من فرحتها بكت بعد إخراج ملف ابنها من الحفظ، وهي تغادر محكمة الاستئناف بمدينة الدارالبيضاء زوال اليوم الثلاثاء بعدما ظلت متمسكة بحقيقة واحدة منذ ما يقارب السنتين، والمتمثلة في أنّ ابنها لم يمت بشكل عادي بل مات بعد مطاردة بوليسية أعقبها ركل ورفس وضرب فوق الرأس. عبارة، ظلت ترددها أم يوسف "المشجع الرجاوي" الذي أسلم الروح لبارئها ليلة الثامن من شهر شتنبر من سنة 2021 في ظروف وُصفت بالغامضة أثناء ملاحقته من طرف رجال الشرطة بمعية صديقه لعدم ارتدائه الخوذة.
الحقيقة لا يمكن أن تموت ولا يمكن أن يدفن ابني حاملا معه ذنبا لم يقترفه، كانت هذه هي الجملة التي واظبت أم يوسف على ترديدها كلما وجدت آذانا صاغية وبقيت متتبعة لخيوط هذه القضية ولم تملّ بعدما آمنت بأن لا رجعة عن صوت الحق طمعا منها في إجلاء الحقيقة وإحقاق العدالة.
مات يوسف ولم يمت إيمان والدته ببراءة ابنها من تهمة لاحقته في قبره، تقرّ جازمة بعدما وُضع بين يديها دليل براءته قبل أن تحبس حزنها وحسرتها على وفاة ابنها بقفل اليقين، وهي تبحث عن مفتاح اللغز لتقف طيلة مدة نبشها في هذه القضية على دلائل اعتبرها دامغة وكافية لإدانة من وضعتهم في قفص الاتهام، وهم ثلاثة شرطيين، حسب تعبيرها.
عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، كان دخل على الخط في هذه القضية عندما كانت على صفيح ساخن وقدّم تعازيه الحارة لوالدة يوسف ووعدها بفعل ما يلزم وقال لها بالحرف الواحد، مثلما باحت: "اعتبريني أخا لك" غير أنّ حفظ الملف في فترة سابقة، جعل الأم تدخل في دوامة من الحيرة إلى أن جاءها الفرج.
رفعت شارة النصر وانفرجت أساريرها في انتظار أن يُفتح السطر الأول من هذه القضية، خاصة وأنّ الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قامت في وقت سابق بتعميق البحث تحت إشراف النيابة العامة للمختصة إلى أن طوى بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني، الملف بشكل نهائي فكان مصيره الحفظ قبل يخرج من جديد من الحفظ ليطفو شعار "العدالة ليوسف" فوق السطح بعدما رفعه فصيل الإلتراس في مدة زمنية بعينها بعد وقوع الحادثة بمدينة الدارالبيضاء.