بعد حوالي أسبوع من تفجير الصحافة الأسترالية، أخبارا حول وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تتحدث عن وجود علاقة "حميمية" بينها وبين رجل أعمال أسترالي واحتمال وجود شبهة تضارب للمصالح، لم يصدر حزب الأصالة والمعاصرة لحد الآن أي موقف رسمي حول الواقعة، وهو ما أكده مصدر قيادي بالحزب، مشيرا إلى أنه سيتم التداول في الموضوع ومناقشة تفاصيله بين قيادات الحزب خلال اجتماع مرتقب للمكتب السياسي برئاسة الأمانة العامة الجماعية. ورغم الضجة التي أثارتها واقعة القبلة المزعومة، إلا أن قيادة الأصالة والمعاصرة، اختارت تجاهل التعليق أو الحديث عن الموضوع الذي يهم عضوة مكتبه السياسي، مفضلا إصدار بيان بالتزامن مع الحادثة يعبر من خلالها عن إدانته "للأعمال الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، الخارجة عن الشرائع السماوية وعن القانون الدولي والاتفاقيات والأعراف الدولية، وعن الحس الإنساني". في هذا الصدد، كشف القيادي في الحزب المشارك في التحالف الحكومي، أن قيادات الحزب ستلتئم مساء اليوم الإثنين في إطار اجتماع للمكتب السياسي، مبرزا أن الاجتماع سيكون فرصة لمناقشة تداعيات الموضوع وتفاصيله وحقيقته بحضور الوزيرة بنعلي. وجوابا على سؤال "العمق" حول سبب عدم إبداء أي موقف رسمي للحزب حول قضية تمس قيادية في الحزب تتولى حقيبة حكومية حيوية واستراتيجية، قال المصدر ذاته إنه "لم يكن ممكنا التحدث حول الأمر دون عقد لقاء والاستماع لتفاصيل الواقعة على لسان الوزيرة وقيادات الحزب". من جانبه، اعتبر مصدر قيادي آخر من حزب "الجرار"، في حديث مع الجريدة، أن الوزيرة تحدثت حول الموضوع ضمن بيان رسمي، قالت فيه إن ماورد في الصحافة لا يعدو أن يكون سوى أخبار زائفة، إلا أنه لم يتفاعل مع تفاصيل الأخبار التي تلت توضيح الوزيرة ونفيها للأخبار. وكانت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، نفت ما تم تداوله في بعض المواقع الإلكترونية من معلومات اعتبرتها "مغلوطة" حول علاقتها بصورة تم نشرها في إحدى الصحف الأسترالية. هذا، ونشرت صحيفة "ذي أوستراليان" ن صورة زعمت أنها تجمع بين الوزيرة بنعلي ومدير مجموعة "فورتيسكيو"، رجل الأعمال الأسترالي، أندرو فوريست، وهما يتبادلان قبلة حميمية. وقالت الصحيفة الأسترالية إن تلك القصة جرت فصولها عندما كانت الوزيرة المغربية في زيارة قبل أكثر من أسبوع إلى العاصمة الفرنسية، باريس. وأرفقت الصحيفة الصورة بمقال يلمح إلى علاقة عاطفية بين المسؤولين وشبهة تضارب المصالح بينهما، بعدما استقبلت الوزيرة المستثمر المذكور ضمن وفد من مجموعته خلال فبراير الماضي بالرباط، في سياق محادثات ثنائية. ورغم أن الصورة لا تظهر الوزيرة بشكل واضح، فإن الصحيفة ذكرت أنها استدلت على "صحة المعلومات" الواردة في المقال الذي نشرته، برد فعل مجموعة "فورتيسكيو" الرائدة في مجال الطاقة الخضراء والمعادن والتكنولوجيا، والتي لم تؤكد أو تنفي صحة الخبر. وأكدت الوزيرة بنهلي، في بيان صحفي، أن الصورة المذكورة لا تمت لها بصلة وأنها تندرج ضمن حملة تشهير ممنهجة تستهدفها، موضحة أنها تلتزم التزاما تاما بكرم الأخلاق وحسن السلوك ومقومات السمعة الطيبة، وأنها حريصة على مراعاة الشرف والاعتبار والوقار المميز لشخصيتها كامرأة وأم مغربية أصيلة من جهة، وكوزيرة مسؤولة في حكومة المملكة المغربية تدافع على المصالح العليا للبلد من جهة ثانية. وشددت بنعلي على أن محاولة التشهير التي طالت شخصها من خلال المنشور المذكور ليست هي الأولى، وأنها شكل من أشكال الانتقام والاستهداف الصادرة عن تجمعات مصالح معينة. وعلى إثر الضجة التي أثارتها صورة "القبلة الحميمية" المزعومة مع رجل أعمال أسترالي، أكد مصدر مسؤول بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، في وقت سابق للعمق، أن المغرب منذ مدة يبذل مجهودات لتحقيق الأمن الطاقي والسيادة الطاقية للمملكة، والشركة الأسترالية التي يجمعها مشروع مشترك مع مجموعة OCP لتوريد الهيدروجين الأخضر والأمونيا والأسمدة محليا وإلى أوروبا، مجموعة عالمية معروفة بخبرتها في المجال. يذكر أن "فوريستكيو"، وقّعت في أبريل الماضي، على اتفاقية شراكة مع المجمع الشريف للفوسفاط من أجل توفير الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والأسمدة الخضراء بالمغرب وأوروبا والأسواق الدولية. وشملت الشراكة أيضا، التطوير المحتمل لتجهيزات التصنيع، ومركزا للبحث والتطوير للنهوض بصناعة الطاقة المتجددة، التي تعرف نموا سريعا في المغرب.