بالرغم من وجود صور تظهر إقدام عناصر من جبهة البوليساريو على اقتحام المنطقة العازلة قرب المحبس وتشييد عديد من الخيام، قالت منظمة الأممالمتحدة إن فريقها الأممي الموجود بالأقاليم الصحراوية "لم يلحظ أي تحرك عسكري بالمناطق العازلة". ستيفان دو جاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام الأممالمتحدة، ردّ، خلال الندوة الصحافية الدورية المنعقدة مساء الاثنين بمقر المنظمة بنيويورك، ببرودة تامة على احتجاج المغرب من استمرار عمليات التوغل العسكري في المنطقة العازلة، حيث قال جواباً عن سؤال الصحافة: "نعم لديّ معلومات.. زملاؤنا في بعثة المينورسو لم يلاحظوا أي حركة لأي عناصر مسلحة شمال هذا الإقليم، المينورسو تُواصل مراقبة الوضعية عن كثب". جواب منظمة الأممالمتحدة، المرتقب أن يثير غضب الدبلوماسية المغربية، يأتي في وقت أكدت فيه مصادر إعلامية قريبة من "الجبهة" أن "نحو 14 عنصرا مسلحا تابعين للبوليساريو دخلوا المنطقة على متن أربع سيارات من نوع جيب، فقاموا بنصب خيام وتمركزوا فيها لما يناهز ساعة كاملة قبل أن يغادروا المكان ويسحبوا آلياتهم بعدما نصبوا خيامهم". كما أظهرت صور لمجموعة شبابية محسوبة على جبهة البوليساريو تدعى "صرخة ضد الجدار" تنظيم وقفة احتجاجية يوم 31 مارس الماضي، رفقة أجانب، نددوا فيها باستمرار هذا الجدار الأمني. وكان عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، قد أكد، في رسالة بعث بها إلى غوستافو ميازا كوادرا، رئيس مجلس الأمن، من أن تحريك أي بنية مدنية أو عسكرية أو إدارية أو أيا كانت طبيعتها للبوليساريو من مخيمات تندوف في الجزائر إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية تشكل "عملا مؤديا إلى الحرب". وحرص هلال على التأكيد، في هذه الرسالة، على أن "هذا العمل غير القانوني للأطراف الأخرى يهدد بشكل خطير المسلسل السياسي الأممي، الذي يعمل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص، دون كلل، من أجل إعادة إطلاقه. فبانتهاكاتهم المتكررة، يقول هلال، التي تمتد الآن إلى عدة مناطق شرق الجدار الأمني الدفاعي في الصحراء المغربية، تهدد الأطراف الأخرى بشكل جدي أي فرصة لإعادة إطلاق العملية السياسية". وردت جبهة البوليساريو برسالة مماثلة وجهتها اليوم الثلاثاء إلى رئيس مجلس الأمن، زعمت فيها أنها "لم تقم بخرق اتفاق وقف إطلاق النار". وقال التنظيم الانفصالي على لسان البخاري أحمد، ممثله بالأممالمتحدة، "إن جبهة البوليساريو تدحض بشكل قاطع جميع الادعاءات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة والتي أدلى بها ممثل المغرب لدى الأممالمتحدة فيما يتعلق ببنود وقف إطلاق النار الذي تشرف عليه الأممالمتحدة في الصحراء الغربية والاتفاق العسكري ذي الصلة رقم1 وكذا الوضع الحالي على الأرض في الإقليم".