Reuters رجال الإنقاذ يقومون بعملية بحث في أمزميز في المغرب أعلن ملك المغرب محمد السادس، مساء السبت، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الزلزال المدمر، كما أمر بتسريع عمليات الإنقاذ. هذا وارتفعت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب المغرب ليل الجمعة إلى 2000 قتيل على الأقل، وفقاً لوزارة الداخلية المغربية. كما ارتفعت حصيلة الجرحى إلى 2059 جريحا. وتم إحصاء أكثر من نصف الضحايا في إقليمالحوز الجبلي جنوبمراكش. وأصدر الديوان الملكي المغربي بيانا نشرته وكالة الأنباء الرسمية أشار إلى تعليمات أصدرها محمد السادس، إثر ترؤسه جلسة عمل خصصت لبحث الوضع في أعقاب الزلزال المدمر. وقال الديوان الملكي المغربي إن الملك أعطى تعليماته بهدف مواصلة كافة أعمال الإنقاذ بشكل عاجل على الصعيد الميداني، وشملت التعليمات أيضا: * وضع برنامج مستعجل يهدف لتقديم الدعم اللازم وإعادة بناء المنازل المدمرة على مستوى المناطق المتضررة في أقرب وقت. * التكفل برعاية الأيتام ومن هم في وضع صعب وهش. * توفير المأوى والتغذية وكافة الاجتياجات الأساسية للمتضررين. * الاستئناف الفوري للأنشطة الاقتصادية على مستوى المناطق المعنیة. EPA وسُجل وقوع الضحايا في أقاليم وعمالات الحوزومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودان. وقال مسؤول محلي إن معظم الوفيات كانت في مناطق الجبال التي يصعب الوصول إليها. وأفاد المعهد الوطني للجيوفيزياء، في المغرب، أنه تم تسجيل زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر بإقليمالحوز، وسط البلاد، في الساعة 11:00 من ليل الجمعة بتوقيت المغرب. وأشار المعهد الوطني للجيوفيزياء، أن الهزات الارتدادية، عقب الزلزال الذي ضرب المغرب، يمكن أن تتواصل، مضيفاً أنه "يُنتظر أن تتواصل الهزات الارتدادية بضعة أيام أو بضعة أسابيع قبل أن تختفي"، وفق وسائل إعلام مغربية. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مبان مدمرة ومبان أخرى تهتز وشوارع يملؤها حطام متناثر. وشوهد الناس يهربون في حالة من الذعر والبعض كان يمشي وسط سحب من الغبار. وأفادت تقارير بوجود عائلات ما زالت عالقة تحت حطام منازلها. وشهدت المستشفيات في مدينة مراكش تدفقاً للجرحى من مختلف المناطق، ودعت السلطات المواطنين إلى التبرع بالدم. وأظهرت العديد من اللقطات التي نُشرت على منصة إكس المباني وهي تنهار، لكن البي بي سي لم تتمكن من تحديد مكان تلك المباني. وقد قرر السكان البقاء خارج منازلهم تحسباً لوقوع زلازل أخرى قوية. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن زلزالا قويا بقوة 6.8 درجة ضرب وسط المغرب، وأضافت أن مركز الزلزال كان على بعد 71 كيلومتراً، جنوب غربي مراكش، وعلى عمق 18.5 كيلومتراً. * زلزال المغرب: صور تظهر حجم الدمار في مدينة مراكش التاريخية * إلى متى يصمد العالقون تحت الأنقاض بعد وقوع زلزال؟ * ما الذي ينبغي فعله عند وقوع الزلزال؟ EPA مواطنون في العاصمة الرباط خرجوا للشوارع خوفا من الزلزال وقال سكان مراكش، أقرب مدينة كبيرة إلى مركز الزلزال، إن بعض المباني قد انهارت في الجزء القديم من المدينة، وهي المصنفة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وأظهرت لقطات لسور المدينة الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى شقوقا كبيرة في أحد أقسامه وسقوط أجزاء منه وتناثر الأنقاض في الشارع. أسباب وقوع الزلزال وحول الأسباب العلمية لوقوع الزلازل، قال غسان سويدان، مدير مركز رصد الزلازل في الأردن، لبي بي سي إن "هناك أسباباً طبيعية وأخرى اصطناعية. الأولى تكتونية بمعنى أنها تتعلق بحدوث تصادم بين الكتل الصخرية الضخمة في القشرة الأرضية. أما الثانية فتتعلق بالتفجيرات النووية وتفجيرات مقالع الحجارة والمناجم". لكن لماذا وقع الزلزال في هذه المنطقة من المغرب تحديدا؟ طرحنا هذا السؤال على سويدان الذي أكد على وجود صدع نشط في المنطقة كان في حالة سبات في السابق لكن تراكم الإجهادات عليه من حركة الصخور الضخمة أدى إلى وقوع الزلزال. وقال إن "الزلازل لا تحدث إلا على حدود الصدوع في الكرة الأرضية ولا تحدث عشوائيا". وتوقع خبير الزلازل الأردني حدوث هزات ارتدادية وقال إنه سجل وقوع زلزال متوسط بقوة 4.8 درجة وهو ليس من النوع المدمر، لكنه عندما يقع بعد زلزال قوي بقوة 7 درجات فقد يكون الأثر التدميري له أكبر بسبب تخلخل البنية التحتية من أبنية وسدود وجسور بفعل الزلزال الأكبر، كما قال سويدان. وأضاف سويدان بأن منطقة شمال أفريقيا معرضة للمزيد من هذه الزلازل لأنها "قريبة من منطقة التصادم بين صفيحتين تكتونيتين هما الصفيحة الأفريقية المتجهة شمالا والصفيحة الأوروآسيوية في أوروبا، حيث تغوص الصفيحة الأفريقية تحت الأوروبية، فنجد أن مناطق اليونان وقبرص والدول التي تطل على البحر المتوسط تشهد وقوع العديد من الزلازل بين الفينة والأخرى". وقال منتصر إتري أحد سكان قرية أسنى الجبلية القريبة من مركز الزلزال إن معظم المنازل هناك تضررت. وأضاف أن "جيراننا تحت الأنقاض ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتاحة في القرية". كما نقل موقع "ميديا 24" عن مصادر طبية أن ثمة "تدفقا هائلا" للجرحى إلى مستشفيات مراكش. وشعر سكان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال، إذ خرج عدد من المواطنين إلى شوارع هذه المدن خشية انهيار منازلهم وفقا لصور متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي. تضامن دولي لتقديم المساعدة توالت ردود الفعل الدولية على الزلزال والتي أبدت تعاطفها مع ضحايا الزلزال وعرضت تقديم المساعدة. فقد تقدّمت الجزائر- التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في عام 2021 - بتعازيها لأسر الضحايا والشعب المغربي، وأعلنت فتح مجالها الجوي المغلق منذ أيلول/سبتمبر 2021، أمام الرحلات التي تنقل مساعدات إنسانية وجرحى جراء الكارثة. وأعلنت كل من مصر والسعودية والإمارات والأردن والعراق تضامنهم مع المغرب. وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تعاطفه مع ضحايا الزلزال وقال إن الولاياتالمتحدة "مستعدة لتقديم أي مساعدة ضرورية". وقال في بيان نشره الموقع الرسمي للبيت الأبيض: "أشعر بأسى بالغ على فقدان الأرواح والدمار الحاصل بسبب الزلزال في المغرب". وفي الصين، أرسل الرئيس الصيني شي جنبنغ "رسالة تعزية" إلى المغرب، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية. و قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي كان يتحدث في قمة العشرين (جي 20) إن المجتمع الدولي سيهب لمساعدة المغرب. وعرض رئيس الوزراء الإسباني تقديم "التضامن والدعم للشعب المغربي". وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه شعر بأنه "محطم" بسبب الأخبار وعرض تقديم المساعدة للمغرب. وتلقى المغرب، الذي طبع علاقاته مع إسرائيل عام 2020، عرض مساعدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي أعلن أنه أعطى "تعليمات لكل الهيئات والقوى الحكومية لتقديم كل المساعدة الضرورية للشعب المغربي"، وفق بيان صادر عن مكتبه. ويذكر أنه في 24 شباط/فبراير عام 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6,3 على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كلم شمال شرق الرباط وأسفر عن 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة. وفي 29 شباط/فبراير 1960 دمر زلزال مدينة أغادير الواقعة على الساحل الغربي للبلاد مخلفا أكثر من 12 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة. BBC