بتعيينه مدربا جديدا للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، يكون وليد الركراكي، الربان الجديد الذي سيقود سفينة أسود الأطلس إلى منافسات كأس العالم التي ستحتضنها دولة قطر في الفترة المتراوحة ما بين 20 نونبر و 18 دجنبر المقبلين. استهل وليد الركراكي المزداد بتاريخ 23 شتنبر 1975 في مدينة كورباي إيسون الواقعة ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، مشواره في عالم المستديرة الساحرة كلاعب رفقة نادي راسينغ باريس ( 1998-1999) ثم نادي تولوز ( 1999-2001) ثم نادي اجكاسيو (2001-2004). بعدها قرر الركراكي أن يعرج على الديار الإسبانية و اختار أن يلعب مع راسينغ سانتداير (2004-2006)، إلا أنه عاد بعد سنتين إلى دوري الفرنسي عبر بوابة نادي ديجون (2007) ثم غرونوبل (2007-2009) و وصولا إلى نادي المغرب التطواني. وكان لوليد الركراكي إنجازات كروية عديدة خلال مسيرته الكروية، أبرزها فوزه بالدوري الفرنسي للدرجة الثانية مع نادي أجاكسيو عام 2002، واختياره حينها أفضل مدافع في "الليغ 2"، وهو التألق الذي جعله يخطف الأضواء و يتلقى دعوة الناخب الوطني آنذاك بادو الزاكي للمناداة عليه لتعزيز كتيبة المنتخب الوطني المغربي، حيث بلغ معه نهائي كأس الأمم الافريقية عام 2004، حيث حصل على جائزة أفضل مدافع في دورة تونس. وبعد انتهاء مشواره كلاعب ولج وليد الركراكي عالم التدريب، حيث كان مساعدا لمدرب المنتخب المغربي، رشيد الطاوسي سنة 2012 بعد الهزيمة التي مني بها آنذاك المنتخب المغربي ضد الموزمبيق ذهابا والذي ترتب عليها إقالة المدرب"إريك غيريتس" وتعيين الطاوسي رفقة الركراكي وحسين عموتة لقيادة الأسود إيابا حيث تمكن المنتخب المغربي من الفوز برباعية نظيفة والتأهل لكأس الأمم الإفريقية المقامة آنذاك بدولة جنوب إفريقيا. مسار الركراكي كمدرب لم ينته هنا، فقد انيطت له مهمة تدريب فريق الفتح "النادي النموذجي" ومعه استطاع الظفر بكأس العرش سنة 2014 بعد فوز فريقه على أولمبيك خريبكة ثم تحقيق درع البطولة رفقة نفس الفريق سنة 2016، وبلغ معه أدوار متقدمة في مختلف المشاركات الإفريقية و العربية. ولم تقف إنجازات وليد عن هذا الحد، بل امتدت إلى قطر إذ استطاع هناك الفوز بلقب الدوري القطري سنة 2020 رفقة فريق الدحيل، قبل أن يعود إلى مجددا إلى المغرب، ويعرج على الوداد البيضاوي حيث زأر من جديد وفاز بالبطولة و عصبة الأبطال الإفريقية ثم بلغ نهائي كأس العرش لموسم 2020-2021، وهي انجازات عبدت لهذا الاطار التقني المغربي الطموح الطريق لتولي شرف تدريب اسود الاطلس من الباب الواسع، خلفا للبوسني وحيد خليلوزيتش الذي تولى مهمة تدريب المنتخب سنة 2019، وذلك على بعد أقل من ثلاثة أشهر على موعد نهائيات كأس العالم بقطر. وقررت الجامعة تعيين المدرب السابق للوداد الرياضي على رأس المنتخب الوطني الأول بغية تحقيق عدد من الأهداف لعل أبرزها ضمان مشاركة مشرفة في مونديال قطر، وقيادة سفينة المنتخب الوطني خلال المحطات الكروية القارية المقبلة، وخاصة كأس إفريقيا للأمم المقبل. وسيكرر وليد الركراكي، تجربة سابقة عاشها الاطار التقني المغربي الراحل عبد الله بليندة في مونديال الولاياتالمتحدةالأمريكية 1994، عندما قاد "الأسود" كأول مدرب مغربي يحظى بهذا الشرف. ويرى المتتبعون للشأن الرياضي أنه أمام رحيل البوسني خليلوزيتش عن "أسود الأطلس" سيفتح الباب مجددا أمام نجوم المنتخب المغربي المبعدين في الأشهر والسنوات الأخيرة، للعودة لصفوف الكتيبة المغربية، بداية بنجم تشيلسي الإنجليزي، حكيم زياش ومهاجم نادي الاتحاد السعودي عبد الرزاق حمد الله. وكان حكيم زياش قد أكد، في تصريحات سابقة، أن عودته لصفوف المنتخب المغربي رهينة بمغادرة المدرب البوسني، حيث رفض الاجتماع به في الجولة التي قام بها المدرب السابق لنانت الفرنسي على اللاعبين المبعدين بعد منافسات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالكاميرون والدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022. وفي سياق متصل، كان رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع قد أكد في تصريحات خلال الأشهر الأخيرة، أن حكيم زياش سيكون حاضرا رفقة المنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس العالم قطر 2022. وفي المقابل ، تبقى مسألة انضمام حمد الله إلى كتيبة وليد الركراكي ، المهمة الأصعب للناخب الوطني الجديد بسبب المدة الطويلة للخلاف منذ عهد الناخب الوطني السابق، الفرنسي هيرفي رونار، وكذا بسبب تصريحات رئيس الجامعة الذي شدد سابقا على أن حمد الله "لاعب استثنائي، ولديه موهبة كبيرة، ولكن موهبته وحدها لا تكفي في المنتخب المغربي حاليا". ولم ينضم حمد الله لصفوف أسود الأطلس منذ واقعة معسكر المنتخب المغربي استعدادا لكأس أمم إفريقيا 2017، بعد مغادرته للمعسكر بسبب أزمة نشبت بينه وبين بعض من زملائه . وبحسب تقارير إعلامية، فإن وليد الركراكي بدأ منذ أيام اتصالات مع حكيم زياش و حمد الله وأنه سيتلقي بهما هذا الشهر، كما سيدشن جولة رفقة أوروبية لمتابعة عدد من المواهب الصاعدة. وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد شددت على ضرورة خلق أجواء هادئة للاستعداد الجيد للمنتخب الوطني وتوفير جميع الإمكانيات لتشريف كرة القدم المغربية في نهائيات كأس العالم التي ستجرى بالملاعب القطرية ما بين 21 نونبر 2022 و18 دجنبر 2022. وأوقعت قرعة كأس العالم قطر 2022 المنتخب المغربي في المجموعة السادسة إلى جانب كل من بلجيكا وكرواتيا وكندا، على أن يفتتح مواجهاته بلقاء نظيره الكرواتي على "ملعب البيت" ، فيما يواجه المنتخب البلجيكي في الجولة الثانية على "ملعب الثمامة" ، على أن يختتم مباريات المجموعة بمواجهة كندا على أرضية "ملعب الثمامة".