استبعد إسلاميون مغاربة بارزون التكهنات التي راجت، مرة أخرى، بعد اغتيال مهندس عملية "طوفان الأقصى"، يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بخصوص إمكانية "تراجع المقاومة واستسلامها والإفراج عن الرهائن لديها"، معتبرين أن "استشهاد القائد لن يزيد المقاومة إلا تشبثا بمبدأ تحرير الأرض". ورفض هؤلاء الإسلاميون القادة في حركات سياسية ودينية معروفة بالمملكة المغربية، أي "توقع يمكن أن يُثار حول رفع المقاومة الفلسطينية راية الاستسلام"، مشددين على أن "تكهنات من هذا القبيل كانت حاضرة كل مرة منذ استشهاد القائد الروحي مؤسس الحركة أحمد ياسين"؛ فالمقاومة بالنسبة لإسلاميي المغرب "لا يحدها شيء، مادامت مشروعة"، بتعبيرهم. "مقاومة راسخة" أوس الرمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، اعتبر أن "استشهاد القائد المقاوم يحيى السنوار لن ينهي المقاومة ولن يدفع حماس إلى الاستسلام، فهو ليس أول قائد ميداني وسياسي محنك يتم اغتياله، ومع ذلك ظلت المقاومة فكرة وروحا تسريان في عروق أبناء فلسطينالمحتلة"، مضيفا: "هكذا تحمس كثر بعد استشهاد أحمد ياسين، وانتشى العالم المتخاذل متصورا أن المقاومة ستزول، لكن كل مرة يتبين أن الآيل إلى الزوال هو الاحتلال والظلم". واختار الرمال أن يدعو ب"الرحمة والمغفرة للسنوار وعبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل هنية وجميع الشهداء من المقاومة الفلسطينية بلا استثناء"، معتبرا أن "الطغيان الذي يمارسه الكيان الصهيوني الغاشم لن يبقى. أما المقاومة ستبقى ولن ترفع راية الاستسلام مهما حدث"، وزاد: "ما وصل إليه العقل الصهيوني المتطرف من إجرام في غزة ولبنان لا يعجل إلا بنهايته التي لن تتأخر. والنصر آت بإذن الله". وشدد القيادي الإسلامي ذاته، في تصريح لهسبريس، على أن "الزعامة ستنتقل إلى قيادي آخر في الحركة، والسنوار نال شرف الاستشهاد، وكان مستعدا للشهادة ومنتظرا لها"، مسجلا أن "الكيان الصهيوني اغتاله صدفة، ولم يحقق شيئا على الأرض سوى التقتيل والتخريب والتدمير والتنكيل بالمدنيين، فقد مرت أكثر من سنة والمقاومة صامدة ومتراصة. فلسطين ستتحرر، وكلما قُتل قائد ظهرت قيادات أخرى أشد بأسا". "ثبات ميداني" محمد الرياحي، القيادي بالعدل والإحسان الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، قال إن "الشهيد يحيى السنوار كان قائدا ليس فقط لحماس بل لجميع حركات المقاومة والحركات التحررية في منطقة الشرق الأوسط"، مضيفا أن "استشهاده فند الرواية الإسرائيلية منذ بداية الحرب بأن القائد الميداني السنوار يختبئ في الأنفاق ويحتمي بالأسرى الصهاينة. والحقيقة أنه كان شجاعا مغوارا يتقدم الصفوف". وأورد الرياحي، في تصريح لهسبريس، أن "حركة حماس ليست مرتبطة بالأشخاص فحسب، وإنما هي فكرة ومشروع يدل على خيار التحرير والمقاومة. وبالتالي، فإن أي قائد يُغتال سيخلفه قادة آخرون"، مواصلا بأن "هذه التجربة هي تجربة مجموع حركات المقاومة والحركات التحررية في العالم. هذه الحركات إذا لم تُقصمها الضربات فإنها تقويها وتزيد انتشارها وثباتها ورسوخها في عقول الأجيال". واعتبر القيادي الإسلامي أن "ما قدمته المقاومة خلال عام أمر منقطع النظير، كونها ما زالت ثابتة وصامدة في رقعة جغرافية ضيقة جدا"، مبرزا أنها "ما زالت تعطي دروسا في الصمود والثبات، بالرغم من أننا نتكلم عن قطاع غزة الصغير والمحاصر جوا وبرا وبحرا لأكثر من 15 سنة. هذا القطاع صار أكبر صيتا وأعطى العالم دروسا في الصمود في مواجهة جيش كبير وقوي ومسلح بأعتى وسائل القتل والتدمير". "تعزية البيجيدي" حزب العدالة والتنمية بالمغرب قال بدوره إنه تلقى "خبر استشهاد القائد المجاهد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية"، مضيفا أن الحزب تختلجه "مشاعر الألم على فقدان هذا الفذ"، وزاد: "نشعر في نفس الوقت بالاعتزاز والامتنان بما قدمه هو وإخوانه في حماس والقسام للقضية الفلسطينية، وبالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية في مواجهة الغطرسة الصهيونية، وآلتها الإجرامية المدعومة من طرف الإدارة الأمريكية والغربية". وأورد البلاغ الممهور بتوقيع الأمين العام عبد الإله بنكيران: "إننا إذ نعزي أنفسنا أولا، ونتقدم بأحر تعازينا للشعب الفلسطيني المقاوم، وإلى الإخوة في حركة حماس وفي القسام، وكل الحركات الفلسطينية وفصائل المقاومة الفلسطينية، فإننا على يقين بأن الشعب الفلسطيني الشقيق سينال حقوقه كاملة عاجلا أم آجلا، بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، مهنئاً "الشهيد بإذن الله تعالى على الشهادة التي توجت مسيرته في النضال والجهاد". وزاد بنكيران أن السنوار قُتل "وهو في الجبهة الأمامية للجهاد، مقبلا غير مدبر، يقاوم ويقاتل بشجاعة وفي الميدان جيش الاحتلال الصهيوني"، موردا أن هذه "مناسبة لنذكر العدو الصهيوني بأن استشهاد القائد المجاهد يحي السنوار، وإخوانه الذين سبقوه، لن يوقف مسيرة النضال والجهاد على طريق تحرير فلسطينوالقدس والأقصى، واسترجاع الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف أو النسيان".