عقب فوزه بجائزة أفضل مدرب في العالم خلال "ليلة الأساطير"، المنظمة من طرف "سكاي نيوز"، والتي جرت أطوارها بمدينة أبو ظبي، قال مدرب المنتخب الوطني المغربي، وليد الركراكي، في كلمته بهذه المناسبة إن "المنتخب المغربي سيثبت للعالم أن هناك فريق إفريقي وعربي يستطيع الفوز بكأس العالم". وكما جرت عادته بعد كل خرجة إعلامية يخلق دائما وليد الركراكي الجدل بتصريحاته، التي تتباين حولها آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي. كان لهذه الكلمة أيضا أثر بين الجماهير الرياضية؛ بعضهم يرى بأن تصريحا كهذا من "وليد" سببه "الغرور" الناتج عن الإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني في مونديال قطر، محذرين من عواقب هذا الغرور الزائد الذي قد يؤدي إلى تكرار ما حدث للمنتخب الجزائري عندما حقق كأس أمم إفريقيا مع المدرب "جمال بلماضي" سنة 2019، وبدأت تتعالى أصوات تزعم بقدرتهم على تحقيق لقب كأس العالم، حتى انصدموا بمرارة الإقصاء المر أمام الكاميرون ولم يتمكنوا حتى من التأهل لكأس العالم. وتجنبا لهذا السيناريو يُطالب البعض من المدرب بأن يكون الهدف هو تحقيق لقب كأس أمم إفريقيا الذي يغيب عن خزينة ألقاب المنتخب الأول لمدة تبلغ 47 سنة عوض التركيز على المونديال بعيد المدى. في الجهة المقابلة، يقف "الحالمون" الذين يأمنون بأن من استطاع تحقيق ذلك الإنجاز العظيم في الدورة الأخيرة من كأس العالم لم يكن "صدفة، وأيضا أن فرضية إمكانية تحقيق ما هو أكبر من ذلك تبقى قائمة في حالة توفرت شروط النجاح. وبأن المنتخب الوطني المغربي مع وليد أصبح له وزن كبير وسط كبار العالم، وظهر ذلك في المباراة الودية مع المنتخب البرازيلي التي انتهت لصالح "أسود الأطلس"، ولهذا وجب علينا " أن نحلم لكي نبلغ ما نريد" كما عودنا الركراكي من يومه الأول على رأس العارضة الفنية. في هذا الصدد يرى المحلل الرياضي، ابراهيم الزوين، بأنه على الجماهير أن تكون قد اعتادت على تصريحات وليد "الغريبة والعفوية"، مشيرا في تصريح لموقع "العمق الرياضي" بكون هذه التصرفات هي"نتاج للظروف التي نشأ وترعرع فيها الإطار الوطني، خصوصا تجربته مع الاغتراب و"الحكرة" التي يعيشها كل مهاجر". وأضاف ابراهيم الزوين، بأن ما مر به الكراكي وهو كلاعب ومدرب "وما سمعه من كلمات التحقير والعنصرية"، تجعلها اليوم يقف ويرد بطريقته على للجميع ويقول لهم بأن "كرة القدم العربية والإفريقية قادمة بقوة، وقادرة على قلب موازين اللعبة، وعلى تغيير خارطة الكرة التي يرسمها الغرب وهي خالية من الطرفين، خصوصا في منصات التتويج". يتابع المتحدث نفسه، بأن كلمات وليد كأنه يخاطب العالم قائلا: "نحن هنا عليكم الالتفات"، موضحا أنها أيضا "دعوة صريحة لرفع سقف التحدي، ليس فقط للمنتخب المغربي وإنما لجميع المنتخبات الأخرى" حتى يتهم النهوض بالكرة العربية والإفريقية، ويصبح لها مكانها الخاص وسط كبار العالم. أما فيما يتعلق بقدرة "أسود الأطلس" تحقيق المونديال، يرى إبراهيم الزوين بأن كل شيء ممكن خصوصا وأن "جمالية كرة القدم في كونها لا تخضع غالبا للمنطق، وما وقع في مونديال قطر خير دليل على ذلك". كما أشار الزوين إلى أن تحقيق الهدف المنشود يبدأ ب"تغيير العقليات، بدءا من المؤسسات المسؤولة عن تدبير قطاع الرياضة مرورا باللاعبين، ووصولا إلى التقنيين". ويرى المحلل الرياضي المذكور أنه يجب أن يكبر الطموح وتكبره مع الإرادة، ولتحقيق ذلك وجب "العمل بمصداقية، وتنقية المحيط من الشوائب التي التصقت به"، مشيرا إلى ضرورة "الاهتمام بالكفاءات والاعتماد على مبدأ الاستحقاق في التدبير والتسيير وبناء قاعدة صلبة، عبر تخليق الممارسة وتطبيق القوانين بعيدا عن المحاباة والشخصنة".