عجز ميزانية المغرب بلغ 35.5 مليار درهم عند نهاية شتنبر 2024        حلف شمال الأطلسي: المغرب "فاعل لا محيد عنه" في مجال الأمن وشريك مهم جدا للناتو    200 مليون لمشاركة المحليين ب"الشان"    مركز ينادي بمناظرة وطنية للدبلوماسية الموازية في قضية الصحراء المغربية    اصطدام بين حافلة نقل عمال وسيارة نقل للأموال يخلف 24 مصابا بالفقيه بن صالح    عجز الميزانية في تفاقم مع وصوله إلى 35.5 مليار درهم "بسبب الدعم الاجتماعي"    أسماء بنات من القران        عزيز العامري: عازم على إعادة المغرب التطواني إلى سكة النجاح    الشعب المغربي يخلد الذكرى 49 لإعلان تنظيم المسيرة الخضراء    دعم مادي ومعنوي للفنانة الأمازيغية فاطمة تيسارت من وزارة الثقافة بعد نقلها لمستشفى الصويرة    ،توقيع إتفاقية توأمة بين مدينة الداخلة ومدينة كولومبوس الأمريكية    رئيس الحكومة عزيز أخنوش: المغرب تمكن من تصنيع سيارة في كل دقيقة خلال سنة 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية        اتحاد المحامين العرب يدين قرار محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة    ماسك يمنح 75 مليون دولار لحملة ترامب    الأرصاد الجوية: 2023 الأكثر حرارة بالمغرب.. الأمطار تراجعت ب48 في المائة    الانخفاض ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    نقل معتقل الحراك نبيل أحمجيق إلى سجن بوجدة استجابة لطلبه    الحكومة تبدأ خطوة تمرير قانون الإضراب    قصص الجثث المشرحة في كتاب طبيب شرعي بلجيكي تعيد الحياة إلى المطالعة    آيت الطالب من "جايتكس": الذكاء الاصطناعي يُحدث تحولا ثوريا في الرعاية الصحية    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    مندوبية التخطيط: 80,6 في المائة من الأسر المغربية تُصرح بتدهور مستوى معيشتها    بعد انفصاله عن الرجاء.. الجيش الملكي يضم بن ونيس إلى الجهاز الفني    رسميا.. الألماني توخل مدربا لمنتخب إنجلترا    شروط جديدة لاستيراد اللحوم الحمراء إلى المغرب    «ذهب أجسادهن» جديد عائشة بلحاج ضمن سلسلة إشراقات برعاية أدونيس    مهرجان سلا للسماع والتراث الصوفي دعامة للدبلوماسية الدينية والفكرية بأبعاد روحية وجمالية    قاضي التحقيق يأمر بإيداع مالك مجموعة "سيتي كلوب" السجن    إيران: "مستعدون لرد حازم على إسرائيل"    نقطة نظام .. النائبة البرلمانية النزهة اباكريم تطرح وضعية المواطنين بدون مأوى بجهة سوس    التوقعات الجوية المنتظرة ليوم غد الخميس    باريس سان جرمان يحتفي بالمطبخ المغربي    إسرائيل تضرب عشرات الأهداف لحزب الله    الناقد سينمائي واكريم يستعرض الجوانب الفنية لنجاح الفيلم السينمائي "على الهامش"    المغرب يحقق قفزة نوعية في تطوير قدراته العسكرية مع نجاح أول تجربة لطائرة بدون طيار محلية الصنع    البروفيسور عبد السلام الإدريسي ل"رسالة24″: تصنيفي كأحد أكثر العلماء تأثيرا هو ثمرة سنوات من العمل الجاد"    افتتاح المؤتمر الدولي للقيم والفنون بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة شعيب الدكالي    ثمانية منتخبات تضمن مقعدها في نهائيات كأس إفريقيا المقررة بالمغرب قبل جولتين من نهاية التصفيات    إطلاق قمر اصطناعي صيني جديد في الفضاء لرصد الكوكب    وليد الركراكي يشيد بأداء اللاعبين الجدد خلال مباراة إفريقيا الوسطى    جيتكس دبي.. آيت الطالب يكشف عن رؤية المغرب للتحول الرقمي في قطاع الصحة        رئيس الوزراء القطري: قاعدة العديد لن تُستخدم لأي هجمات على دول في المنطقة    رئيس البنك الدولي يحذر من تداعيات اقتصادية عالمية في حال توسع الصراع في الشرق الاوسط    مدرب إفريقيا الوسطى يستنجد بالمغرب    خنيفرة تستعد لاحتضان الدورة الخامسة لمهرجان إيزوران    صناعة التفاهة.. تهديد صامت للوعي الاجتماعي    الصحة العالمية: سنة 2024 شهدت 17 حالة تفش لأمراض خطيرة    دراسة: تناول كمية متوسطة من الكافيين يوميا قد يقلل من خطر الإصابة بألزهايمر    دراسة: الذكاء الاصطناعي ساعد في اكتشاف آلاف الأنواع من الفيروسات    أعراض داء السكري من النوع الأول وأهمية التشخيص المبكر    الملك محمد السادس: المغرب ينتقل من رد الفعل إلى أخذ المبادرة والتحلي بالحزم والاستباقية في ملف الصحراء    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد أسدرم تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعتداءات تنهال على "ملائكة الرحمة" .. صحة مبعثرة وكرامة مهدرة
نشر في هسبريس يوم 21 - 07 - 2018

في مشهدٍ لمْ يكن مألوفا من قبل داخل مستشفيات المملكة، مُمرضة بلباسِها المهني تدخل في عراكٍ مع أحد المواطنين ينتهي بنقل صاحبة "البذلة البيضاء" إلى قسم المستعجلات لإسْعافها، ومُمرضٌ آخر يظهرُ في شريط "فيديو" والدماء على وجهه يدعو زملاءه إلى إنقاذ حياته، بعدما أُصيب بجرحٍ غائر على مستوى رأسه، وشابٌ في العشرينيات يُعربد داخل إحدى المراكز الصحية مخلفاً حالة من الذعر في صفوف المرضى والأطباء.
"لا للعنف في المستشفيات"، "كرامتنا فوق كل اعتبار"، من بين شعارات جديدة أصْبحت تؤثث فضاءات احتجاج الأطباء والممرضين المغاربة بعد تزايد وتيرة الاعتداءات الجسدية واللفظية التي باتوا يتعرضون لها، خاصة في المناطق النائية التي تعرِفُ خصاصاً في الموارد البشرية والمُستلزمات الطبية، وهو ما يجعلُ أصحاب البذلة البيضاء في مواجهة مباشرة مع المواطنين الغاضبين.
ويتعرّض الأطباء والممرضون في الآونة الأخيرة لاعتداءات غير مسبوقة، آخرها الهجوم الذي كاد أن يودي بحياة ممرض في إقليم آيت أورير من قبل أحد الأشخاص، الذي أصابه بجرح غائر على مستوى الوجه، وهو ما اعتبره زملاؤه في العمل "تعسفا مجانيا ومباغتا".
وتطالب الفعاليات النقابية الصحية الوزير المعني بالقطاع، أناس الدكالي، بالتدخل الفوري من خلال توجيه مذكرة إلى كل المديريات والمستشفيات بخصوص ضمان الحماية الفعلية اللازمة للأطر التمريضية أثناء مزاولة واجبها المهني، والتعامل بحزم مع الموضوع من أجل ردع المعتدين، ووضع إدارات هذه المؤسسات الصحية رهن إشارة كافة المرضى والمرتفقين وسطاء على غرار الدول المتقدمة في المجال الصحي لاستقبالهم والاستماع إلى شكواهم.
مقاضاة المعتدين
أمام تزايد الاعتداءات التي تتعرض لها الأطر الصحية والإدارية والتقنية العاملة بالمؤسسات الصحية، والتي أصبحت تُبث بالصوت والصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، آخرها الاعتداء الذي تعرض له ممرض أثناء مزاولة عمله بمستعجلات القرب بالدائرة الحضرية لأيت أورير، دعتْ وزارة الصحة أطرها إلى مقاضاة المعتدين، مستنكرة ما تتعرض له البنيات التحتية والتجهيزات البيو-طبية المكلِّفة من كسر وإتلاف نتيجة تصرفات عنيفة ولا مسؤولة.
وأعلنت وزارة الدكالي أنها "لن تسامح ولن تتساهل مع أي شخص تسول له نفسه، ومن أي موقع كان، التطاول أو إهانة الأطر الصحية أو الاعتداء على المؤسسات الصحية بالتخريب أو الإتلاف أو النهب"، مؤكدة أنها "تضع رهن إشارة جميع المتضررين كافة أشكال المؤازرة القانونية الجاري بها العمل في متابعة المعتدين".
وشددت الوزارة في بيان توضيحي، توصلت به جريدة هسبريس، على أنها "لن تدخر جهدا في الدفاع عن كرامة نساء ورجال الصحة، الذين يقدمون خدمات إنسانية نبيلة، ويشتغلون، رغم قلة عددهم، في ظروف قاسية، ليل نهار وعلى مدار الأسبوع، لضمان سير المرفق العمومي وتوفير الخدمات الصحية للمواطنات والمواطنين".
فشل المنظومة
الحبيب كروم، رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، سجَّل أن "الوضع الذي يشتغلُ فيه الممرضون والأطباء مزرٍ ومتفاقم؛ حيث يتواجدون في الصفوف الأمامية نظرا لطبيعة عملهم ومهامهم على مدار الساعة في ظروف شاقة محفوفة بعدة مخاطر، في ظل الخصاص المهول في الموارد البشرية والنقص في التجهيزات والمستلزمات الطبية وغياب أو قلة بعض الأدوية، إضافة إلى ساعات العمل الطويلة".
وأورد المسؤول النقابي في تصريح لهسبريس أن "الممرضين يعملون في بيئة غير آمنة محفوفة بالمخاطر والتهديدات والاعتداءات المتكررة أثناء تأدية واجبهم المهني والإنساني، كما وقع بمصلحة طب الأطفال بالمستشفى الإقليمي بتاونات حيث تعرضت "أ. ج"، الممرضة الرئيسية، لاعتداء جسدي ونفسي يعتبر ترجمة لفشل المنظومة الصحية".
وطالب المتحدث ذاته وزارة الصحة بتحمل مسؤوليتها في حماية حقوق الممرضين وتقنيي الصحة الذين يتعرضون للإهانة والاعتداء، وضرورة القيام بإجراءات صارمة وفاعلة ضد كل من سولت له نفسه الاعتداء على الأطر الصحية أثناء مزاولة مهامها، مع القيام بالإجراءات المطلوبة لمتابعة المعتدين قضائيا.
حالة حرب
منأرجع المنتظر العلوي، رئيس النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، في تصريح لهسبريس، أسباب ارتفاع وتيرة الاعتداء على "ملائكة الرحمان" إلى "التخبط الذي يعرفه قطاع الصحة في المغرب"، موضحا أن "الأطباء يعملون في ظروف يرثى لها، وهم يتحملون مسؤولية رعاية المرضى وإنقاذ أرواح المواطنين، لكنهم لا يستفيدون من أي اعتبار أو اعتراف مادي أو معنوي من طرف الوزارة الوصية".
وقال المسؤول النقابي إن "هذه الاعتداءات باتت تأخذ أشكالا مختلفة لكنها تحمل التذمر والسخط نفسه من المنظومة الصحية؛ إذ إن المرتفقين يحمّلون المسؤولية الكاملة للطبيب على اعتباره أنه دائما ما يكون في الواجهة الأمامية"، مضيفا: "يجب ردع هذه التجاوزات التي تكون مبالغا فيها في بعض الأحيان".
ودعا العلوي وزير الصحة إلى "تحمّل مسؤوليته لأنه لا يُوفر المستلزمات الطبية الضرورية للأطر الصحية؛ الشيء الذي يحول دون الاستجابة لمتطلبات المرضى المغاربة"، مشيرا إلى أن "الأطباء يعيشون حالة حرب"، معتبرا أن "المستشفيات أصحبت ساحة عراك مفتوحة بين الأطباء والمرتفقين، وهذا يسيء إلى القطاع برمته".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.