شارك آلاف الفلسطينيين، أول أمس، يتقدمهم وزراء ونواب في غزة، في جنازة القيادية في حركة “حماس" عضو المجلس التشريعي مريم فرحات “أم نضال" المعروفة شعبياً بلقب “خنساء فلسطين". وقالت الكتلة البرلمانية التابعة لحركة “حماس"، في بيان، على موقعها الإلكتروني، إن فرحات (64 عاماً) توفيت خلال تلقيها العلاج في مستشفى الشفاء في غزة بعد 24 ساعة من عودتها من رحلة علاج طويلة في مصر. و»أم نضال» هي أرملة وأم لستة أبناء وأربع بنات. ولقبت فرحات بلقب “خنساء فلسطين" إثر استشهاد ثلاثة من أبنائها كانوا أعضاء في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة “حماس"، فضلاً عن استشهاد زوج إحدى بناتها، فيما أفرج عن أحد أبنائها من سجون الاحتلال الصهيوني عام 2005 بعد اعتقال استمر 11 عاماً. واشتهرت “أم نضال" بصورتها وهي تجهز ابنها الشهيد محمد (17 عاماً) وتوصيه بالشجاعة وعدم التراجع، قبيل خروجه في عملية استشهادية ضد مستوطنة قبل الانسحاب “الإسرائيلي" العسكري من قطاع غزة في خريف العام 2005. وتعتبر «أم نضال» هي الأم الروحية للشباب المقاومين من كتائب القسام، حيث كانت تتفقدهم كل ليلة وهم مرابطون على الثغور وتقدم لهم الطعام والشراب وتدعو لهم بالخير، فيما قامت الطائرات الحربية الصهيونية بقصف منزلها لأكثر من أربع مرات منفصلة. وفي عام 1992م آوت أم نضال في بيتها، الشهيد المقاوم الذي وصفه الصهاينة «بذي الأرواح السبعة»، القائد عماد عقل قائد الجناح العسكري لحركة حماس آنذاك، حيث استشهد في منزلها في 24 نونبر لعام 1993، بعد أن تحول إلى جبهة مفتوحة بينه وبين ما يزيد عن مائتي جندي صهيوني قبل اقتحامهم المنزل واستشهاد عماد عقل. وفي مطلع العام 2002 ظهرت أم نضال فرحات كأول أم فلسطينية عربية في شريط فيديو وهي تودع نجلها الشهيد القسامي «محمد» لتنفيذ عملية في مغتصبة «عتصمونا»، حيث تمكن من قتل وإصابة عدد من الجنود الصهاينة. واغتالت قوات الاحتلال نجلها البكر نضال في العام 2003، وكان يعد أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام، وهو أحد المهندسين الأوائل لصواريخ المقاومة. كما اغتالت طائرات الاحتلال في العام 2005 ابنها الثالث الشهيد رواد بعد قصف سيارته في مدينة غزة. وتعتبر «خنساء فلسطين» أحد أعلام الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في فلسطينالمحتلة. وشهدت جنازة “أم نضال" حضوراً كثيفاً لمسلحين من كتائب القسام بالزي العسكري. ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية “أم نضال" بأنها كانت هدية من السماء إلى الأرض. وأكد، خلال كلمة تأبين المناضلة «فرحات» ظهر أول أمس، تمسكه بطريق المقاومة والجهاد على درب «خنساء فلسطين». وقال هنية إن تاريخ أم نضال سيتداوله الأجيال جيلاً بعد جيلاً، على خلاف أناس يموتون ولا أحد يذكرهم, مشيراً إلى أن بيتها كان دائماً مسرح لعميات المقاومة والتي كان من أبرزها حادثة استشهاد القائد القسامي عماد عقل. وأوضح أن فرحات كانت دائماً في حاجة الناس وخدمتهم، وقال: «أم نضال كانت تستمع لحاجات الناس وتوصلها للمسؤولين وأصحاب الاهتما