبلوماسية، وفي 2016 قام باراك أوباما بزيارة تاريخية لكوبا. ولكن منذ تولي الجمهوري دونالد ترامب الرئاسة، شهد هذا الاندفاع توقفاً واضحاً. وقد توفي فيديل كاسترو أواخر 2016، وحان اليوم دور راوول (86 سنة) للتخلي عن كرسي الرئاسة لممثل للجيل الجديد. وميغيل دياز-كانيل المسؤول الثاني في الجهاز الحاكم منذ 2013 هو ابن النظام وقد أعدّ لتولي مهمات الرئاسة. وكان مثل بانتظام منذ بضع سنوات حكومته خلال مهمات في الخارج، وتزايد حضوره في وسائل الاعلام. ويمكن دياز-كابيل أيضاً أن يعوّل على داعمه والمسؤول الثاني المستقبلي في النظام سالفادور فالديس ميسا. وقد اقترح هذا النقابي والكادر الرفيع المستوى في الحزب البالغ من العمر 72 سنة، لمنصب النائب الاول للرئيس وهو المنصب الذي يتولاه حالياً دياز-كابيل. وفي سنة 2017، قرّر المغرب إعادة علاقاته الدبلوماسية مع كوبا، بعد قطيعة دامت 37 عاما بسبب دعم هذه الجمهورية لجبهة البوليساريو. وقطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع كوبا عام 1980 إبّان فترة حكم الراحلين، الملك الحسن الثاني والرئيس الكوبي فيديل كاسترو، بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه كوبا لجبهة البوليساريو، ولا تزال كوبا إحدى الدول التي تعترف ب"البوليساريو" ولا تعترف بها الأممالمتحدة.