قال الخبير الاقتصادي عبد النبي أبو العرب، إن توقيع المغرب على اتفاقية استثمارية ذات طابع استراتيجي، مع المجموعة الصينية-الأوروبية "غوشن هاي تيك" الرائدة في مجال التنقل الكهربائي، لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية بمدينة القنيطرة، هو "اختراق حقيقي للمملكة للصراع والتنافس الدولي المحموم حول جلب وتوطين هذه الصناعات المستقبلية بين بلدان عديدة تملك قدرات وإمكانيات كبيرة مقارنة مع المغرب". وأضاف أبو العرب، في تصريح ل"الأيام 24″، أن هذا المشروع "تعبير واضح على نجاعة التخطيط والتنزيل الإستراتيجيين لرؤية المملكة المغربية في ما يتعلق بالاستفادة من التحولات الشاملة التي يعرفها العالم من تحولات مناخية وطاقية وصناعية وتقنية وأيضا التحولات على مستوى توزيع القوتين الصناعية والمالية في العالم". وأكد أن هذا المشروع "طفرة نوعية واختراق حقيقي وخطوة أولى مهمة في أفق تمركز المملكة كأحد المنصات العالمية للطاقات المتجددة وللطاقات النظيفة ولوسائل النقل النظيفة في المستقبل ولصناعة السيارات الكهربائية والبطاريات ومختلف الأجزاء التي تحتاج إليها هذه الصناعة". وأبرز أبو العرب، أنه "بفضل الرؤية الملكية الحكيمة التي جعلت المغرب دائما يستثمر في قطاعات المستقبل، حيث إن جلالة الملك منذ توليه العرش وهو يختار أن يراهن على المستقبل، من خلال الاستثمار في الطاقات المتجددة وفي قطاعي السيارات والطيران"، مردفا "واليوم المغرب من الأوائل في ما يتعلق بالتحول التكنولوجي والطاقي التي تعرفه قطاعات النقل في العالم من حيث التحول إلى الطاقات النظيفة خاصة الطاقة الكهربائية فيما يخص قطاع السيارات". وسجل المحلل الاقتصادي، أن هذا المشروع يتضمن عدة مراحل، إذ في أفق 2030 سيبلغ حجم الاستثمارات 65 مليار درهم إلى جانب مشاريع أخرى، مشددا على أن "المغرب سيتمكن في أفق العشر سنوات المقبلة من امتلاك قطاع صناعي حقيقي متكامل ومتطور ومتقدم". ويرى أبو العرب، أن "هذا المشروع المهم سيكون له بكل تأكيد تأثير على سوق الشغل، حيث إن المملكة في حاجة إلى نهضة تنموية شاملة من أجل توفير فرص الشغل الضرورية للشباب وللطاقات والموارد البشرية للملكة". وأعرب عن أسفه لنسب البطالة العالية التي يعؤفها المغرب خاصة في صفوف الشباب حيث إن هناك اليوم 4,3 مليون شاب خارج سلك التعليم والتكوين والعمل والتأهيل المهني ولابد من العمل من خلال هذه المشاريع على خلق الحاجة لمثل هؤلاء الشباب الذين هم بكل تأكيد متحمسون وينتظرون من يقدم لهم فرص للعمل والمساهمة في خلق الثروة بالمملكة خلق الثروة في المملكة يذكر أن ترأس رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الخميس 6 يونيو بالرباط، مراسم التوقيع على اتفاقية استثمارية ذات طابع استراتيجي، بين الحكومة المغربية والمجموعة الصينية-الأوروبية "غوشن هاي تيك" GOTION High-Tech الرائدة في مجال التنقل الكهربائي. وبموجب هذه الاتفاقية سيتم إحداث وحدة صناعية ضخمة "GIGAFACTORY" مع منظومة متكاملة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية في مدينة القنيطرة، لتكون هذه الوحدة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما سيعزز ريادة المغرب في صناعة السيارات والانتقال الطاقي، بفضل الرؤية الاستراتيجية والحكيمة للملك محمد السادس. وقع على هذه الاتفاقية الاستثمارية كل من عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية، ونادية فتاح وزيرة الاقتصاد والمالية، ونزار بركة وزير التجهيز والماء، وفاطمة الزهراء المنصوري وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ويونس سكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، ورياض مزور وزير الصناعة والتجارة، وليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ومحسن جازولي الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، وفوزي لقجع الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، إضافة إلى لي زهن المدير العام للمجموعة الصينية-الأوروبية "غوشن هاي تيك"، وبحضور علي صديقي المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات. ولإنشاء هذه الوحدة الصناعية الضخمة، وضعت المملكة ثقتها في "غوشن هاي تيك" باعتبارها رائدة في قطاع البطاريات الكهربائية، إذ تعد مجموعة فولكس فاغن الألمانية من بين المساهمين الرئيسيين فيها، وذلك من أجل تطوير مشروع مندمج لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية بسعة تصل إلى GWh 20 وبكلفة استثمار تبلغ 12.8 مليار درهم. ومن المرتقب أن يساهم هذا المشروع في خلق 17.000 منصب شغل مباشر وغير مباشر، من ضمنها 2.300 منصب شغل عالي الكفاءة. وسيمكن الشطر الأول من هذا الاستثمار من تطوير الأنشطة الصناعية للمجموعة في المغرب، ووضع منظومة متكاملة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية بسعة تصل إلى GWh 100 في نهاية المطاف، وبكلفة استثمارية إجمالية تقدر ب 65 مليار درهم. وكانت مجموعة "غوشن هاي تيك" قد حققت إنجازات هامة في أوروبا والولايات المتحدة، حيث أنشأت 12 وحدة صناعية ضخمة GIGAFACTORY على مدار العامين الماضيين، وذلك لتلبية الطلب العالمي الكبير على قطاع التنقل الكهربائي. ويبرهن اختيار هذه المجموعة لبلادنا على ثقتها في المغرب كوجهة رئيسية ومنصة استثمارية متميزة، خاصة على مستوى المنظومات الصناعية التي تساهم في توفير فرص الشغل وخلق القيمة المضافة. وتحت القيادة المستنيرة للملك محمد السادس، أصبح المغرب على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية منصة مرجعية في مهن صناعة السيارات والطيران، مما سمح لبلادنا بالاندماج بشكل وثيق في سلاسل القيمة الدولية. وتعمل اليوم المملكة المغربية، بفضل الرؤية الملكية المتبصرة، على تعزيز موقعها على الساحة الدولية فيما يخص المهن ذات القيمة المضافة العالية مثل التنقل الكهربائي، وذلك لترصيد مكتسبات المملكة ودعم انتقال منظومتها الصناعية الخاصة بالسيارات نحو الكهرباء، وتعزيز خلق الثروة لفائدة المواطنين.