مع مرور الوقت، تزداد العلاقات الفرنسية المغربية تعقيدا، حيث تظهر معالم الأزمة أكثر خلال السنتين الأخيرتين، والتي اتخذت أشكال التصعيد الدبلوماسي. أزمة يسيل معها مداد الصحافة وسيل من التوقعات حول مستقبل العلاقات الغامضة. وتحت عنوان "بين المغرب وفرنسا.. علاقات دبلوماسية تتدهور"، تورد صحيفة لوموند الفرنسية، أن زلزال الحوز الذي ضرب المغرب وخلف خسائر فادحة بلغت حوالي 3000 قتيلا و 5600 جريحا، في الثامن من شهر شتنبر الماضي، كان من المفترض أن يكون سببا في التهدئة، لكن وقع العكس، إذ زاد تفاقم التوتر، الذي أججته وسائل إعلام البلدين.
وأضافت الصحيفة، أن المقابلات التلفزيونية الفرنسية التي تساءلت "هل يستطيع المغرب أن يدبر أزمة الزلزال دون مساعدة فرنسا؟"، استغلتها وسائل إعلام مغربية لتجريد الصحافة الفرنسية برمتها من مهنيتها، التي تتهم نظيرتها الفرنسية بتوظيف منطق "الأبوية" في التعامل مع المغرب.
وترى لوموند أن الرئيس إمانويل ماكرون كان يريد إخماد فتيل الأزمة، حين توجه بخطاب عبر مقطع مصور مترجم إلى اللغة العربية، موجه إلى المغاربة، إلا أنه، وعلى خلاف رغبته، كب الزيت على النار، وصار محط هجوم واسع من لدن المغاربة، متهمين إياه بانتهاك أبسط قواعد اللباقة والبروتوكول.
واعتبرت في مقالها المطول، أن الأزمة باتت عميقة، إذ لم يعد للمغرب سفير في باريس منذ 19 يناير الماضي، وأن هذا التاريخ لا يدين بأي شيء للصدفة، إذ إنه في ذلك اليوم، تبنى البرلمان الأوروبي قرارا ينتقد الهجمات على حرية الصحافة في المغرب. وقالت أن الأزمة بين البلدين دائما ما تنتهي إلى المصالحة بطريقة أو بأخرى، إلا أن التوتر الحالي، يبدو أكثر تعقيدا هذه المرة، وذو طبيعية استراتيجية متعلق أساسا بمغربية الصحراء، حيث تريد المملكة من فرنسا أن تحذو حذو دول عظمى حول القضية، إلا أن فرنسا لا تزال "حذرة" تجنبا لغضب الجزائر الداعمة بقوة للطرح الانفصالي.