تواصل جبهة البوليساريو الانفصالية رفع السلاح في وجه المغرب مهددة وحدة أراضيه، وهو ما كان محط تقرير حديث للأمم المتحدة الذي رصد تحركات الجبهة على مستوى الجدار الرملي، إذ كشف أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بأن استمرار التوتر والتصعيد يفرض تحديات أمام بعثة "المينورسو".
ووفق الوثيقة الأممية، تركزت معظم حوادث إطلاق النار عبر الجدار الرملي، التي أبلغ الطرفان البعثة بوقوعها، في شمال الإقليم بالقرب من المحبس، وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، قامت بعثة الأممالمتحدة، برفقة الجيش الملكي المغربي، بزيارة المواقع المجاورة للجدار الرملي التي زُعم وقوع هذه الحوادث فيها، ولاحظت في عدة حالات وجود آثار ذخائر الهاون المتفجرة.
وكشف تقرير الأممالمتحدة "مع ذلك، وبسبب بعض الشواغل الأمنية، جرت هذه الزيارات في كثير من الأحيان بعد عدة أيام من الحدث المزعوم، مما جعل التوصل إلى نتائج قاطعة أمراً صعباً"، وأضاف "خلص تحقيق أجرته البعثة إلى أنه في حادث وقع في 29 أكتوبر، أصابت قذائف شديدة الانفجار أطلقت من اتجاه شرقي منطقة يسكنها مدنيون في مدينة السمارة، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين.
ووفق غوتيريش، "ظلت البعثة تلاحظ ورود أنباء تفيد بشن مركبات جوية مسيرة عن بعد تابعة للجيش الملكي المغربي، غارات إلى الشرق من الجدار الرملي، وتمكنت من إجراء تحقيقات في المواقع المزعومة في مناسبات مختلفة، وفي بعض الحالات، أشارت تقارير إعلامية إلى وقوع خسائر في صفوف المدنيين نتيجة للغارات الجوية، وفي عدة مناسبات، لاحظت البعثة، من جانبها وقوع خسائر".
وقال غوتيريش ضمن خلاصاته "مازال يساورني قلق عميق إزاء التطورات في الصحراء الغربية، فقد أصبحت الحالة الراهنة المتدهورة مترسخة ويجب تصحيحها على وجه السرعة، لأغراضٍ منها تجنب أي تصعيد آخر".
وأضاف: "لا يزال استمرار الأعمال العدائية وعدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو يشكلان انتكاسة كبرى للمساعي المبذولة من أجل إيجاد حل سياسي لهذا النزاع الطويل الأمد، ولا يزال شن الغارات الجوية وإطلاق النار عبر الجدار الرملي يساهمان في زيادة التوترات، وفي هذا السياق، من الأهمية بمكان إعادة العمل بوقف إطلاق النار".