يُعرف على المغاربة أنهم شعب مجبول على التضامن فيما بينه على امتداد عقود من الزمن، ليس فقط خلال فترات الأزمات الثقال، بل في أيام الرخاء أيضا، لكن يبدو في الآونة الأخيرة أن النزعة الفردانية بدأت تزحف على المجتمع المغربي، وهو ما يَظهر على مستوى السلوكات والطقوس المرتبطة بإحياء شعيرة عيد الأضحى الذي بات على الأبواب.
ومن بين القيم الدينية والاجتماعية التي طاولهتا رياح التغيير وباتت في طريقها نحو الاندثار، تقسيم الأضحية إلى ثلاثة، (ثلث للمضحي ولأهل بيته، ثلث للأقارب وثلث للمعوزين)، خاصة وأن "العيد الكبير" يشكل فرصة نادرة لدى شريحة واسعة من الفقراء المغاربة لتناول اللحم في ظل غلاء المعيشة ومحدودية الدخل.
في هذا الصدد، أقر 37 في المائة فقط من المغاربة بأنهم يتقاسمون جزءا من لحم أضحية العيد مع المحتاجين، بينما يخصص 55 في المائة كل الأضحية للاستهلاك الأسري، حسب استطلاع حديث للرأي أنجزه المركز المغربي للمواطنة، خلال الفترة بين 21 و31 ماي الماضي، حول انطباعات المغاربة وتصوراتهم بخصوص عيد الأضحى هذا العام.
ولا تعرف ما إذا كانت دوافع المغاربة الذين كشفوا أنهم لا يتقاسمون أضحية العيد مع الفقراء، مرتبطة بظروفهم الاجتماعية التي لا تسمح لهم بمشاطرة اللحم أم أن علتهم في ذلك مصدرها قناعات شخصية.
بالمقابل، كشف التقرير المنجز عن مفارقة، ففي الوق اعتبر 82 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أن العامل الديني هو الذي يدفعهم للالتزام بعيد الأضحى، بينما قال 12 في المائة إن دافعهم اجتماعي، في حين يتفق 61 من المشاركين على أن غالبية الأسر المغربية دافعها اجتماعي وليس ديني لاقتناء أضحية العيد.
بالمقابل، أكد 63 من المشاركين يشعرون بارتباط كبير بالعيد، و23 % يشعرون بارتباط إلى حد ما، بينما 5 % فقط لا يشعرون بارتباط بالعيد.
* 82 % من المشاركين يعتبرون العامل الديني هو الذي يدفعهم لالتزام بعيد الأضحى، بينما 12 % دافعهم اجتماعي. في المقابل، يتفق 61 % من المشاركين على أن غالبية الأسر المغربية دافعها اجتماعي وليس ديني لاقتناء أضحية العيد. * 75 % يعتبرون عيد الأضحى أهم مناسبة لتعزيز الروابط العائلية بين المغاربة في الوقت الحالي.