يدشن المغرب وكوبا مرحلة جديدة في علاقاتهما الدبلوماسية، فبعد قطيعة دامت قرابة أربعة عقود، حلّ سفير "بلاد الهافانا" إليو إدواردو رودريغيث بيردومو بالرباط، وقدم أوراق اعتماده، اليوم الثلاثاء، للسفير الكاتب العام لوزارة الخارجية، محمد علي الأزرق. واختار ميغيل دياز كانيل، رئيس كوبا، تعيين سفير له في المملكة برتبة سفير مفوض فوق العادة، وهي أعلى مرتبة مقارنة بالسفير العادي. لكن إليو إدواردو رودريغيث بيردومو لن يقيم في الرباط، بل في باريس، حسب وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية. هذه المحطة تأتي استمراراً للدينامية الجديدة بين البلدين، والتي بدأت عقب زيارة تاريخية قام بها الملك محمد السادس إلى كوبا في أبريل 2017، توجت باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وهافانا، بعد قطيعة دامت 37 سنة. وجاء تقديم السفير الكوبي أوراق اعتماده لدى الرباط، اليوم الثلاثاء في العاصمة، بعدما كان بوغالب العطار قدم أوراق اعتماده كسفير مفوض فوق العادة للمملكة المغربية بكوبا في 29 يونيو من السنة الماضية. وتنهي هذه التطورات قطيعة دبلوماسية بين المغرب و"بلاد الهافانا" منذ عام 1980، خلال فترة حكم الراحلين الملك الحسن الثاني والرئيس الكوبي فيديل كاسترو، بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه كوبا لجبهة "البوليساريو". ولازالت كوبا إحدى الدول التي تدعم البوليساريو، لكن الرباط اعتمدت نهجاً جديداً يقوم على فتح علاقات جديدة مع الدول الداعمة للجبهة الانفصالية في إطار دبلوماسية استباقية ومنفتحة على شركاء ومجالات جغرافية جديدة. وتظهر هذه السياسة الخارجية الجديدة للمملكة بشكل جلي في التعيين الأخير ليوسف العمراني، الذي كان مكلفاً بمهمة في الديوان الملكي، سفيراً للرباط في جنوب إفريقيا، وهي من الدول الداعمة بشكل كبير للبوليساريو، إضافة إلى كوبا.