في خضم الأحداث المأساوية التي تعيشها مدينة ملقا الإسبانية وباقي المدن المجاورة لها، جراء تعرضها لعاصفة جوية جديدة من نوع "دانا"، عجت مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الفايسبوكية بأخبار تفيد تعرض المدن الشمالية المغربية الموجود على حدود البحر الأبيض المتوسط، لكارثة طبيعية نظراً لقربها من دولة إسبانيا.
وحسب مراقبون فإن "الحالة الجوية الحالية تتميز بتأثير منخفض جوي يعرف ب"دانا" فوق شبه الجزيرة الإيبيرية، مصحوبًا بكتل هوائية باردة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي"، مؤكدين على أن "هذا المنخفض تشكل نتيجة اندفاع كتلة هوائية باردة انفصلت عن التيار النفاث في تلك الطبقات، مما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي في جنوب إسبانيا".
وقال حسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، "إن هذه الحالة الجوية تسببت في هطول أمطار غزيرة وعواصف رعدية قوية نتيجة التقاء كتلة هوائية دافئة ورطبة قادمة من البحر المتوسط مع الهواء البارد في الطبقات العليا"، مضيفا أن "هذا التباين في درجات الحرارة والرطوبة ساهم في تكوّن تيارات هوائية صاعدة، وأدى إلى تساقطات كثيفة للأمطار، خصوصًا في مدينة مالقة التي سجلت 180 ملم من الأمطار خلال 24 ساعة الماضية".
وأضاف يوعابد، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "تأثير هذا المنخفض على بلادنا فهو أقل حدة، نظرًا لأن تأثيره الرئيسي يتمركز جنوب أوروبا، حيث يعبر السحب نحو المناطق الشمالية للبلاد. وقد شهدت هذه المناطق اليوم تساقطات مطرية ضعيفة بشكل عام".
وتابع المتحدث عينه أنه "خلال اليوم الخميس مع تحرك المنخفض غربًا نحو المحيط الأطلسي، سيؤثر على السواحل الأطلسية، حيث من المتوقع أن تشهد السهول الأطلسية الممتدة بين الجديدة والصويرة سحبًا مصحوبة بأمطار أو زخات رعدية قوية".
وزاد: "أما بقية السهول الأطلسية الشمالية فسيكون الطقس غائمًا مؤقتًا مع احتمال سقوط بعض القطرات المطرية المتفرقة. ستظل درجات الحرارة شبه مستقرة مع طقس بارد في مرتفعات الأطلس".
وأردف مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية أنه "خلال يوم الجمعة وخلال نهاية الأسبوع، سيتراجع تأثير هذا المنخفض الجوي مع ابتعاده نحو المحيط الأطلسي، إلا أن الطقس سيظل غير مستقر مع احتمال زخات رعدية على مرتفعات الأطلس والمناطق الجنوبية الشرقية للبلاد، بالإضافة إلى ارتفاع طفيف في درجات الحرارة".