يبدو أن "التوابل" التي جمعها وليد الركراكي، ربان سفينة أسود الأطلس، لتحقيق العلامة الكاملة في كأس أمم إفريقيا كوت ديفوار، وتكريس الهيمنة العربية والافريقية التي أبان عليها المنتخب الوطني المغربي في كأس العالم قطر 2022 أفسدت الطبخة، وأن عقدة إفريقيا مازالت مستمرة على الأقل إلى النسخة المقبلة، وبذلك يحتفظ المغرب بلقب يتيم احرزه في سبعينات القرن الماضي.
ورغم مرور على مرارة الاقصاء القاسي أياما على خروج المنتخب الوطني المغربي من المنافسات الإفريقية من دور ثمن النهائي، مايزال الجمهور المغربي يتحدث عن الأسباب الحقيقية وراء عودة المغرب إلى بلاده دون جديد يذكر، علما أن الاستعدادات القبلية كانت كافية لاعطاء صورة مشرفة ومشرقة للكرة المغربية.
ووضع محللان رياضيان تواصلت معهما "الأيام 24" مشاركة الاسود بهذا العرس الكروي الافريقي تحت المجهر، مقدمان أسباب كثيرة وراء تسجيل المغرب اخفاقا جديداً في كتاب المشاركات الإفريقية، الذي لم يكتب فيه سوى بضعة أسطر قليلة من إنجازات الأسود، أبرزها إحراز اللقب الأفريقي الأول والأخير في 1976 والبلوغ إلى الدور النهائي في سنة 2004.
بقاء الركراكي أمر مقبول تعليقا على هذا الموضوع، قال مهدي كسوة، المحلل الرياضي والإطار الوطني المغربي، إنه "من الصعب تقبل مرارة هذا الاقصاء نظراً أن سقف الطموحات كان عاليا، وأن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد وضعت رهانات كبيرة على هذا المنتخب، وبالتالي كان جميع المغاربة ينتظرون فوز المنتخب الوطني بهذا الكأس الذي غاب على خزينة المنتخب منذ 1976".
وأضاف كسوة، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "في ظل الظروف الحالية التي يمكن اعتبارها قاهرة يجب أن نضع تحليلا منطقيا للمباريات التي أجريت في المونديال وأيضا المباريات الإفريقية، وهذا معطى كان سببا حقيقيا في فشل المنتخب المغربي".
وتابع المتحدث عينه أن "أول معطى كان سببا في سقوط أسود الأطلس هو عدم تقسيم المجهود البدني بشكل إيجابي، الأمر اتضح في المباريات الثلاث الأولى، إذ تنقص الجودة البدنية دائما في الأشواط الثانية، وهذه علامات كانت تشكل مشاكل كبيرة لدى عناصر المنتخب المغربي".
وأشار المحلل الرياضي إلى أنه "يجب الاحتفاظ بالإطار الوطني وليد الركراكي وإعطاء الثقة للعناصر الوطنية، غير أنه على الجامعة الملكية عقد جلسة خاصة مع الطاقم الفني للمنتخب من أجل وضع خارطة طريق جديدة لبداية مسار كروي جديد سواء على الصعيد القاري أو الدولي".
فشل في الاختيارات من جهته، يرى حمزة النوفيري، المحلل الرياضي والاطار الوطني المغربي، أن "المباريات الإفريقية الأخيرة أظهرت وجها آخر للمنتخب الوطني المغربي، بسبب عدة عوامل داخلية تتعلق أساسا باللاعبين وأيضا المدرب الذي لم يكن موفقا في اختيارته عكس ما شهدناه في كأس العالم قطر".
وأورد النوفيري، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "كان هناك غياب الانضباط التكتيكي وأيضا الحلول التقنية، حيث اعتمد الركراكي على نظام كروي واحد في جميع المباريات، الأمر الذي أدى إلى إقصاء المنتخب الوطني المغربي، إضافة إلى عدم وضع قراءة جيدة للخصم الذي عرف من أين تؤكل الكتف".
وشدد المحلل الرياضي على أن "المباريات الإفريقية بينت بشكل واضح غرور بعض اللاعبين، حيث أنه هناك لاعبين أخذوا أكثر من فرصة دون تقديم أي إضافة زائدة"، معتبرا أن هذا الإقصاء "يعد درسا رياضيا يجب أن يستفيد منه الركراكي وزملائه في الطاقم الفني".