في أول نشاط رسمي له، أكد إليو إدواردو رودريغيث بيردومو، سفير جمهورية كوبا المعتمد في المغرب، أن "بلاد الهافانا" عازمة على تطوير علاقاتها الثنائية مع الرباط في مختلف المجالات، بعد قطيعة دبلوماسية بين البلدين دامت لأزيد من 37 سنة بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه كوبا إلى جبهة البوليساريو الانفصالية. وقال السفير الكوبي الجديد، خلال تصريح صحافي أدلى به اليوم الأربعاء بعد استقباله من لدن الحبيب المالكي بمقر مجلس النواب بالرباط، إن الخلاف حول قضية الصحراء بين كوبا والمغرب لا يمنع من التقاء الدولتين في كثير من القضايا، مورداً: "بالفعل، نزاع الصحراء هو نقطة خلاف بيننا؛ ولكن هناك العديد من النقاط المشتركة يمكن لها أن تسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين". وتعتزم الحكومة الكوبية فتح صفحة جديدة مع نظيرتها المغربية ووضع نقاط الخلاف جانباً، إذ عبّر السفير إليو إدواردو عن رغبة بلاده في تعزيز القضايا السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية مع المغرب، مشيراً إلى أنه وجه دعوة رسمية إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي من أجل حضور مؤتمر اقتصادي دولي تقيمه كوبا سنوياً في أكتوبر المقبل. وتابع سفير كوبا في المغرب المقيم بباريس أن "التاريخ الكوبي يتميز بعلاقات قوية مع إفريقيا، ولذلك نحن هنا من أجل تجديد العلاقات التي استأنفت في أبريل 2017"، ولفت إلى أن الرباط لديها الرغبة نفسها أيضاً لتطوير هذه العلاقات الثنائية. وقدم السفير الكوبي الجديد، رسمياً أمس الثلاثاء، أوراق اعتماده إلى محمد علي الأزرق، السفير الكاتب العام لوزارة الخارجية المغربية. واختار ميغيل دياز كانيل، رئيس كوبا، تعيين سفير له في المملكة برتبة سفير مفوض فوق العادة، وهي أعلى مرتبة مقارنة بالسفير العادي. وكان بوغالب العطار قدم أوراق اعتماده كسفير مفوض فوق العادة للمملكة المغربية بكوبا في 29 يونيو من السنة الماضية. يأتي هذا التطور بعد إعلان المغرب في أبريل 2017 بنيويورك أنه تم توقيع بلاغ مشترك بين البعثات الدائمة للبلدين لدى منظمة الأممالمتحدة بنيويورك، يهم، على الخصوص، إعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء. وأضافت المملكة أن هذا القرار يندرج في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية من أجل دبلوماسية استباقية ومنفتحة على شركاء ومجالات جغرافية جديدة، مشيرا إلى أن الملك محمدا السادس أعطى تعليماته لفتح سفارة المملكة المغربية في هافانا قريبا. وبات المغرب، في السنوات الأخيرة، ينهج استراتيجية جديدة في العمل الدبلوماسي؛ فقد انتقل من خيار القطيعة الدبلوماسية و"الكرسي الفارغ" إلى سياسة الانفتاح على أعداء الأمس، بالتركيز على المنفذ الاقتصادي والتجاري لتقريب وجهات النظر المتباعدة في القضايا السياسية، وخصوصا في نزاع الصحراء.