باتت مسألة "تدريب الأطباء على الدفاع عن النفس في حالة تعرضهم لاعتداءات عنيفة" بالمستشفيات المغربية تطرح نفسها بقوة داخل الأوساط المهنية، غير أنه يبدو أن المشاكل القطاعية مع الحكومة تفرض نفسها أكثر من هذا الموضوع، في ظل نصف الاحتقان الذي يعرفه قطاع الصحة منذ الأيام القليلة الماضية، رغم توصل الوزارة المعنية إلى إتفاق مع التنسيق الوطني النقابي الصحي.
وحسب تصريحات صادرة عن قيادات نقابية، فإن أسباب هذه الظاهرة داخل المستشفيات المغربية راجع إلى عدم توفر الظروف المناسبة للتطبيب، وهو ما يدفع العديد من المواطنين إلى دخول في عراك مع الأطر الصحية، حيث أدت في بعض الحالات إلى وقوع وفيات في صفوف أطقم التمريض، وفق معطيات نقابية.
وعلى هذا النحو، عملت مجموعة من الدول الأوروبية والآسيوية من بينها ألمانيا والهند على تدريب الأطر الطبية بمختلف رتبهم على فنون القتال، وذلك بهدف الدفاع عن النفس في الأوقات الصعبة، حيث تعتبر بعض التنظيمات النقابية هذه الخطوة ليس كافية لمحاصرة هذه الظاهرة القطاعية.
وقال مصطفى جعى، الكاتب العام للنقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة، إن "مسألة تدريب الأطباء على الدفاع عن النفس في بعض الأنظمة الصحية فهي حديثة العهد ولكن محدودة شيئا ما، علما أن المؤسسات الصحية هدفها هو تقديم الخدمات الطبية، لكن في بعض الأحيان تتعرض الأطر الصحية إلى ممارسات عنيفة من قبل الغير".
وأضاف جعى، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "ظاهرة الاعتداء أو تعنيف الأطر الطبية تتداخل فيها العديد من العوامل والأسباب، رغم وجود قوانين زجرية تعاقب هذه الأفعال الإجرامية لكن تبقى غير كافية"، مشيرا إلى أن هذا "الأمر دفع مجموعة من الدول إلى تقديم حصص تدريبية للأطباء والممرضين بهدف الدفاع عن النفس في حالة الاعتداء".
وتابع المتحدث عينه أنه "فيما يتعلق بالوضع الحالي في المملكة المغربية يتطلب الحماية القانونية للأطر الطبية، وتوفير ظروف عمل جيدة للأطباء والممرضين، والحفاظ على حقوقهم المشروعة، لأن هذه الظاهرة فهي نتاج لغياب الظروف المواتية لممارسة المواطنين حقهم في التطبيب".
وأردف القيادي النقابي أن "هذه الظاهرة فهي نتيجة تقصير صادر عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، حيث وصل الأمر في بعض الأحيان إلى وفاة أحد الممرضين الذين يعملون في الصحة النفسية".
وزاد: "نطالب بتوفير رجال الأمن في المستشفيات الجامعية والإقليمية وأيضا في المستوصفات الصحية، وخاصة في المدن القروية"، مشددا على أن "تدريب الأطر الطبية للدفاع عن النفس ليس هو الحل الأنسب لتوقيف هذه الظاهرة".