أفرزت أزمة الجفاف الناتجة عن التغيرات المناخية وقلة التساقطات المطرية، والتي خيمت لسنتها السادسة على التوالي وفق خبراء في المجال، مفاهيم جديدة وأفكار تتعلق بالقطاع الفلاحي، في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة المغربية تقنيات بديلة لتطوير مستوى الخدمات والانتاجية الموسمية.
هذه التقنيات والاكتشافات العلمية التي يوصي بها خبراء في مجال الفلاحة مازالت متأخرة نظرا لغياب الوعي الحداثي في ظل اعتماد أغلب المناطق والأراضي الزراعية على "الفلاحة التقليدية"، ونبذ جل أشكال التقدم والتطور التقني والرقمي.
وتساعد بعد العمليات والتركيبات الفلاحية على مسايرة الوضع المائي الحالي الذي أصبح يعرف إجهادا كبيرا، ما دفع مجموعة من المراقبين إلى المطالبة بضرورة استخدامها والاستعانة بها في هذه الظرفية الواعرة.
الخبير الفلاحي رياض وحتيتا، قال إنه "بعد ست سنوات من الجفاف برزت في الواجهة مفاهيم جديدة متعلقة بالمجال الفلاحي، حيث أصبحنا نتحدث عن الفلاحة البديلة وأيضا عن الفلاحة الرقمية، إضافة إلى الفلاحة المقاومة للمناخ والاقتصادية من الناحية المائية".
وأضاف وحتيتا، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "من بين الزراعات البديلة، يمكن الحديث عن عملية التشجير المتعلقة بالزيتون، إضافة إلى التين والخروب وأيضا فاكهة الرمان، زيادة إلى الزراعات الأخرى التي تعتبر أساسية كالبطاطس والبصل والطماطم".
وأوضح المتحدث عينه أن "هناك تقنيات بديلة كالبذر المباشرة الذي يمكن استخدامه في زراعة الحبوب، حيث يساهم في الحفاظ على التربة، لأن المملكة المغربية إلى حدود الآن مرت من نوعين من الجفاف، الجفاف المائي المتعلق بالأمطار والجفاف الهيدرولوجي المرتبط بضعف الفرشة المائية".
وسجل الخبير الفلاحي إلى أنه "إذا استمر المغرب في مسلسل الجفاف سيواجه أخطر جفاف وهو جفاف التربة، وأن تقنية البذر المباشر ستساعد على خصوبة التربة لأنه في حالة تدهور حالتها العادية يتطلب الأمر عشرات السنين من أجل إعادة استعمالها وارجاع خصائصها الفلاحية".
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن "العقلية الفلاحية تغيرت ووجب على المسؤولين تطوير التقنيات وإضفاء صبغة الحداثة عليها، لأن الوضع المائي الحالي لا يُبشر بالخير وأن نسبة استمرارية الجفاف مرتفعة جدا".