بعد خفوت زوبعة حظيت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، بتضامن متأخر لقيادة حزبها، على خلفية الأخبار التي لاحقتها من الصحافة الأسترالية والبريطانية، التي زعمت أن علاقة عاطفية تجمعها بأندرو فوريست، مدير مجموعة "فورتيسكيو" العملاقة، الذي يعتبر سابع أغنى رجل في العالم، حسب تصنيف "فوربيس"، ما فتح الباب أمام تكهنات بوجود شبهة تضارب المصالح، خاصة وأن المسؤولة الحكومية استقبلت رجل الأعمال المذكور ضمن وفد من مجموعته خلال فبراير الماضي بالرباط، في سياق محادثات ثنائية رسمية.
وانتظرت القيادة الثلاثية ل"البام" انعقاد المجلس الوزاري، قبل برمجة اجتماع للمكتب السياسي للحزب، وهو الاجتماع الذي انعقد بالفعل أمس الإثنين واستمر لساعات، لكن لم تحضره لا الوزيرة موضوع الاتهامات، ليلى بنعلي، ولا زعيمة الحزب فاطمة الزهراء المنصوري التي ناب عنها في ترؤسه حليفيها صلاح الدين أبو الغالي والمهدي بنسعيد.
وبالرغم من الصمت المريب الذي تعاملت به مع الموضوع، إلا أن قيادة "الجرار" أدرجت ما أثير بشأن عضو مكتبها السياسي ليلى بنعلي ضمن "حملات التشهير والضرب التي تتعرض لها قيادات الحزب ووزراءه"، معتبرة أن ما تعرضت إليه هذه المرأة من "حملات منظمة، تجاوزت الوزيرة إلى المس بمصالح بلادنا، والتشويش على مسارها التنموي والتطور الحيوي الذي تعيشه على جميع المستويات لاسيما في المجالات والأوراش الإستراتيجية".
وذهب المكتب السياسي ل"البام" حد اعتبار ذلك "عملا مقصودا في حق وزراء يدبرون قطاعات استراتيجية وحيوية، ومحاولة فاشلة لتنيهم عن القيام بكامل مسؤولياتهم في الإصلاح الحقيقي وفي مواجهة اللوبيات"، مستنكرا "توجه سموم هذه الحملات تجاه نساء مغربيات يتحلين بالكفاءة ويمتلكن إرادة إصلاح حقيقية داخل مجالات ظلت بعيدة عن التغيير بسبب الخوف من كلفة الإصلاح السياسية والنفسية".
تبعا لذلك، أعلن الأصالة والمعاصرة تضامنه المطلق مع بنعلي التي قال إنها "تحترم دستور بلادنا وتبتعد عن ربط أية مصلحة أو صفة العضوية في المجلس الإداري لأية شركة من الشركات التي روجتها وسائل الإعلام"، مؤكدا أن ما وصفها ب"الحملات المصلحية اللوبية المغرضة" ضمن بلاغ أعقب اجتماعه أمس، "لن تكسر الإرادة السياسية القوية لنساء ورجال "البام" في القيام بكامل مسؤولياتهم تجاه التغيير والإصلاح الحقيقيين، ولن تجرهم إلى التخاذل والتراجع عن الدفاع عن مصالح وطننا، أو تأخير الإصلاح والتطبيع مع ضياع فرص تقدم بلادنا".