انتقل إلى جوار ربه الأكاديمي المغربي بنيونس المرزوقي، يوم الإثنين 9 دجنبر 2024، إثر أزمة صحية مفاجئة.
وترك الراحل بصمة مميزة في مجال القانون الدستوري، وكان يعمل أستاذا بجامعة محمد الأول في وجدة وعضوا بارزا في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي.
ويعتبر المرزوقي من أبرز مؤسسي منظمة العمل الديمقراطي الشعبي في الثمانينيات، حيث ساهم في تأطير نقاشات عمومية وسياسية عديدة، مقدما إسهامات أكاديمية وكتابات غنية عبر مشواره الطويل. كما عُرف بمداخلاته الإعلامية المتميزة التي أثرت في المشهد العام بالمغرب.
ومنذ إحالته على التقاعد في 31 غشت 2024، أعلن الراحل عن انشغاله بتوثيق تاريخ كلية الحقوق وجامعة محمد الأول التي بدأ العمل فيها كأستاذ في أكتوبر 1979، تاركا وراءه مسيرة امتدت 45 عاما من التدريس والعطاء العلمي والسياسي.
أمين السعيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، قال إن المرزوقي يمثل نموذجا نادرا للأستاذ "الملتزم"، الذي لم يقتصر دوره على التدريس فقط، بل امتد إلى التكوين والتأطير داخل المجتمع.
وأشار السعيد في تدوينة حديثة على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك إلى أن المرزوقي شكل شخصية بارزة ومُلهمة لأربعة أجيال من طلبة القانون، الذين شغلوا فيما بعد مناصب أكاديمية وإدارية ومهنية وقضائية، واصفا إياه ب"الأستاذ العضوي" الملتزم بعطائه العلمي، وبصمته السياسية والفكرية التي امتزجت بالأخلاق والمهنية.
ونعى السعيد الراحلَ بالقول: "الأستاذ بنيونس المرزوقي في ذمة، إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمه الله وأكرم مثواه. فقدت الجامعة المغربية فقيها دستوريا ورمزا من رموز القانون الدستوري".
وبرحيل بنيونس المرزوقي، يفقد المغرب شخصية أكاديمية وسياسية قلّ نظيرها، قدمت تضحيات كبيرة في سبيل العلم والسياسة والعمل المجتمعي.