لم يكن مهشّم رؤوس المشردين يعلم أنه وهو في طريقه إلى البحث عن ضحية أخرى جديدة سيقع في قبضة الأمن وسيتم تكبيل يديه بالأصفاد.. الجريمة اللغز التي حيرت عناصر الشرطة القضائية التابعة لمفوضية الأمن الوطني بآيت ملول، قبل فترة وبعد أن كانت تسارع الزمن لفك شيفرة سلسلة من الجرائم المتتالية المرتكبة في حق ثمانية من المشردين، وضعت يدها على الفاعل الحقيقي. الزمان: يوم أمس السبت، المكان: مدينة أولاد تايمة التابعة لحاضرة سوس وبعد أن كان مهشّم الرؤوس يتهيأ للعودة إلى مدينة إنزكان على متن سيارة أجرة كبيرة طمعا في الترصد بضحية أخرى.. حاجز مروري أربك كل خططه، خاصة بعد أن طلب رجل أمن من سائق السيارة بأن يقف جانبا وهنا اكتشف أمره بمجرد أن طأطأ رأسه، قبل أن يتبين أنه هو المبحوث عنه بعد أن صدرت مذكرة بحث في حقه منذ فترة خلت ليتم اقتياده إلى مفوضية الأمن بالمنطقة للبحث معه في المنسوب إليه جملة وتفصيلا.
مرتكب الجرم، كان يتربص بضحاياه من المشردين ويضع نصب أعينه المنعزلين منهم وذوي البنية الضعيفة، حيث أحدثت جرائمه ذعرا رهيبا بإنزكان وضواحيها منذ شهر يناير المنصرم وتناقلتها الألسن في تساؤل عن الفاعل.. من هو وما هي دوافعه الخفية؟.
كان يقتنص ضحاياه عندما يرخي الليل سدوله ويقوم بقتلهم عن طريق تهشيم رؤوسهم بواسطة صخرة كبيرة وهم نيام ويعاود الكرّة مرة أخرى وأسلوبه في القتل يسير على هدي سيناريو واحد دون أن يتزحزح عنه.
وبعد أن كان الفاعل مجهولا قبل فترة، تقاسمت المديرية العامة للأمن الوطني وبعد إلقاء القبض عليه معلومات عنه، ليتبين أنه سليل مدينة بني ملال وفي 29 من عمره وله سوابق عدلية.
وإلى حدود كتابة هذه الأسطر يخضع لتدبير الحراسة النظرية الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة تمهيدا لتقديمه بين أنظار العدالة بعد استكمال إجراءات البحث التمهيدي للتعرف على ملابسات وظروف ارتكابه لمختلف الأفعال الإجرامية المتسلسلة.