أطلقت أصوات حقوقية وبرلمانية وجمعوية بإقليمشفشاون، صرخة استغاثة، بعد تفشي داء "الحصبة" أو ما يعرف لدى عموم المغاربة ب"بوحمرون"، في مناطق ودواوير عدة بالإقليم، متسببا في سلب أرواح مصابين به، خاصة من فئتي الأطفال والتلاميذ. ووسط حديث عن ظور بؤرة، أثار انتشار هذا المرض شديد العدوى مخاوف الأهالي والمواطنين بشفشاون، مع الإعلان عن تسجيل وفيات بسببه في صفوف الأطفال خلال الأيام القليلة الماضية، وهو الوضع الصحي المقلق الذي يزيد من تأزمه إكراهات ترتبط بمحدودية العرض الصحي وضعف البنيى التحتية بالإقليم، ناهيك عن ندرة المصل وانتشار بعض المعتقدات الخاطئة بين الأسر، التي تحول دون الإقبال على التطعيم.
النائب البرلماني المنتمي إلى فريق الأصالة والمعاصرة عن دائرة شفشاون عبد الرحيم بوعزة، نقل هذا الوضع ضمن سؤال كتابي إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين التهراوي، مسجلا أنه "رغم المجهودات التي قامت بها مصالح وزارة الصحة على صعيد الإقليم، إلا أنها لم تستطع الحد من انتشار داء الحصبة الذي يقوض كل مجهودات الدولة في ضمان عدالة صحية ويحرم أطفال العالم القروي والمناطق النائية من حقهم في الرعاية الصحية التي ما فتئ الملك يوصي بها".
وطالب برلماني "البام" عبد الرحيم بوعزة، وزير الصحة، بالتعجيل بتنزيل التدابير اللازمة لتوفير العلاج اللازم للأطفال المرضى، مع تكثيف عملية التطعيمات الفعالة لمقاومة تفشي المرض أكثر، وضمان السيطرة على انتشاره بباقي جماعات إقليمشفشاون.
وبخصوص الجماعات التي تعرف انتشارا واسعا لهذا المرض، قال الحسن أقبايو، رئيس جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان، إن الأمر يتعلق بكل من بني رزين، بني سميح، باب برد، مثيوة، أوزكان وأونان، مشددا في تصريح ل"الأيام 24″ على أن الوضع يستدعي الرفع من درجة الاستنفار ومحاصرة الداء الفتاك الذي يهدد سلامة الصحة العامة، خاصة بالمناطق النائية التي يصعب على قاطنيها الولوج إلى الخدمات الصحية.
من جهته، قلّل الدكتور خالد أمل مندوب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليمشفشاون، من خطورة الوضع الصحي في ارتباط بانتشار داء الحصبة بالمدينة الزرقاء، على اعتبار أن عدد الوفيات الرسمية به لا يتعدى اثنين فقط، وفق تعبيره، محملا العائلات المسؤولية بتقاعسها عن تطعيم أبنائها.
وأفاد المندوب الإقليمي للصحة، في حديث مع "الأيام 24″، بأن مصالح الوزارة بشفشاون أطلقت بتنسيق مع السلطات المحلية، حملة للتلقيح الاستدراكي، استهدفت الأطفال ما بين 6 أشهر و15 سنة ب193 دوارا، مما مكن من تطعيم 4977 طفلا منهم، كما انتقلت إلى المؤسسات التعليمية وقامت بتلقيح 3653 تلميذة وتلميذ.
وبخصوص الحديث عن غياب الأمصال في المستوصفات والمراكز الصحية، أكد الدكتور خالد أمل أن وزارة الصحة قامت بتعميم اللقاح ضد "بوحمرون" على كافة التراب الوطني، بالمجان، لافتا إلى أن عزوف العائلات على تلقيح أطفالها يؤثر على الصحة العامة.