أعاد استشهاد رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يحيى السنوار، الحديث عن مدى قدرة الحركة على تجاوز تأثيرات الضربات الموجعة التي تتلقاها جراء استهداف قادتها السياسيين والعسكريين، والحفاظ على نفس زخمها في إدارة المعركة سواء الميدانية في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي أو مفاوضات التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
أستاذ العلوم السياسية، إسماعيل حمودي، أكد أن الحركات التحررية دائما ما تتعرض لمثل هذه الضربات المؤلمة، مبينا أن الدراسات التي أجريت على الحركات التحررية التي تكون في مواجهة الاستعمار، أثبتت أنه غالبا ما تفقد قياداتها ورموزها ولكن لا تفقد قوتها.
وأضاف حمودي، في حديث ل"الأيام 24″، أنه رغم الضربات التي تتعرض لها حركات المقاومة الفلسطينية، فإن "استشهاد القيادات يشكل وقودا للمعركة، يزيد الحركة المقاومة إصرارا وتصعيدا"، مبرزا أن "استشهاد القادة يغذي مسار الحركة ويعزز شرعيتها أكثر وسط جماهيرها، ويؤكد عدالة قضيتها خصوصا عندما نكون أمام حركات مقاومة تناضل ضد مستعمر محتل".
ويرى حمودي، أن القول بنهاية حركات المقاومة جراء استهداف قادتها "محاولة لتشتيت الانتباه وللتشويش على حركات المقاومة وقادتها"، مشددا على أن "حركة حماس أكبر من السنوار ومن هنية، وقد فقدت العديد من قادتها ولكنها بقيت مقاومة وصلبة في الميدان".
وسجل أن استشهاد السنوار ضربة مؤلمة لحركة "حماس"، مستدركا: لكنه سيعزز صمود الحركة ويقوي عضدها في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وأردف أن كل هذه التضحيات التي تقدم هي وقود للمعركة الطويلة مع الاحتلال الصهيوني.
واعتبر حمودي، أن استشهاد السنوار في ميدان المعركة يُكذب الادعاءات المغرضة التي كانت تزعم بأن قادة المقاومة يقودون المعركة من الخلف داخل الأنفاق عبر استعمال دروع بشرية للأسرى الإسرائيليين.
وتابع أن استشهاد السنوار في ميدان المعركة يؤكد أصالة الحركة وأصالة قادتها على اعتبار أنهم أول من يستشهدون ويضحون، ملفتا إلى أن "هذا الأمر يعطي الشرعية أكثر للحركة ويقوي الاحتضان الشعبي لها ويعطيها عمرا مديدا".
وأشار حمودي، إلى أنه رغم أن السنوار قائد سياسي، لكنه بالأساس قائد أمني وعسكري وميداني، ولم يكن يُتصور إلا أنه يوجد في ساحة المعركة، مبرزا أنه "استشهد من أجل الأهداف والمثل والغايات التي يستشهد من أجلها الشعب الفلسطيني".