أفادت تقارير متطابقة، أن القوات المسلحة الملكية المغربية، باتت على أهبة الإستعداد أكثر من أي وقت مضى لأي مواجهة عسكرية محتملة ضد جبهة البوليساريو، حيث تم تحريك عدة أليات عسكرية وأفراد من القوات الخاصة صوب مناطق التماس على طول الجدار الأمني، وذلك بعد الإستفزازت الأخيرة التي أقدمت عليها البوليساريو المتمثلة في تشييد خيام في الشريط العازل وإجرائها إنزالًا عسكريا بالمنطقة المحاذية "المحبس" التي تعتبر منطقة مغربية تابعة لمحافظة أسا الزاك بالجنوب الشرقي للبلاد. وحسب ذات المصادر فإنه وفي ظل هذا الاستفزاز الجديد، صدرت أوامر عليا للجيش المغربي برفع حالة التأهب إلى درجاتها القصوى، تحسبا لأي مواجهة محتملة قريبة، خصوصا بعد التأكيد الرسمي الذي صدر أمس الأحد على لسان وزير الخارجية ناصر بوريطة، ورئيسي غرفتي البرلمان بكون المغرب لن يقف مكتوف الأيدي وسيرد بحزم إن لم تتدخل الأممالمتحدة وتضع حدا لتجاوزات البوليساريو. التهديد المغربي هذا يأتي، حسب "الصحراء زووم"، كردة فعل في حال عدم تدخل الهيئات الدولية المعنية بتسوية ملف الصحراء، ولن يكون متساهلا خصوصا وأن مثل هذه التصرفات التي دأبت البوليساريو على تنفيذها قبل مناقشة التقرير السنوي لمجلس الأمن شهر أبريل بدءا بأزمة الكركرات، بحيث تتنافى هذه التحركات والالتزامات الدولية الموقعة بين الطرفين في هذا الإطار. وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، قد شدد، على هامش اللقاء الذي خُصص لإطلاع نواب الأمة على تطورات المنطقة العازلة في شرق المنظومة الدفاعية للمملكة، على أن المغرب لن يقبل بهذا الأمر، مؤكداً أن المملكة تتحرك دبلوماسياً ليس من أجل المهادفة بل لإثارة الانتباه إلى أن هذه الأمور الخطيرة. كما حذر عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، في رسالة بعث بها إلى رئيس مجلس الأمن غوستافو ميازا كوادرا، من أن تحريك أي بنية مدنية أو عسكرية أو إدارية أو أيا كانت طبيعتها للبوليساريو من مخيمات تندوف في الجزائر إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية، تشكل "عملا مؤديا إلى الحرب".