يشهد الجنوب الليبي، على مقربة من الحدود الجزائرية، في الآونة الأخيرة عملية حشد عسكري غير مسبوق، بين قوات حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وهو ما يثير قلقا لدى السلطات الجزائرية، خاصة فيما تعلق بتحركات قوات اللواء حفتر.
وأبدت الجزائر قلقها بشكل واضح، في وقت سابق، عندما استدعت سفير ليبيا لديها وأخبرته، على لسان وزير الخارجية أحمد عطاف، ب"خطورة الوضع وتداعياته على الجوار"، داعية الأطراف إلى "وقف كل مظاهر العسكرة التي تفتح باب الاقتتال بين الفرقاء".
فبالإضافة إلى المخاطر الأمنية والدخول في مواجهة مسلحة، والتي أظهرت الجزائر تخوفها منها، فهناك أمر آخر يفرض نفسه، وهو إمكانية إحداث واقع إقليمي عسكري وأمني جديد في المنطقة التي تشهد هذه التحركات، خاصة في المناطق الحدودية المشتركة بين الجزائر وليبيا، علما أن كل هذه الأحداث تأتي في سياق تشهد فيه حدود الجزائر مع مالي توترا واقتتالا عنيفا بين الفرقاء.
وتأتي هذه الأحداث المتزاحمة والمحمومة بالتوتر الشديد، في ظل استعداد الجزائر وانشغالها بالرئاسيات المرتقبة في شتنبر المقبل، وهو ما يجعل للتحركات العسكرية الليبية مفتوحة على عدة احتمالات قد تمتد تداعياتها إلى مختلف دول الجوار