[email protected] تحصلت "گود" على النسخة المتقدمة من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو گوتيريش حول الحالة في الصحراء الغربية الاي تم توزيعها على أعضاء مجلس الأمن الدولي بتاريخ 2 أكتوبر الماضي. وقدم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو گوتيريش في التقرير بسطا حول التطورات الأخيرة للملف منذ صدور التقرير الماضي للأمين العام للأمم المتحدة الحامل للرقم (S/2022/733) قبيل مناقشات مجلس الأمن حول الملف في اكتوبر 2022. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في باب التطورات الاخيرة، أن "الحالة في الصحراء الغربية تتسم بالتوترات والأعمال العدائية المنخفضة الحدة بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو). وقد أدى الوضع السائد إلى تحديات كبيرة أمام عمليات البعثة، ولا سيما جهودها اللوجستية وإعادة الإمداد". وأضاف أنطونيو گوتيريش، أن معظم حوادث إطلاق النار قرب الجدار الرملي التي أبلغت بها الأطراف إلى البعثة متركزة في شمال الإقليم، بالقرب من المحبس، بحيث لم تتمكن البعثة في كثير من الأحيان من التأكد بشكل مستقل من عدد حوادث إطلاق النار المبلغ عنها وموقعها، وظل تأثيرها موضوعا لادعاءات متباينة من جانب الأطراف. وأردف گوتيريش أنه " بناءً على طلب الجيش الملكي المغربي وبمرافقته، منذ نوفمبر 2022، قامت البعثة بزيارة مواقع مجاورة لجدار الرملي حيث يُزعم وقوع مثل هذه الحوادث، ولاحظت في عدة حالات آثار ذخائر هاون منفجرة. ونظرًا للمخاوف الأمنية، غالبًا ما تتم هذه الزيارات بعد عدة أيام من الحدث المزعوم، مما يجعل التوصل إلى نتائج نهائية أمرًا صعبًا"، مضيفا أنه في دجنبر زعمت تقارير إعلامية أن الجيش الملكي المغربي كان يحشد المركبات والقوات بالقرب من قاعدته في بير أنزاران (حوالي 150 كيلومترًا من موقع الفريق أم دريغة و75 كيلومترًا من الجدار الرملي). ولم تكتشف دورية برية تابعة للبعثة وصلت إلى الموقع في 12 دجنبر أي علامة على تركز القوات أو المركبات، لكنها لاحظت وجود مهبط طائرات جديد يبلغ طوله 3.2 كيلومتر، إذ أكد تحليل صور الأقمار الصناعية أن مهبط الطائرات قد تم تشييده بعد استئناف الأعمال العدائية في عام 2020، كما لاحظت البعثة أيضًا مباني تبدو وكأنها حظائر طائرات، ومحيطًا محصنًا بما في ذلك أبراج الحراسة والجدران الخارجية، من خلال صور الأقمار الصناعية، بينما وطفي 22 دجنبر، أدت البعثة زيارة اتصال إلى القطاع الفرعي المعني بالجيش لإثارة هذه القضية، وأُبلغت أن مهبط الطائرات هو منشأة مدنية أنشأتها شركة مدنية، ولا يخدم أغراضاً عسكرية. وتابع أنه خلال زيارة الاتصال الأولى التي قام بها عناصر البعثة إلى القيادة الجنوبية للجيش الملكي المغربي في أگادير يومي 18 و19 يوليو 2023، استفسر قائد قوة البعثة المعين حديثًا عن مهبط الطائرات والتقارير الأوسع عن البناء العسكري في المنطقة، كما أشار المفتش العام المعين حديثًا وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش الملكي المغربي، محمد بريظ في رسالة إلى قائد قوة البعثة، في 2 غشت إلى أن بناء "المطار الجديد" بدأ في أبريل 2021 كجزء من المشاريع التنموية التي أطلقتها الحكومة المغربية. وأكد الأمين العام أن"مينورسو" واصلت تلقي تقارير عن غارات نفذتها مركبات جوية بدون طيار تابعة للجيش الملكي المغربي شرق الجدار الرملي، وفي 1 نونبر 2022، تلقت البعثة معلومات عبر جبهة البوليساريو ووسائل الإعلام المحلية تفيد بحدوث غارة جوية في منطقة معروفة بوجود عمال مناجم الذهب الحرفيين في ميجك، مما أدى إلى مقتل ستة مدنيين، حسبما ورد. وأفاد گوتيريش في النسخة المتقدمة من التقرير، أنه وفي 3 نونبر، زار فريق تحقيق تابع للبعثة الموقع حيث لاحظ بقايا متفحمة لخمسة أفراد ومركبة مدمرة، وأبلغ محاورون محليون من جبهة البوليساريو البعثة بأن شخصا سادسا أصيب في الغارة توفي في المستشفى في الزويرات، موريتانيا، مشيرا أنه وبحسب التقارير المحلية، أصيب أربعة أشخاص آخرين في الغارة، مبرزا أن البعثة توصلت أيضا إلى أن غارتين أخريين وقعتا في منطقة مجاورة حيث لاحظت البعثة تدمير مركبات، كانت إحداها تحمل لوحة تسجيل موريتانية، ولكن لم يبلغ محاورو جبهة البوليساريو المحليون عن وقوع وفيات. وإسترسل گوتيريش أنه بتاريخ 13 يناير 2023، زار فريق تحقيق تابع للبعثة موقع غارة جوية مزعومة وقعت في 12 يناير في تيفاريتي، ويُزعم أن أحد المدنيين قُتل فيها، وشاهد الفريق بقايا فرد ومركبة مدمرة، فيما بتاريخ 29 يناير، تلقت البعثة معلومات عبر جبهة البوليساريو ووسائل التواصل الاجتماعي تفيد بشن غارة جوية في 24 يناير في بير لحلو، يُزعم أنها أدت إلى مقتل ثلاثة أفراد من الجنسية الموريتانية، وفي فبراير، زار فريق تحقيق تابع للبعثة الموقع ولاحظ رفات ثلاثة أفراد إلى جانب مركبة مدمرة، كما تم العثور على تصريح استخراج بطاقة هوية موريتانية في مكان الحادث، مذكرا بدعوة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بتاريخ 27 دجنبر 2022 المنقبين عن الذهب الموريتانيين على "احترام القواعد التي تهدف إلى إنقاذ الأرواح وعدم تعريض أنفسهم للخطر". وأبرز الأمين العام أنه في 1 شتنبر زعمت التقارير أن غارة شنها الجيش الملكي المغربي بطائرة بدون طيار على بير لحلو أسفرت عن سقوط أربعة ضحايا، من بينهم قائد عسكري لجبهة البوليساريو، وفي 2 شتنبر أصدرت جبهة البوليساريو بيانا أعلنت فيه الحداد لمدة ثلاثة أيام على الضحايا. وقال گوتيريس أن زعيم جبهة البوليساريو بعث برسالتين إلى رئيس مجلس الأمن بتاريخ 14 أكتوبر (S/2022/797)، وإليه بعد ذلك في 17 يوليو 2023، اتهم فيها المغرب ب "ستخدام جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك طائرات بدون طيار، لقتل بقسوة ليس فقط العشرات من المدنيين الصحراويين، بل أيضا المدنيين من البلدان المجاورة أثناء عبورهم "عبر الإقليم. وأشار أنه وفي رسالة وجهها إليه بتاريخ 30 يونيو 2023، اتهم الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة بنيويورك جبهة البوليساريو بتطبيق أسلوب عمل جديد ولا سيما استخدام مركبات لا تحمل علامات مميزة، وإستخدام مقاتلين متنكرين في زي مدنيين لخداع وحدات الجيش الملكي المغربي وتشويه صورتهم في حالة وقوع إصابات"ط. وأكد گوتيريش أن جبهة البوليساريو تقطفرض مجموعة من القيود على حرية التنقل تمنع البعثة من الحفاظ على سلسلة آمنة وموثوقة من الخدمات اللوجستية والصيانة وإعادة الإمداد إلى مواقع أفرقتها شرق الجدار الرملي، موضحا أنه وفي رسالة موجهة إلى ممثله الخاص في 26 يناير، قالت جبهة البوليساريو بأن هناك "مخاطر متعددة مرتبطة بالحرب المستمرة من أجل أمن وسلامة أفراد البعثة" والتي "توفر أسبابا معقولة للاعتقاد بأن تسيير قوافل برية لا يزال أمرا بالغ الأهمية" محفوفة بالمخاطر وبالتالي غير مستحسنة في ظل الظروف الحالية". وكشف الأمين العام أنه في 17 مارس، عندما أصبحت احتياطيات الوقود في مواقع الأفرقة شرق الجدار الرملي حرجة، كتب ممثلي الخاص إلى الطرفين لإخطارهما باعتزام البعثة نشر قافلة برية من السمارة إلى المهيريز في 22 مارس، وكخطوة أخيرة اللجوء إلى إعادة إمداد مواقع فرقها ومواصلة عمليات البعثة شرق الجدار الرملي، مشددا أنه وفي نفس اليوم استجاب الجيش الملكي المغربي لدعم القافلة، وفي 20 مارس، كتب منسق جبهة البوليساريو مع البعثة إلى ممثله الخاص مؤكدا أن "اتخاذ أي إجراء من جانب واحد في تجاهل تام للمخاطر المتعددة المرتبطة بالحرب المستمرة في الإقليم من شأنه أن يشكل تهديدا خطيرا لأمن وسلامة أفراد البعثة". وقال گوتيريس، أن القافلة غادرت في 22 مارس، وعندما اقتربت القافلة من المهيرز، قام نحو 20 عنصرا مسلحا من جبهة البوليساريو بسد المسار وأوقفوا القافلة، مصرين على أنها لا تستطيع المضي قدما وعليها العودة إلى السمارة، مضيفا أنه وبعد مناقشات مع قائد المجموعة، أمضت القافلة الليل في الصحراء وعادت إلى السمارة في اليوم التالي، دون تسليم حمولتها إلى موقع الفريق المهيرز. وتابع الأمين العام للأمم المتحدة، أنه وبعد مشاركة رفيعة المستوى من جانب مبعوثه الشخصي وممثله الخاص وأعضاء مجلس الأمن، كتب إليه الأمين العام لجبهة البوليساريو في 29 مارس لإبلاغه بذلك، "كبادرة حسن نية للمساعدة في التغلب على بعض الصعوبات اللوجستية والتحديات التي كانت تواجهها البعثة، كانت جبهة البوليساريو على استعداد لتوفير ممر آمن، على أساس استثنائي ومؤقت، للبعثة لتسيير قافلة برية لوجستية لإعادة إمداد مواقع فرقها" شرق الجدار الرملي". وأوضح الأمين العام أنه في الفترة ما بين أبريل ويونيو، أجرت البعثة بعد ذلك خمس تحركات منفصلة لقوافل برية لإعادة الإمداد إلى مواقع أفرقتها شرق الجدار الرملي في أغوبطينيت والمهيريز وميجيك وتفاريتي لتوصيل الوقود وغيره من لوازم الصيانة والمعدات الهندسية، وفي 13 شتنبر، تمكنت قافلة إضافية من المضي قدمًا بعد مزيد من التواصل الدبلوماسي مع جبهة البوليساريو. وإسترسل گوتيريش، أنه في 27 أكتوبر 2022، ذكر الممثل الدائم للمغرب، في لقاء صحفي عقب اعتماد مجلس الأمن القرار 2654 (2022)، أنه إذا "أجبرت جبهة البوليساريو البعثة على الانسحاب" من شرق الجدار الرملي، "سيحق للمغرب إستعادة الجزء من الصحراء الذي تم تسليمه إلى المينورسو، فيما أشارت جبهة البوليساريو، في بيان صدر في نفس اليوم، إلى أن "التقاعس المستمر لمجلس الأمن (...) لا يترك للشعب الصحراوي أي خيار آخر سوى مواصلة وتكثيف كفاحه المسلح المشروع". وقال أنه في 6 نونبر، ألقى ملك المغرب محمد السادس خطابا بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء أبلغ فيه أن "طريق تزنيت-الداخلة في مراحله النهائية" وأن "بناء وتشغيل ميناء الداخلة الأطلسي الرئيسي سيبدأ قريبًا"، وذلك تزامنا ومواصلة جبهة البوليساريو الاحتجاج على أن هذه الاستثمارات تنتهك القانون الدولي. وأشار گوتيريش، أنه بتاريخ 1 دجنبر افتتحت جمهورية غواتيمالا قنصلية عامة في الداخلة، وفي رسالة موجهة إليه في نفس اليوم، وصفت جبهة البوليساريو هذا الإجراء بأنه "انتهاك خطير للوضع القانوني الدولي للصحراء الغربية باعتبارها إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي"، وأشارت إلى أنه "يقوض بشكل خطير احتمالات إعادة إطلاق عملية السلام التي تقودها الأممالمتحدة". وتطرق گوتيريش للعلاقات المغربية- الجزائرية، موضحا أنه لا يزال تدهور العلاقات بين الجزائر والمغرب يؤثر على الحالة في الصحراء الغربية، وفي 29 دجنبر صرح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في حديثه لصحيفة لو فيجارو الفرنسية، أن "الجزائر قطعت علاقاتها مع المغرب لتجنب الحرب". وتابع أنه في الفترة من 13 إلى 22 يناير 2023، عقدت جبهة البوليساريو مؤتمرها السادس عشر في مخيم اللاجئين بالداخلة، وانتُخب إبراهيم غالي أمينا عاما لجبهة البوليساريو لولاية أخرى بنسبة 69 في المائة من الأصوات، بعد أن واجه منافسا واحدا هو بشير مصطفى سيد، وفي 6 فبراير، كتب له الأمين العام لجبهة البوليساريو غالي أن "نتائج المؤتمر واستنتاجاته تعكس إجماع الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، على تكثيف النضال من أجل التحرير الوطني على جميع الجبهات لتحقيق تطلعاتهم المشروعة في الحرية والاستقلال"، وفي 8 مارس، كتب الممثل الدائم للمغرب إلى رئيس مجلس الأمن يشير فيه إلى أن "الحديث عن قرارات هذا "المؤتمر" المزعوم يعد إهانة لذكاء أعضاء مجلس الأمن". وخصص گوتيريش جزءا من التقرير لمناقشة برتوكول الصيد البحري الذي إنتهى في يوليوز، مشيرا أنه في 29 شتنبر 2021، أصدرت المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي حكما بإلغاء الاتفاق، حيث رأت أن إبرام الاتفاق "لا يمكن اعتباره بمثابة ضمان لموافقة شعب الصحراء الغربية"، كما ظل الحكم النهائي بشأن الاستئناف الذي قدمه مجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية معلقاً، بينما وفي 17 يوليو 2023، أصدرت جبهة البوليساريو بيانا وصفت فيه الاتفاق بأنه "انتهاك صارخ لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". وتطرق گوتيريش إلى الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، عندما قال أن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أعلن في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس في 17 يوليوز، قرار دولة إسرائيل "الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية" وأنها تدرس افتتاح قنصلية بمدينة الداخلة، وفي 19 يوليوز، بعث الملك محمد السادس برسالة إلى رئيس الوزراء نتنياهو يشير فيها إلى أن القرار "يؤكد من جديد استحقاق المغرب القانوني وحقوقه التاريخية التي لا تقبل الجدل في أقاليمه الصحراوية"، وفي 17 يوليوز، ذكرت جبهة البوليساريو، في بيان رسمي، أن "مثل هذا القرار، من جانب إسرائيل أو غيرها، ليس له أي قيمة قانونية أو سياسية". وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنه في 29 يوليوز، ألقى ملك المغرب محمد السادس خطابا بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لاعتلائه العرش أشار فيه إلى "سلسلة من القرارات للاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية – وكان آخرها دولة إسرائيل – وكذلك فتح قنصليتين في العيونوالداخلة، ناهيك عن الدعم المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي. كما أعرب الملك عن أمله "في عودة الأمور إلى طبيعتها [مع الجزائر]".