لم يكن قاتل المتشردين بالتسلسل ومهشم رؤوسهم بحجارة كبيرة على علم بما سيقع له، وهو في طريقه لتصيد ضحية أخرى من أجل استئناف جرائمه، حيث تم تكبيل يديه بالأصفاد بعدما أوقعه سد قضائي بمدخل مدينة أولاد تايمة، في قبضة الأمن. وقد اعترف المتهم/المتشرد المنحدر من بني ملال للمحققين، بكونه كان يستأجر سيارة أجرة كبيرة للعودة من أولاد تايمة إلى إنزكَان للإطاحة بضحية أخرى، في سياق مشروعه العدواني الذي بدأه منذ مدة، بعدما حصدت يداه رؤوسا هشّمها بواسطة حجر كبير بجنبات واد سوس بإنزكَان وأيت ملول والقليعة وأولاد تايمة. وكان يتهيأ للعودة إلى مدينة إنزكان على متن سيارة أجرة كبيرة لكن حاجزا مروريا أربك كل خططه، خاصة بعد أن طالب رجل أمن سائق السيارة بالتوقف جانبا، وهنا اكتشف أمره بمجرد أن طأطأ رأسه، قبل أن يتبين أنه هو المبحوث عنه إثر صدور مذكرة بحث في حقه منذ فترة خلت، ليتم اقتياده إلى مفوضية الأمن بالمنطقة للبحث معه في المنسوب إليه جملة وتفصيلا، حيث أفضت التحقيقات إلى تورطه في الجرائم المرتكبة خاصة أن الخبرات الجينية التي خضع لها كشفت عن تطابق عينات حمضه النووي مع تلك المرفوعة من الآثار والأدلة المادية التي وجدت في مسرح الجريمة وخاصة على جثتين. وخلص التحقيق في النهاية إلى أن المتهم كان يتربص بضحاياه ليلا عندما يخلدون للنوم، بحيث يعتمد في القتل على الطريقة نفسها ويهوي عليهم بحجر كبير لا يترك للضحية أية فرصة في النجاة، ولما استساغ هذا الفعل الإجرامي أعاد الكرة ثمان مرات وفي أماكن مختلفة بسيناريو واحد دون أن يعدل عنه. كما انتهى التحقيق إلى أن سفاح المتشردين ارتكب سلسلة جرائم بالأسلوب نفسه، استهدفت أشخاصا يعيشون حالة تشرد، مما دفع البحث إلى تكثيف التنسيق بين عناصر الأمن والدرك الملكي للكشف عن جميع ظروف وخلفيات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية ورصد القضايا المماثلة التي ارتكبت وفق الأسلوب الإجرامي نفسه. وفي هذا الشأن حلت فرقة خاصة تابعة للدرك الملكي بشيشاوة، يوم الاثنين12 مارس 2018بأكادير، من أجل الاستماع لمهشم رؤوس المشردين على خلفية جريمة قتل راح ضحيتها متشرد آخر بالطريقة نفسها عثر عليه بنفوذ جماعة سيدي بوزيد بإقليم شيشاوة أواخر شهر نونبر الماضي، والضحية الذي عثر عليه يحمل آثار اعتداء على مستوى الرأس، بدليل أن الخبرة الطبية التي خضعت لها الجثة أكدت أنه تمت تصفيته بواسطة ضربة قاتلة على مستوى الجمجمة. هذا ولقيت صورة القاتل رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد عرضها على الانترنت، حيث حظيت بمتابعة كبيرة من طرف رواد الفيسبوك، إلى درجة أنه لا توجد صورة جنائية حصلت على مثل هذا الاهتمام من قبل. وباعتقال المتهم الرئيسي في تهشيم رؤوس المتشردين تكون مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي قد طوت صفحة جرائم فظيعة اهتز لها الرأي العام،على خلفية تسجيل ثمان جرائم قتل متطابقة، سبعة بمدينة أكادير وواحدة بشيشاوة، يتشابه فيها الأسلوب الإجرامي، سواء من حيث طبيعة الاعتداء أو أداة تنفيذه أو نوعية الضحايا الذين يعيشون جميعهم في حالة تشرد وبدون مأوى.